«عماد».. واحد من المواطنين الذين قد تمر بهم ولا تعبأ بوجودهم أكثر مما تتوقف لتتناول وجبة من على عربته الموجودة أمام شارع الموسكي، بل قد لا تعيرها ولا تعير صاحبها إنتباهاً بإعتبارها أحد عربات المأكل بالشارع غير المأمونة صحيًا. إلا أن عماد له مشكلات وليست مشكلة واحدة، ففوق أنه معاق ولا يستطيع أن يحرك قدميه سوى بواسطة جهاز يرتديه بساقه اليسرى. يحكى «عماد»، مشكلاته، ل«الفجر تي في»، والتى تتمثل فى كونه لا يستطع الوقوف بالشارع، ليس بسبب إعاقته، وإنما بسبب أنه لم يحصل على رخصة كشك حتى الآن بالرغم من أن الرصيف الذى يقف عليه متراص بعدة أكشاك متجاورة. لا تقتصر مشكلة «عماد» على مجرد كشك كى يقتات منه هو وأسرته المكونة من زوجة وإبن وثلاثة من الإناث، إلا أنه يعتبر بلا مأوى حيث أن المنزل الذى يسكن فيه مهدد بالإنهيار، فوق أنه يشاركه فى المسكن الذى لا تتجاوز مساحته الستين متراً، أسرتين أخرتين لأخويه، حيث أن المسكن ميراث على المشاع. وما زاد على عماد وزوجته من الأعباء أولادهما، حيث أنهم مجبرين على مساعدة والدهم فى أشغاله اليومية وترك مدارسهم. مشكلة قد تمر بها مرور الكرام، وقد يطالعها المسؤولون بلا إكتراث حقيقى، إلا أن المشكلة هى مشكلة حياة أسرة من ستة مواطنين كانت أقدارهم أنهم نشأوا فى مصر.