90% من السيدات يؤكدن تفضليهن للرجل .. مرددن: "الرجال قوامون عن النساء" علماء النفس: التربية والوعى المجتمعي منذ الصغر خلق تفوق الرجل في ذهن المرأة
حقوق المرأة: الدراما والإعلام السبب في دونية النظرة للمرأة والتقليل من شأنها
قليلاً ما تجد امرأة تشكر في غيرها، أو تختار غيرها، فدائماً ما تختار الرجل ليكون رئيسها ووزيرها وطبيبها ومحاميها، لم يكن ذلك وليد الصدفة بل وحي البيئة الاجتماعية التي نعيشها، وتجسيد ما يقدمه الإعلام والدراما والثقافة المصرية التي كثيرًا ما تظهر المرأة النموذج الأقل كفاءة.
فمنذ فيلم الأستاذة فاطمة الذي جسدت دور البطولة فيه الفنانة فاتن حمامة، ودارات أحداثه عن تفضيل المحامي الرجل عليها حتى أثبتت كفاءتها ومهارتها التي جعلتها تحوز لقب أستاذة في ذهن الجميع، فهدى شعراوي، وصفية زغلول، وحكمت أبو زيد، وسهير القماوي وغيرهم من رواد الفكر، والأسماء التي لم يعرفها سوى القليل، لماذا لم تبرزهم الدراما والإعلام وكان ذلك تساؤلا لأعضاء الجمعيات النسوية للنهوض بالمرأة.
حيث قامت "الفجر" ببحث ميداني على عدد من السيدات من مختلف الأعمار والفئات الاجتماعية، وتوصل البحث إلى أن أكثر من 90% من السيدات يفضلون اختيار الرجل لتولي المسئولية، ويلجأن إلى الرجل في جميع مناحي الحياة من محامى وطبيب ومدرس، معللين ذلك بأنه الأقوى والأكفأ، والأكثر قدرة على حل الأمور بشكل عقلاني دون العاطفة، وله نفوذه وعلاقته وخبراته عن المرأة، وأنه" مفيش ست بتخدم ست"، وبينما رأى 2% من العينة أن اختيارهم على أساس الكفاءة والخبرة وليس الجنس، مؤكدين أن المرأة قادرة على علاج المشكلات بصورة أفضل من الرجل.
حيث قالت منى محمد، موظفة بوزارة الثقافة، بإن اللجوء يتم على حسب إمكانيات الشخص ومكاناته وقدراته على حل المشكلة دون التفرقة بين رجل وسيدة، فعلى الأساس الكفاءة يتم الاختيار، مؤكدة أن الواقع والوعى المجتمعي المصري يجعل تفضيل الرجل عن المرأة من المرأة بنسبة تزيد عن 80%، في الوقت الذي تستطيع المرأة عمل كل شيء من النزول لأرض الواقع والتعايش مع مشاكل المجتمع والعمل على حلها في حالة توليها منصب مسئول.
ومن جانبها أوضحت إيمان علي، متزوجة وتعول، بأن المرأة تفضل اختيار الرجل عن المرأة لأنه دائما الأفضل والأكثر خبرة عن المرأة التي تنشغل في بيتها ومع أسرتها، مؤكدة أنها تفضل أن يكون رئيسها في العمل رجل لأنه أكثر مرونة عن المرأة التي دائما ما تكون ممتعضة و"منفسنة"، مؤكدة أن صوت الرجل يُسمع عن صوت المرأة، فالرجل يمتلك من النفوذ ما يؤهله للعمل العام والسياسي، ويستطيع التلاعب في قضية ما لكسبها والعمل بعقله عكس المرأة.
وبينما تردد شيماء، الطالبة بكلية الآثار بجامعة القاهرة، قائلة:" الرجالة بيفهموا والستات مبيفهموش وحقودين وبيغيروا، الست هي السبب أنها تكرهنا فيها، بسبب كبرها وغرورها، "مفيش ست بتساعد ست".
وفى سياق متصل قالت دينا أشرف، مهندسة، بأنها تفضل اختيار الرجل لكونه الأشطر والأكثر تفرغاً لعمله من المرأة التي تشغلها الحياة في أكثر من أتجاه، حيث أن مشاكل المرأة تؤثر على عملها ولا تستطيع الفصل بين عملها وبيتها، بعكس الرجل الذي يجتهد لكي يصل لخبرات عالية، لأن هذا رزقه الذى ينفق منه على بيته فيركز به دون انشغال، مؤكدة تفضيلها لاختيار رئيسها رجل ، لتعقيد السيدات أمور العمل، والارتياح النفسي عند التعامل مع الرجل أكبر.
