يبدو أن قطر لم تقنع بعد بكل ممتلكاتها فى لندن، رغم أنها فاقت مؤخرا، ممتلكات ملكة بريطانيا، وتؤمن قطر بأنها يجب أن تتوسع فى ممتلكاتها العقارية، حيث كان آخرها شراء قصر إيليان إيجاس فى منطقة إينفيرنيس شيرى بواقع 7 ملايين جنيه إسترلينى ما يعادل 80 مليون جنيه مصرى. القصر تم تشييده عام 1839، على مساحة تتجاوز 500 فدان، وكان معروضا للبيع قبل نحو أربعة أعوام، وكان سير روبرت بيل رئيس الوزراء البريطانى السابق يستأجره لقضاء إجازته الصيفية وكذلك عدد من الشخصيات العامة البريطانية. وبحسب تقرير الديلى ميل فإن قطر قامت بالفعل بشراء الممتلكات فى مختلف أنحاء بريطانيا بشكل عام وفى لندن بشكل خاص، إذ اشترت حصصا واسعة من الدوائر المالية والمبانى التاريخية. وبحسب وصف الصحيفة البريطانية فإن الدولة الاستبدادية الغنية بالنفط والغاز فى الخليج العربى والتى أصبحت واحدة من أكثر المقاطعات ثراء فى العالم على الرغم من أنها أصغر من بلجيكا، قامت العام الماضى باستهداف منطقة كنارى ورف المالية فى لندن التى تعد واحدة من أشهر مناطق المال والأعمال فى بريطانيا وذلك بالتعاون مع شركة بروكفيلد للعقارات الكندية حيث امتلكت حصة الأغلبية فى شركة سونجبيرد للعقارات فى صفقة قدرت ب 2.6 مليار إسترلينى. وفى الوقت نفسه قامت شركة ديار الذراع الاستثمارية لقطر بشراء القرية الأوليمبية فى ستراتفورد بعد انتهاء الألعاب الأوليمبية التى استضافتها لندن فى عام 2012 فى صفقة وصلت قيمتها إلى 557 مليون إسترلينى ما يعنى أن الحكومة البريطانية خسرت 500 مليون إسترلينى من القيمة الفعلية للقرية. كما اشترت قطر واحدا من أعظم وأهم أصول الدولة البريطانية المتمثل فى المبنى الصخم لمحلات هارودز فى منطقة نايتسبريدج، وكانت قطر قد اشترت هارودز من الملياردير المصرى محمد الفايد فى عام 2010 مقابل 1.5 مليار دولار. وبالقرب من هايد بارك تمتلك شركة ديار والمملوكة بالكامل من قبل جهاز قطر للاستثمار مجموعة من العقارات التى يمكن وصفها بأنها كتلة من أغلى الشقق فى العالم. قطر هى أيضا مستثمر رئيسى فى محلات سنسبرى كما تملك 20% من بورصة لندن، وعلى ناحية أخرى تملك 20% من سوق كامدن أحد أكبر أسواق البيع بالتجزئة فى بريطانيا، غير أنها اشترت ثكنات شيلسى العسكرية من وزارة الدفاع البريطانية مقابل 900 مليون إسترلينى فى عام 2007، حيث تخطط لتحويلها إلى مبنى سكنى. وفى عام 2009 اشترت مبنى السفارة الأمريكية المكون من 600 غرفة ويقع فى ساحة جروسفينور فى قلب منطقة ماى فاير، ولا يبدو أن مشاريع قطر فى لندن سوف تشهد مرحلة هدوء قريبة، ففى ديسمبر الماضى أعلنت العائلة المالكة القطرية موافقتها على تحويل ثلاثة عقارات رئيسية فى بارك ريجنيت فى لندن إلى قصر ضخم، والذى سيعد أكبر قصر فى بريطانيا فور الانتهاء منه. وقامت شركة أمريكية مقرها نيوجرسى بشراء ما يقرب من عشرة آلاف فدان بالقرب من منطقة لاجان مقابل 7.3 مليون إسترلينى، ويعتقد على نطاق واسع أن أحد أفراد العائلة المالكة القطرية كان وراء عملية الشراء. وعلى ذلك أثارت التحركات القطرية لشراء الممتلكات البريطانية حفيظة عدد من الشخصيات العامة البريطانية على رأسهم اندى وايت مان المؤلف وأحد النشطاء فى مجال الإصلاح الزراعى. ومن ضمن الممتلكات القطرية فى لندن التى استعرضتها الجريدة، مطار هيثرو، حيث اشترت شركة قطر القابضة وهى أيضا تتبع جهاز قطر للاستثمار حصة تعادل 20% من قيمة المطار مقابل 900 مليون إسترلينى فى عام 2012. ومن آخر الصفقات القطرية فى بريطانيا، شراء شركة قطر القابضة 64% من أسهم شركة كورين للفنادق فى مقابل 1.6 مليار إسترلينى وهى الشركة التى تملك مجموعة من أشهر وأهم الفنادق فى بريطانيا. وتملك قطر 7% من بنك بركليز الضخم. تأسست هيئة الاستثمار القطرية فى عام 2005 ويرأسها حاليا الأمير تميم وتقدر أصولها المالية بما يعادل 170 مليار دولار، ولا تقوم الهيئة بالإعلان عن استثماراتها ومن غير المعروف إذا كانت هذه الاستثمارات خاصة بالعائلة المالكة فقط أم بالدولة القطرية.