ألقى مساء اليوم البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية عظته اليوم بكنيسة"مارمينا" بمنطقة العصافرة شرق الإسكندرية، وذلك كأول عظة منذ قدومه من القدس، لترأس جنازة الأنبا"إبرام" مطران القدس والشرق الأدنى، وقد جاءت العظة مضمونها فضائل الحوار والتواضع. وقد أعلن البابا تواضروس أنه سيقوم خلال شهر ديسمبر بترأس صلاة يوم الإربعاء وإلقاء العظة في الإبرشيات المختلفة في محافظة الإسكندرية، مثلما يحدث في القاهرة، وذلك بهدف التواصل مع أبناء الكنيسة، وقد أثنى البابا على التجهيزات التي أقيمت بكنيسة"مارمينا". وقد حضر الصلاة والعظة المئات من أبناء الكنيسة من السيدات والرجال والكهنة، وقد شهدت الكنيسة تأمينات مشددة من قبل قوات الأمن على جميع مداخلها، وقد قام المنظمون بالكنيسة بإقامة شادر ملاحق للكنيسة، يستوعب أعداد الحاضرين، بسبب امتلاء القاعة بالكامل. وقد طالب البابا تواضرس خلال عظته أبناء الكنيسة بالتواضع في الحديث والحوار، وأنه يجب استخدام كلمات الاحترم، مثلًا"يا دكتور- يا استاذ- يا مدام" وأن يجعل الإنسان صوته فيه احترام، وأن لا يجعل صوته في سخرية أو استهزاء، الأمر الثاني أن يضع في الحوار كلامات الحب، مثل كلمة"يا حبيبي"، لوضع أرضية مع الأخرين وعدم استخدام كلمات تلهب الحوار، وأن يتم الحرص أن يكون الكلام فيه سلام. وأوضح أن كلمات الحب تشبع عاطفة الإنسان، وأنه يجب مشاركة الأخرين وجدانيًا، معلقًا"فلا تكن جاف، ويجب أن تشارك أبناءك الحديث"، وأن يقوموا باستخدم كلمات التشجيع، المديح، الاعتذار، والشكر، قائلًا: "كلمات الشكر ومن فضلك وأسف وأخطيت تنهي حوار بدل من العناد، وذلك حتى يكون الحوار جيدًا، فهناك من لا يريد"الاعتذار، ويرى ذاته أعلى من الاعتذار". وقال أنه يجب الاستفادة من فترة صوم الميلاد الذي تبلغ مدتها 43يوم، لكي يتم ممارسة الأنشطة الروحية، والوصول إلى الفضيلة، قائلًا: "تخيل طالب كل سنة أسأله أنت في سنة كام؟، يرد أنه في السنة الخامسة، ثم أسأله السنة التالية، أنت في سنة كام؟ يرد أنا في السنة الخامسة، هل يوجد تغيير، فهذا يدل أن هناك شئ غلط، والأصعب أن يقول لي أنه في السنة الرابعة، هل أنت تغيرت في فكرك أو الفضيلة، فهذا للكلام للجميع لأسقف والبطرك والكاهن، فإزاي حياتنا تتطور". وأوضاف أنه قام باختيار قصص توضح معنى"التواضع"في الحوار، وقد بدأ البابا بقصة الميلاد، لكي يتم التعلم معنى الفضيلة، لكي يتم بناء الحياة، قائلًا: "اخترت فضيلة التواضع في الكلام، فنحن نستخدم الحديث في حياتنا طوال الوقت، ونحن اخترنا وسيلة التواصل في جميع الأماكن، وانا اخترت قصة حوار بين الملائكة والعذراء مريم الصغيرة التي كانت حياتها محدودة جدًا، وقائمة على العبادة، وكانت يتيمة، ويحدث حوار بين الملاك ومريم الصغيرة، ويشرح لها فحوة الرسالة، وقد قامت مريم أولًا بالاستماع للحوار، ثم يكمل الرسالة ثم قامت بالسؤال"كيف يكون لي هذا وانا لا أعرف رجلًا؟"، فهي بدأت الانصات والبدء بسؤال بسيط، فالحوار قائم على الهدوء والانصات، والفضيلة الأخرى لا يوجد مقاطعة في الحوار، لايوجد أية نوع من السخرية، فإياك أن تقول كلمة تتعب الأخر، اوعى في الحوار تستغل فرصة الحديث عن نفسك وتمجيد الذات، ويجب على الأباء والأمهات مراعاة سن أولادهم في المراهقة،الفضيلة الأخرى في الحوار الاستفهام، وهذه الفضائل يمكن تحقيقها خلال أيام الصيام". وقد تطرق البابا في حديثه عن قصة"إبراهيم" و"لوط"عندما حدث الخلاف حول مصادر المياه، والذي أكد فيه أبو الأباء ل"لوط" أنهم إخوات، ويجب إلا تكون هناك مخاصمة بين رعايتهم، قائلًا: "تخيل لو إبراهيم أخذ موقف عكسي كان الخلاف مدى يكون حجمه، ويجب أن أن نستشعر إذا وجدنا خلاف في الحوار، حتى ننهيه، فحديث أبو الأباء كان به تواضع"، وذكر قصة الملك"شاور" وسيدنا"داود"، مذكرًا: "الملك شاور بدأ يشعر بالغيرة من داوود، وبدأت الغيرة تتحول إلى نوع من النقمة، ثم جاءت فرصة قوية لداود، فقد كان شاور في المغارة ونائم وقد قام"داوود" بقطع جزء من ثيابه، وبدأ حديث"داوود"ماسكًا جزء من ثياب شاور، مذكرًا إياه أنه قد كان قادر على قتله،وقد تأثر شاور بأخلاق داوود وقام بالبكاء، وقد علق البابا""اجعل كلامك مملح بملح له طعم ويعيش". وقد قام البابا تواضروس الثاني بالسلام على أبناء الكنيسة وتوزيع عليهم"ميدليات"، وقد قاموا بالتصوير معه، وفور إعلان البابا السماح بالسلام على كل الأفراد، أطلقت الحاضرات الزغاريد، احتفالًا بحديث البابا"تواضروس" ومحبته.