ومن جانبها أبدت دعاء على، طالبة بتجارة عين شمس، تفضيلها لرجل عن المرأة في كافة مناحي الحياة، مؤكدة أن الدراسات تؤكد بأن عقل الرجل ضعف عقل المرأة ، وأنه الأقوى والمتفهم أكثر ويستطيع موازنة الأمور بعقلانية عن المرأة التي تتغلب عليها العاطفة، مرددة: " الرجال قوامون عن النساء، وهى مش هتستحمل زي الرجل بجانب أن انشغلات المرأة الأخرى وبيتها بجانب عملها يجعلها أقل كفاءة، وأن المرأة لها امكانياتها وطاقتها المعينة في البيت بعكس الرجل الذى له امكانياته في العمل مرددة: "الست ملهاش غير بيتها مهما وصلت"" .
كما قالت شيماء حسين، مدرسة لغة انجليزية، إنها تفضل الرجل في الأمور القضائية والطبية وأمور المسئولية أكثر، لتفرغه لعمله عن المرأة ، وتركيزه فيه على عكس المرأة مهما كانت وزيرة أو رئيسة وزراء فأنها مضغوطة ولديها شغلها وبيتها وزوجها وأولادها، وعندما يأتي الشغل على حساب البيت يكون مشكلة مع زوجها ويؤثر على نفسيتها وطاقتها للعمل مما يؤدى لفشلها ، ولو ركزت في بيتها هيؤثر على تركيزها فى العمل ويقلل من كفائتها، بالرغم أنها بتكون شاطرة بس الضغط عشان كدا ربنا قال "الرجال قوامون عن النساء" .
وأضافت :" أنا مثلا فى عملى مشتددة بين شغلى وبيتى، أخدت على الشغل بس برضة تعبانة وعايزة ارتاح، وأكيد المرأة اللى زيى مش هتلجأ ليا فى دورس لولادها على عكس الرجل المتفرغ فقد للعمل والدروس.
كما أوضحت ندى محمد، معيدة بجامعة القاهرة، أنها تفضل الرجل وليس من جانب العنصرية بل الإحساس بأن كفاءتهم أعلى واهتمامهم بشغلهم بيكون فوق كل شيء، بعكس السيدات اللاتي تنشغل في أكثر من جهة مما يقلل من كفاءتها، مؤكدة بأن ذلك ليس قاعدة عامة" ياما ستات أحسن من رجالة كتير".
وأضافت بأنه في عملها دائما السيدات ينظروا إليها بأنها أقل مهارة من الرجل زميلها الذى يكون على نفس المستوى والكفاءة بيحسوا أنهم ممكن يعتمدوا عليهم أكتر .
علم النفس .. المرأة تنادي بالمساواة وتلجأ للرجل وعن تحليل ذلك نفسياً، قال الدكتور محمد مهدي، دكتور بعلم النفس، إن في الوعي العام للمرأة نشأت وعندها اعتقاد في التفوق الذكوري، وأن بعض النساء ينادوا بالمساواة بين الرجل والمرأة في الوقت الذى ممكن تلجأ المرأة لرجل عندما يتعلق الأمر بمصلحتها في رفع قضية أو اللجوء لدكتور أمراض نسا أو أسنان فتختار الرجل ، بجانب ظروف المرأة العائلية وكونها أم مشدودة مشغولة لبيتها وأولادها أكثر من عملها المهني، مؤكدا أنه عند المقارنة بين طبيب وطبيبة نجد أن الطبيب يجد فرصة أكبر للتدريب واكتساب خبرات أكبر من الطبيبة حتى لو بمثل الكفاءة مع الرجل فالفرصة المتاحة لها ا من لتدريب المهني تكون أقل من ناحية النوعية والساعات، لأن المرأة بتمر بمراحل زواجها من الحمل والرضاعة واهتمامها بالمنزل، وهى مدركة لهذه الحقيقة باعتبارها واقع وخاصة لو في حاجة تمس مصلحتها، فعندما تلجأ لرفع قضية ما تلجأ للمحامي، لامتلاكه وقت أكثر للعمل والتفوق المهني عن المحامية.
وأضاف بأن المرأة تعترف بأن ذلك واقع وليس ادانة أو ظلم لنفسها، ولا يعني أن المرأة مخلوق أقل أو أدنى، مؤكداً بأن المسألة في سنوات الخبرة والفرصة للتعليم والتدريب وقضاء وقت أطول في المهنة واكتساب خبرة غير متاحة أكثر للمرأة، كما أن الرجل يسخر كل وقته لتفوقه ونجاحه المهنى، والمرأة مدركة ذلك وتتعامل معه كواقع.
