ساند النقيب خلال سنوات سيطرة الإخوان على النقابة وكان كلمة السر فى فوزه الأخير يصفه خصومه ب«الداهية»، المحترف لكواليس العملية الانتخابية وتربيطات الساعات الأخيرة، وحائط السد المنيع لسامح عاشور فى نقابة المحامين الفرعية بالإسكندرية- معقل خصوم عاشور- ورغم الخلافات التى تنشب أحيانا بين عاشور وعلام والتى تصل لحد الصدامات وشبه القطيعة، يظل الأخير محافظاً على صداقته ومحبته ل«عاشور» رافضاً محاولات خصوم النقيب الصيد فى الماء العكر، واستغلال تلك الخلافات. ويجمع علام نقيب محاميى الإسكندرية الذى يصفه أصدقاؤه ب«الصعيدى الأصيل» بين علاقة وطيدة بعاشور وصداقة قوية بخصومه من كبار المحامين بالإسكندرية، وبينهم القطب الناصرى رأفت نوار، ومحمد يسرى ساوى- المحام الشهير وصاحب الأزمة الشهيرة مع قضاة سيدى جابر عام 2005- وغيرهما من كبار المحامين، الذين تحولوا للمعسكر المضاد لعاشور بالإسكندرية فى السنوات الأخيرة. ويمثل علام، الذى تعود أصوله لمحافظة سوهاجمسقط رأس عاشور، ثقلاً ووزناً يدركه المحيطون بهما بشكل غير عادى، فطوال سنوات هيمنة أعضاء جماعة الإخوان، على النقابة الفرعية بأغلبية أعضاء المجلس، الذى كان «علام» عضوا به، قبل أن يصبح نقيباً منذ عدة سنوات، بفوز ساحق على صبحى صالح، القيادى الإخوانى، وخلال ذلك كان أحد أهم حلفاء عاشور فى مواجهة الجماعة والداعم الرئيسى لنجاح مؤتمراته ولقاءاته بمحامى المدينة. وشهدت انتخابات المحامين، التى انتهت بفوز عاشور بمنصب النقيب العام، منافسة كلامية شرسة، بينه وبين أبرز خصومه، منتصر الزيات- محام الجماعات الإسلامية- وسعيد عبد الخالق، وكيل النقابة الأسبق وعضو الحزب الوطنى المنحل، وبقوائم انتخابية غير معلنة، ورغم حالة العزوف الانتخابى التى صاحبت الانتخابات بشكل ملحوظ خلاف السنوات السابقة، لعب علام فى الكواليس دوراً بطولياً فى حسمها لصالح «عاشور وقائمته» بالإسكندرية. ورغم المشاركة الهزيلة لمحامى النقابة الفرعية بالإسكندرية التى تشبه المقاطعة، حيث لم تتجاوز ال 13% ممن لهم حق التصويت ب3856 محامياً، من إجمالى 29 ألف محام، حصل عاشور، منها على نحو 1600 صوت، يليه الزيات بنحو 745 صوتاً، ثم سعيد عبد الخالق بنحو 689 صوتاً، ونجح مرشحو قائمة عاشور الثلاثة لعضوية النقابة العامة، وهم محمد عبد الوهاب وأيمن الفولى عن شرق الإسكندرية، وإبراهيم أبوزيد عن غرب الإسكندرية، بأعلى الأصوات، وتلقت قائمتا الزيات وعبد الخالق، هزيمة ثقيلة. بحسب المراقبين فإن أغلب الأصوات التى حصل عليها عاشور، تعود لجهد علام، واللقاءات المكثفة التى عقدها بأبناء الصعيد بالمدينة الساحلية، بمكتبه بمنطقة «المنشية» الذى تحول لخلية نحل، منذ عدة أشهر، من أجل حسم معركة عاشور. رغم أن نتائج الانتخابات تؤكد بشكل أو بآخر، تراجع الدعم والتأييد لعاشور نفسه، بالمدينة الساحلية عموماً، وبين أبناء الصعيد من المحامين بشكل خاص، وهو ما يؤكده الأصوات التى حصل عليها «علام» فى انتخابات النقابة الفرعية أمام صبحى صالح منذ عدة سنوات، والتى فاز فيها بنحو 5 آلاف صوت، وبفارق نحو 2600 صوت عن منافسه الإخوانى، مقارنة بالأصوات التى حصل عليها عاشور، أمام منتصر الزيات وسعيد عبدالخالق.