بعد تصريحات المسؤولين الذين تعالت أصواتهم، بنخر الفساد لمفاصل وعظام الدولة، واستشرى الإهمال جميع المؤسسات والهيئات الحكومية وغير الحكومية، توغلت عدسة «الفجر تي في»، بأصغر بقعة داخل ملف الأوقاف، وهي مسجد مسجد عبد الرحمن المبيض"، يقع فى حارة بسيطة اسمها «حارة الجامع» بشارع مسرة بشبرا مصر، طاله جزء من ذلك الفساد. افتتح هذا الجامع عام 1996، في عهد محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف، والشيخ شعبان منصور العزباوي وكيل الوزارة ومدير مديرية أوقاف القاهرة، لينضم إلى خانة المساجد التي تشهد فسادًا بذلك الملف، فتعالت أصوات سكان المنطقة، يصرخون من عدم تواجد إمام المسجد إلا فى خطبة الجمعة فقط، وعدم توفر إمام أو مقيم شعائر يقيم الصلوات الخمس بالمصلين، وهو ما جعل المنبر أرضًا خصبة لأخطاء الصلاة وقراءة القرآن، دون رقيب أو حسيب. وعند محاولة «الفجر تي في»، رصد فساد ذلك الركن، ومحاولة سماع آراء سكان المنطقة، فورًا توجه مسؤولو إدارة مساجد شبرا إلى المسجد، ومنعوا المحررين من التصوير، بحجة عدم أخذ تصريح، خوفًا من المسائلة القانونية، خاصة وبعد تأكيدهم للمحررين بالتزام الإمام بالحضور، وهو ما لم يشاهدوه طوال اليوم. وبعد تهديد سكان المنطقة بتقديم شكوى مكتوبة ضد الإدارة إلى وزارة الأوقاف، اعترف الشيخ محمد سبع المحمدي - مدير إدارة جوامع شبرا، بأن الإمام لا يحضر بعلمه، بحجة أنه يأتي كل أسبوع من محافظة المنوفية؛ لمباشرة عمله ساعة واحدة فقط في الأسبوع، وهو ما لم يتقبله سكان المنطقة ورواد المسجد، وبالأخص بعد تصريح الشيخ سبع المحمدي لهم بأن الأئمة لا يحضرون للجوامع بسبب تدني الأجور، مؤكدين: «مش هنطلع فلوس من جيبنا لإمام عشان خاطر ييجي يشوف شغله اللي ربنا هيحاسبه عليه». كل هذا التقصير، على الرغم من تواجد مقر إدارة جوامع شبرا في العقار الملاصق للمسجد، وهو ما جعلها على دراية كاملة بالمخالفات التي يرتكبها إمام المسجد، الذي ظل على هذا الحال لمدة دامت أكثر من عام كامل، دون محاسبة. وطالبوا بمحاسبة المقصرين في خدمة بيوت الله، وتعيين إمام آخر يقيم الشعائر ويخطب الجمعة، ويعطيهم دروسًا فى الدين، وهو ما أكدوا أنه الدور الطبيعي للمسجد والإمام، وناشد الأهالي من خلال بوابة «الفجر» الإليكترونية، وزارة الأوقاف بالتوجه لحل هذه المشكلة.