كما أوضح بأن صورة المرأة الذهنية عن أن الرجل الأفضل والأقوى، ترجع إلى أنها تنشأ في وسط يؤكد لها هذه الحقيقة ، من أن للأب الكلمة الأولى ومن بعده الأخ الأكبر الذى يتحكم بها والأخر الأصغر أيضاً كنوع من الوصاية والرعاية الذكورية التي تكون الأم المرأة مثلها سعيدة بها، فتنشأ البنت وفى وعيها أن الرجل له قدر من الرعاية والوصاية عليها وتكون البرمجة عندها منذ الصغر على هذا الأمر يترسخ فى وعيها أن الرجل الأكثر تفوق وقدرة وله الوصاية والرعاية ومن هنا تكون صورة الرجل فى وعيها أكتر بكتير من قيمة المرأة.
التصدير الإعلامي السيء لصورة المرأة ومن جانبها ترى الدكتور منى منير، رئيس جبهة المرأة العربية، أن تفضيل المرأة لرجل عن المرأة يرجع إلى عدة أسباب بداية من تصدير إعلامي سيء لصورة المرأة، مع معاناة المجتمع من أمية ثقافية وقرائية، فتلجأ لتلقي المعلومة من الإعلام المرئي، الذى يقدم المرأة بصورة سيئة وخصوصاً في 10 سنين اللي فاتت، حيث انحسرت صورة المرأة العاملة المكافحة المتعلمة القيادية في صورة جسدها والمرأة اللعوب متعددة الزيجات، وتقديم نماذج لسيدات لا تمثل واقع المرأة من الإعلام والأعمال الدرامية والتلفزيونية والإذاعية في مصر .
وأضافت بأن السبب الثاني هو الخطاب الديني المتشدد الذى يصور و يحصر المرأة في قالب فكرى جامد عكس صحيح الدين ، ونسوا بأن المرأة كانت محاربة وقاضية ومقاتلة في عهد الرسول، مما يجعل حرية الاختيار عند المرأة البسيطة تكون محسوبة لصالح الرجل، لأن المرأة غير ناجحة، وعورة، ومبتذلة كما يقدمها الإعلام والدراما، ولم تقدم النساء الرائدات في كافة المجالات من الاقتصاد السياسية الاعلام العمل التطوعي الطب، الطيران، الذرة، العلوم، بجانب المجتمع المدني الذين يزداد عددهم يومًا بعد الأخر دون تسليط للضوء عليهم، مشيرة إلى أنه عدد المدارس التي تحمد اسم الرائدات النسويات من صفية زغلول قليلون بالمقارنة بالرجال أمثال طلعت حرب مصطفى كامل عرابي لإثبات مفهوم مجتمعي مختلف في أذهان الناس بأن المرأة مميزة ومكافحة .
كما أكدت بأن فكرة الدونية أو الأقل أو عدم الكفاءة للمرأة، ترجع لزيادة نسبة الأمية وخاصة عند النساء، والفقر والحالة الاقتصادية، بجانب العنف ضد المرأة وتميز تعليم الذكور عن الإناث، مما يزيد من الخبرة المتراكمة المجتمعية لتفضيل الرجال .
كما أكدت سامية خضر، استاذ علم الاجتماع النفسى، أن الوضع العام فى مصر لا يعطى الفرصة للمرأة، لإثبات تميزها مثل غيرها من الرجال من خلال الإعلام والدراما، مدللة على ذلك بالمحامية سهير القلماوى الشهيرة وحكمت أبو زيد، التى يوجد غيرها الكثير من النساء المميزات فى كافة المجالات ولكن دون فرصة أو عرض مميز لفكرها، مؤكداً بأن الإعلام والدراما يركز على المرأة اللعوب، وأن الفضائيات قد أفلست وتلجأ للإثارة من خلال الراقصات والفنانات وجسد المرأة.
وأضافت بأنه فى علم الاجتماع النفسى يؤكد بأن إذا كان هناك تيار مثالى يرتبط به الجميع وإذا كان هناك تيار غير مثالى لا يرتبط به أحد، وعندما نطبق ذلك على المجتمع فأننا نرى بأن التيار المثالى الذى يرتبط به المجتمع من خلال الإعلام والدراما هو تفضيل الرجل عن المرأة.