إستضافت الجمعية المصرية لخدمة المجتمع والبيئة الروائية الطبيبة د.رشا سمير فى ندوة أقامتها الجمعية بنادى الجزيرة الرياضى ضمن نشاطها التثقيفي والتنويري. الن وشارك بالحضور فى الندوة التى كان عنوانها "المرأة فى الأدب العربي..صورة وألف وجه"، الأستاذة سهيلة الساوى رئيس الجمعية والتى قامت بالإعداد للندوة وباقى أعضاء مجلس إدارة الجمعية، الأستاذة وجيدة السادة ومُنى صُبيح وغيرهن. كما شارك بالحضور لفيف من المثقفين والمهتمين بشئون المرأة بالنادى، مثل المستشار عادل عبد الباقى رئيس مجلس إدارة نادى السيارات وروتارى القاهرة. إستهلت د.رشا الندوة بشكر وجهته للجمعية لإستضافتها وثناء على المجهود المبذول وشكر خاص لنادى الجزيرة الرياضى الذى طالما شاركت فى النشاط الثقافى به، ثم عرفت نفسها بكونها طبيبة أسنان، حاصلة على ماجيستير جراحة الفم والأسنان ولازالت تمارس مهنة الطب الذى لم تتخلى عنه..وأنها تكتب مقال أسبوعى بجريدة الفجر وسبق وأن قامت بنشر 7 أعمال أدبية منها خمس مجموعات قصصية "حواديت عرافة" و"معبد الحب" و "حب خلف المشربية" و"يعنى إيه راجل؟"، و"دويتو"، وآخرها روايتان وصلتا لقائمة الأكثر مبيعا هما "بنات فى حكايات" و"جوارى العشق" وقد وصلتا إلى طبعتهما الثامنة. بدأت الندوة بكلمات مختصرة عن المحور الرئيسي للندوة قالت فيها: " تتشكل المرأة فى الأدب العربي بل وفى العالم العربي من حُلم واحد وجُرح واحد ومُعاناة واحدة..تعددت الأوجاع والوجوه وبقيت قضية المرأة واحدة". وواصلت: " صراع المرأة العربية كان ولازال وسيظل أبدا صراع من أجل الحُرية، فمهما تحررت المرأة سيظل دائما إنتصارها على هذا المجتمع الذكورى حُلما لم يتحقق بعد..فالكتابة النسوية كما لا يحلو لى أن أسميها، ببساطة لأن الأدب لا يصح أن يكون رجالى أو نسائي ولا يجوز أن يكون شبابي أو عواجيزى..لأن الأدب أدب موجه للجميع، فقط مكتوب بقلم أنثوى أو ذكورى وهكذا فالمسمى خاطئ". وأضافت: " ولكننى سوف أستعمل هذا المسمى اليوم فقط، فالأدب النسائى بدأ بالقرن الثامن عشر وبنساء حاولن كسر القيود التى كبلتهن طويلا.. فبدأت القضايا بقضية الخروج من الحرملك وكسر مفهوم الجارية، ومرورا بروائيات تمردن على مبدأ تعدد الأزواج وروائيات تبنين أحلام أوطانهن السياسية وأخريات كتبن سيرتهن الذاتية". وتابعت: "من هذا إلى ذاك خلق أدب المرأة طريقا طويلا لى ولزميلاتى من الروائيات بداية سمحت لنا أن نستكمل الطريق.. فكان لى شرف أن أكون جزء صغير من هذا الحُلم، فمن رحم كل تلك الروايات خُلقت "جوارى العشق". وفى الجزء الثانى من الندوة تحدثت د.رشا عن نماذج متعددة للروائيات العرب واستعرضت قضاياهن بطريقة جذبت الموجودين للندوة وللمشاركة بأسئلة عديدة فى نهاية الندوة عبرت عن إهتمامهم الشديد. بدأت بالكاتبة قوت القلوب الدمرداشية التى كتبت رواية بعنوان "رمزة إبنة الحريم" وهى تسرد سيرة ذاتية لجدتها التى كانت بالفعل جارية فى الحرملك، ورؤية الكاتبة فى كيفية التحرر من فكرة الجارية. وتلتها بالحديث عن ملك حفنى ناصف وعائشة التيمورية ودرية شفيق التى صارعت طويلا للدخول فى البرلمان والإعتراف بحقوق المرأة السياسية، ومن ثم وصلت القضية إلى روز اليوسف التى خلقت جيلا رائدا من الصحفيين، وانتقلت د.رشا بالسرد إلى الروائية سحر خليفة الفلسطينية التى مزجت قضية الإحتلال والمقاومة بقصة حب فى رواية "لم نعد جوارى لكم" و"صورة وأيقونة وعهد جديد". وتحدثت عن الأدب السعودى الذى كسر تابوهات البوح الذى لم يكن مسموحا به فى الأدب السعودى ورغم كل ما تعرضت له الروائيات إلا أنهن قبلن التحدى، وأخيرا تخطى الأدب النسائى حدود العناوين والموضوعات الشائكة مثل "عابر سرير" و(ذاكرة جسد) للجزائرية أحلام مستغانمى. وأختتمت الطبيبة الندوة بالحديث عن أحدث رواياتها "جوارى العشق" التى تربعت على قائمة الأكثر مبيعا لمدة عام ووصلت لطبعتها الثامنة، و تتناول التاريخ الناعم للمرأة فى ثلاث عصور ومفهوم كلمة "جارية" الذى لا يقتصر فقط على المعنى اللفظى للكلمة بل يمتد إلى المعنى الحسي. وفى ختام الندوة قالت د.رشا سميرأن أول رواية قرأتها وكانت إهداء من والدتها وهى رواية "أنا حُرة" والتى قال إحسان عبد القدوس فى بدايتها: "لا يوجد شئ يسمى الحرية، وأكثرنا حرية هو عبد للمبادئ التى يؤمن بها، فاعرف مبادئك تجد حريتك". وإختتمت د.رشا سمير الندوة بجُملة: " نعم الحُرية مبدأ وهذا ما لم تفهمه الأجيال الحديثة من الفتيات، فالحرية أبد لم تكن إستهتار ولا عُرى وإبتذال، الحُرية كيان يجب أن تبحث عنه المرأة ووجود يجب أن تخلقه لنفسها ولا تنتظر أن يمنحه لها المجتمع، تلك هى الرسالة التى تمنت الكاتبة أن تصل لجيل بناتها والأجيال التى تليه..فالكاتب يرحل وتبقى كلماته.