لقبوه ب"رجل تاجر مع الله"، لما فعله في حياته من خير ساعد من خلاله أهالي قريته ب"تفهنة الأشراف" في محافظة الدقهلية، حتى كان سبباً في القضاء على الفقر والبطالة لتخلوا القرية، ليصبح مثالا لرجال الأعمال الشرفاء والوطنيين. "صلاح عطية"، رجل أعمال فارق الحياة أمس الاثنين، عن عمر يناهز ال 70 عاما، بعد صراع مع المرض، في جنازة مهيبة شيع جثمانه خلالها آلاف من المواطنين من أهالي القرية الذين حرصوا على وداعه، حزناً على فراقه. وبعد وفاته دشن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من أهالي قريته هاشتا #صلاح_عطية، لتغزوا قصته مواقع التواصل ويحكي الجميع عن أعماله الخيرية، والتي رصدتها الفجر بحسب ما ذكروا من خلال الهاشتاج. أسس "عطية" جامعة الأزهر بتفهنة الأشراف بمحافظة الدقهلية، وكان من أبرز المشاركين في الأعمال الخيرية على مستوى الجمهورية في مجال التعليم الأزهري وبناء المساجد وغيرها. وبدء أعماله الخيرية في قريته "تفهنة الأشراف" بإقامة حضانة لتحفيظ الأطفال القرآن الكريم بالمجان، مع نقلهم من القرى المجاورة والتكفل بزي الحضانة، ثم بناء معهد ديني ابتدائي للبنين ثم آخر للبنات، ثم معهد إعدادي للبنات ثم آخر للبنين. ثم معهد أزهري ثانوي للبنات ثم آخر للبنين. كما عمل صلاح عطية على إنشاء كلية جامعية للشريعة والقانون، تلاها كلية للتجارة بنات ثم كلية لأصول الدين ثم كليه للتربية، وأسهم أهالي القرية بالتبرع في إقامة تلك المنشآت حسب استطاعتهم، بداية من المشاركة في أعمال البناء إلي التبرع بالمال حسب الاستطاعة، وهكذا كلما توسع النشاط الإنتاجي توسع النشاط الاجتماعي. وساهم في بناء المعهد الديني بقرية الصنافين التابعة لمركز منيا القمح بالشرقية، وبدء تشكيل لجنة بالتنسيق مع أهالي القرية لجمع التبرعات وكان هو أول المتبرعين على الرغم أن تلك القرية لم تتبع محافظته، ولم يغادر القرية إلا بعد جمع كافة التبرعات وبدء انشاء معهد بنين وبنات بالقرية. وبعد ذلك توسع في إنشاء لجان متخصصة للتنمية داخل القرية، فهذه لجنة للزراعة مكونة من المهندسين الزراعيين علي المعاش، لبحث كيفية زيادة إنتاجية المحاصيل المزروعة، ولجنة للشباب تختص بشغل أوقات فراغهم. ولجنة للتعليم مكونة من نظار المدارس بالمعاش لرفع المستوي التعليمي بالقرية. كما تم عمل لجنة للمصالحات لها مقر ودفاتر للسعي للصلح في الخلافات المتنوعة داخل القرية. فالخلاف الزراعي يتدخل في حله متخصصون في الزراعة، والخلاف الهندسي يتكفل به مهندسون مدنيون, وهكذا في باقي أنواع الخلافات. وعمل على حصر الأرامل والمطلقات لتدبير وسيلة كسب لكل منهن، من خلال إعطائها شاه وكمية من الأعلاف، كذلك تدريب الفتيات والسيدات علي الخياطة وإعطاؤهن ماكينات خياطة، وتكليفهن بتفصيل مرايل الحضانة التي يتم توزيعها بالمجان، فضمنت السيدات تسويق الإنتاج مما رفع من المستوي المعيشي لهن. كما تم حصر أصحاب الحرف بحيث تم شراء أدوات الحرفة لكل منهم، حتى لو كان طبيبا يتم شراء أدوات الطب له، أما غير أصحاب الحرف فقد تم الاتفاق مع متاجر جملة علي إمدادهم بالبضائع لعمل منافذ بيع للسلع. وتسبب وجود أربع كليات جامعية بالقرية في حدوث رواج تجاري، وحركة نشيطة للنقل والمواصلات، كما قامت غالبية البيوت ببناء حجرات إضافية لتأجيرها للطلاب، والنتيجة أنه لم يعد بالقرية عاطل ولا فقير. وطالب الأهالي بأن يتم تدريس مسيرة صلاح عطية بالعمل الخيري ليكون نموذجاً لرجل أعمال حرص على أن تكون تجارته مع الله لمساعدة أبناء دولته