يختلط على كثير من المسلمين وغيرهم قصة هاروت وماروت لدرجة أنهم يظنون أن هاروت وماروت ملكين وهذا هو الخطأ، فالآية الكريمة تقول: (وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفر)... إلى أخر الآية. تعود القصة بإيجاز عندما قال اليهود إن الملكين جبريل وميكائيل عليهما السلام هما اللذين قاما بإنزال السحر على نبي الله سليمان، فأوحى الله -سبحانه- إلى النبي محمد -صلَّ االله عليه وسلم- في الآيات الكريمة، يكذب فيها تأويل اليهود ويبرئ سليمان -عليه السلام- مما وصفه اليهود به، من استخدامه السحر. وأوضح القرطبي، أن (ما) في (وما أنزل على الملكين) نافية ومعطوفة على قوله: (وما كفر سليمان) لقوله: (ولكن الشياطين كفروا) وتقدير الكلام في الآية (ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر ببابل هاروت وماروت)، وفق تفسيره. والقصد في قولي إن هاروت وماروت ليسا ملائكة، لأن الله لن ينزل الملائكة الكرام بسحر، نظرًا لمكانتهم الرفيعة، وفي الناحية الأخرى فلا يجوز أن يكون هاروت وماروت شياطين لقوله ((حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر)، فلم نرَ من قبل بنو إبليس ينصحون بني آدم حتى وإن كانت تلك النصيحة قولا فقط، وهو ما يؤكد آدمية هاروت وماروت، وأنهما من بني آدم ولا شيء غير ذلك، قاما بأخذ السحر من الشياطين الذين قاموا بدورهم بسرقة كتب السحر التي أخفاها سيدنا سليمان أسفل عرشه وقاموا بتعليمه إلى هاروت وماروت، ومن ثَمَّ إلى الناس الذين كفروا بالله واتبعوا ما تتلو الشياطين. والقصد كذلك دون وضع أحد في وجه المقارنة، أن هناك هاروت وماروت من بني الإنس يجاورون الرئيس عبدالفتاح السيسي ويحرفون الكلم عن مواضعه، مما يجعل انتقاد سياسته أمرًا فعليًا في المجتمع المصري، وأقصد هنا بالنقد غير الموضوعي من بعض المواطنين الذين يتحدثون في السياسية لمجرد مشاهدتهم لبرنامج (توك شو) أو رأي دون سند. أولئك الذين ينظرون إلى كلماته التي يلقيها من القلب، أثناء حديثه مرتعًا للنقد اللازع، غير البناء على صفحاتهم (الفيسبوكية) وفي جلساتهم على المقاهي، كقوله (أنا لو أطول أبيع نفسي عشان مصر هبيع)، تلك التي قالها ولم يقرؤها من ورقة أمامه، أو يهتم لسياق نص بعينه كرؤساء مصريين من قبله. وفي نهاية القول (أيها الرئيس لديك هاروت وماروت داخل بلاطك وحول عرشك فاحذرهم).