قبل عرض برنامج الوزارة عقد ائتلاف «دعم مصر»، برئاسة اللواء سامح سيف اليزل، عضو مجلس النواب، اجتماعات مكثفة لأعضائه، على مدار الأسبوع الماضى، لإعادة ترتيب صفوفه وتوحيد الموقف، بعد حالة الانقسام التى ظهر عليها الائتلاف فى انتخابات هيئة مكتب المجلس، والتى أسفرت عن هزيمة علاء عبدالمنعم، فى الحصول على منصب وكيل البرلمان، ورفض قانون الخدمة المدنية. ويتمثل الهدف الرئيسى من اجتماعات الائتلاف، فى تجديد الدماء، باستبعاد الأعضاء غير الملتزمين بمواقفه، حيث تحتاج الفترة المقبلة إلى توحد الأعضاء فيما يخص القوانين والتشريعات وموافقة برنامج حكومة المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، حتى لا تتم إقالتها، فحسب المادة 146 من الدستور، فى حال عدم حصول برنامج الحكومة على ثقة البرلمان، يكلف الرئيس، رئيس وزراء جديد بترشيح من الحزب أو الائتلاف صاحب الأكثرية، فإذا لم تحصل حكومته على ثقة الأغلبية خلال 30 يوماً، أصبح البرلمان منحلاً، ويدعو الرئيس إلى انتخاب مجلس نواب جديد خلال 60 يوماً من صدور قرار الحل. ولم يستطع ائتلاف دعم مصر، أن يثبت حتى الآن، أنه كيان واحد يسهل السيطرة عليه، وبحسب أحد أعضاء الائتلاف، فإن عددا كبيرا من الأعضاء يشعر أنه يعمل لحساب أشخاص أخرى تتمثل فى القيادات التى تأمر وعلى الباقى التنفيذ، وهو ما أدى إلى زيادة حدة الخلافات داخل الكيان الذى يعتبر نفسه، صاحب الأغلبية داخل المجلس. وخلال الاجتماعات التى تم عقدها لكل قطاع يمثل مجموعة من المحافظات، ظهرت عدة إشكاليات، أولها ظهر فى اجتماع السبت الماضى، حيث بعث عدد من الحاضرين رسائل مكتوبة إلى اليزل الذى ترأس الجلسة، لسؤاله عن وجود النائب مصطفى بكرى، فى عضوية الائتلاف من عدمه، وهل ستتم محاسبته عما صدر عنه بحق الائتلاف فى الفترة الماضية أم لا، وكانت إجابة اليزل، أن بكرى لايزال عضواً فى «دعم مصر»، وسيتم النظر فى محاسبته أو التحقيق معه. أما الإشكالية الثانية فتمثلت فى حالة الغضب التى انتابت عددا من الأحزاب بسبب استبعاد أعضائها من المناصب القيادية بالائتلاف، وسيطرة المستقلين عليها. وقالت مصادر بالائتلاف: إنه سيحاول احتواء أزمة بكرى، بمنحه مقعداً داخل المكتب السياسى للائتلاف، لتجنب انسحابه، خوفاً من تأثيره على عدد كبير من النواب، خاصة أن هناك عدداً كبيراً منهم كان يساند بكرى فى الانتخابات الداخلية التى أجراها الائتلاف للترشح على منصب وكيل البرلمان، كما ظهرت قوة بكرى فى دعمه للنائب سليمان وهدان، مرشح حزب الوفد على منصب الوكيل، ضد علاء عبد المنعم، زميله فى الائتلاف، والذى خسر المعركة. وجاءت الاستقالة المكتوبة لبكرى لتؤكد أن أزمات الائتلاف وصلت إلى الطريق المسدود، وأن النائب المستقيل خبير بكيفية تشكيل رأى عام وجبهة داخل البرلمان، وجاءت خطوته المفاجأة بتسريب نص استقالته، تؤكد أن لديه معلومات تؤكد تراجع درو الائتلاف داخل البرلمان، ولكن بكرى حسم الأمر بإعلانه الاستقالة.