مسيرة إنسانية حافلة للأمير السعودي« الوليد بن طلال بن عبد العزيز آل سعود»، رجل الأعمال السعودي الذي يعد من أكبر المستثمرين في العالم، كما صنفته مجلة «فوربس الأمريكية»، لم تنتهِ عند التبرع بكامل ثروته لصالح الأعمال الخيرية، فما زال ذا عطاء متواصل، خاصة بعد هجمات( 11 سبتمبر)، أعطى الوليد شيكا بقيمة 10 ملايين دولار لعمدة مدينة نيويورك رودي جولياني، وأوضح آن ذاك: أن «في مثل هذه الأوقات، يجب أن نعالج بعض القضايا التي أدت إلى مثل هذا الهجوم الإجرامي». أكبر مُتبرع في كل العصور قرر الأمير السعودي بالتبرع بكامل ثروته التي تبلغ قيمتها(32) مليار دولار لصالح الأعمال الخيرية، تدريجيا على مدار عدة سنوات، وستراقب من خلال مجلس أمناء، سيكون هو على رأسه. وأوضح آن ذاك الملياردير السعودي، بأنه استلهم الخطوة من مؤسسة «غيتس»، التي أسساها «بيل غيتس» وزوجته ميلندا في عام 1997، لافتًا أن الأموال ستُنفق في عدة أوجه خيرية، منها «تعزيز التفاهم الثقافي، وتمكين المرأة وتقديم الإغاثة الحيوية في حالات الكوارث». رأيه في الأعمال الإنسانية ووضع الأمير خطة مفصلة لتوزيع الثروة على مدى السنوات المقبلة قبل وفاته. وقال بن طلال الرياض في حضور أبنائه: «هذا أمر منفصل تماما عن ملكيتي في شركة المملكة القابضة»، مضيفًا أن «الأعمال الإنسانية مسؤولية شخصية، وهو المجال الذي خضته منذ أكثر من ثلاثة عقود، وهو جزء أصيل من عقيدتي الإسلامية». ويأمل «الوليد ابن طلال» في أن تساعد الأموال في بناء الجسور لتعزيز التفاهم الثقافي، وتطوير المجتمعات، وتمكين المرأة، ودعم الشباب، وتقديم المساعدات الضرورية في حالات الكوارث، وخلق عالم أكثر تسامحا وقبولا. صحيفة ألمانية تكشف أسباب تبرع الوليد بن طلال بثروته بالرغم من أن الدوافع التي قدمها الأمير عند إعلانه التبرع بثروته محل تقدير، ولكن هناك من يشير إلى وجود أسباب أخرى وراء ذلك القرار ، أبرزها الحصول على لقب «أكبر متبرع في كل العصور». جاء ذلك في سياق تقرير بصحيفة دي فيلت الألمانية حول قرار الملياردير السعودي تخصيص ثروته للأعمال الخيرية احتل المركز الأول في قائمة أثرياء العرب ويعتبر الأمير السعودي الوليد بن طلال «وارن بافيت العرب»، وينتمي إلى السلالة الملكية، فهو ابن شقيق العاهل السعودي «سلمان بن عبد العزيز»، ولكنه أكثر ثراء من عمه، فقد احتل المركز 34 في قائمة أثرياء العالم، والأول عربيا، بثروة تقدر ب 32 مليار دولار. نشأته وانطلاقته ولد في مثل هذا اليوم في السابع من مارس عام 1955 في مدينة الرياض، وكانت نقطة انطلاق الوليد بن طلال كانت نموذجية، فقد نشأ على الطريقة الملكية كحفيد مؤسس الدولة الملك عبد العزيز بن سعود، برأس مال مبدئي 1،5 مليون دولار، ودرس (إدارة الأعمال) في كلية مينلو في كاليفورنيا، وفى جامعة سيراكيوز بنيويورك، مكنته من تأسيس إمبراطورية مذهلة بعد عودته إلى الوطن من خلال معرفته المكتسبة لاقتصاديات السوق الغربي. بعد خمس سنوات من الانتهاء من دراسته تمكن من جمع 450 مليون دولار وبعد خمس سنوات فقط بعد الانتهاء من دراسته عام 1983 تمكن من جمع أول 450 مليون دولار، ويمتلك الأمير السعودي شركات أثاث، وتشييد، ومجموعة أسهم فى الشركات الكبرى، مثل ديزني، وآبل، وجنرال موتورز، وتويتر، ، بالإضافة إلى عدد من أفضل الفنادق مثل «نيويورك بلازا بالولايات المتحدة، و جورج الخامس بباريس، وسافوي بلندن. وصف الوليد بالسخاء والحزم ويتصف بن طلال بالسخاء والحزم في ذات الوقت مع الموظفين، كما أن ثلثي موظفيه من النساء، في بلد لا يسمح للجنس الناعم بقيادة السيارات. وعلاوة على ذلك، فهو يعشق الترف إذ تبلغ مساحة قصره في الرياض 42700 متر مربع ويضم 371 غرفة، يفضل السفر بطائرته الخاصة بوينج 747-400 التي تعد بمثابة «قصر طائر».. آرائه السياسية وأكد الأمير السعودي في تصريحات صحفية: أن« بلاده يجب أن تراجع مواقفها السياسية وتضع استراتيجية جديدة لمقارعة التأثير الإيراني المتعاظم في دول الخليج من خلال عقد معاهدة دفاع مشترك مع تل أبيب لردع أي تحرك إيراني محتمل في ضوء التطورات المفاجئة في سوريا والناتجة عن التدخل الروسي. الفوضى في الشرق الأوسط مسألة حياة أو موت ويقول: إن« الفوضى القائمة في الشرق الأوسط تشكل مسألة حياة أو موت للمملكة، وأنا أعرف أن الإيرانيين يسعون إلى خلع النظام السعودي من خلال لعب الورقة الفلسطينية، وبالتالي فإنه يجب على السعودية واسرائيل إفشال (مؤامرتهم) بتصليب علاقاتهما وتشكيل جبهة موحدة لإعاقة إجندة إيران الطموحة». "الوليد بن طلال" وموقف غريب تجاه القضية الفلسطينيية الإسرائيلية على الجانب الأخر قال: «سأقف مع الأمة اليهودية وطموحاتها الديمقراطية في مواجهة اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، وسأبذل كل جهدي لكسر أي مبادرة عربية مشؤومة لإدانة تل أبيب، لأنني أعتبر التوافق العربي الإسرائيلي والصداقة المستقبلية بينهما ضروريان لمواجهة التعديات الإيرانية الخطرة».