أحمد حسام أو "ميدو" كما يُحب أن يناديه من حوله.. حالة جدلية دائمة، لكنه لا يستحق أبداً الهجوم الذي يتعرض له في الأيام القليلة الماضية بسبب رأيه عن محمد صلاح نجم روما الإيطالي، والذي يعد أفضل المحترفين المصريين في السنوات الماضية. ماذا قال ميدو بالضبط؟ "صلاح من أفضل اللاعبين المصريين في السنوات الأخيرة، لكن كاريزما (زيرو) .. مهما فعل خارج الملعب لن يهتم به أحد سوى داخل الملعب.. هنا الفرق بين اللاعب الذي يمتلك ال"كاريزوما" وآخر لا". الكاريزما أو الشخصية التي يتحدث عنها "ميدو" لا تعني أبداً التقليل من محمد صلاح.. لكن دعونا نُثبت عدم قصد المدير الفني الشاب الإساءة لنجم الذئاب الإيطالية. القصد أن صلاح لا يملك مهارة أو تأثير فني داخل الملعب، لا بالطبع فهو من أفضل اللاعبين في الفترة الحالية بالنسبة للمحترفين المصريين، ونجاحه في روما ومن قبله فيورنتينا الإيطالي وحتى تجربة تشيلسي الغير مكتملة تؤكد أن الفرعون الصغير من أفضل المحترفين المصريين. الكاريزما المقصودة التي جعلت من ميدو مجرماً هى حضور النجوم في الملعب حتى لو بعيد عن مستواه، حتى لو لم يمس الكرة، حتى لو فعل كل شئ يظل دون كاريزما أو تمتع بروح قيادية.. مثال بالمصري. هل هناك جدال أن في الأيام الأخيرة لحازم إمام ثعلب الكرة المصرية هتفت جماهير الزمالك ضده : "كفاية يا حازم" ، ومع ذلك بعد اعتزاله ظل محتفظاً برونقه وبريقه، ويظل أسماً جماهيرياً حتى بعد ابتعاده عن دائرة الأضواء في المستطيل الأخضر؟ بالطبع لا.. لأنه يمتلك تلك الكاريزما التي تجعله تفرض حضوره حتى دون ضجيج. هل هناك شك أن حسام عاشور لاعب وسط الأهلي من أفضل اللاعبين في جدران النادي الأحمر في السنوات الماضية وعنصر أساسي في تتويج فريقه بالعديد من البطولات؟ الإجابة لا بالطبع.. لكنه يظل وراء الظلام، لا يحظى باهتمام الأضواء ووسائل الإعلام، لأنه لا يملك تلك الكاريزما مثله العديد من اللاعبين على رأسهم تامر عبد الحميد نجم وسط الزمالك الأسبق وصاحب هدف آخر بطولة أفريقية لأصحاب الرداء الأبيض. هنا مثلاً نتحدث عن لاعبين خلقوا لأنفسهم تلك الكاريزما في مصر، مثل أحمد حسن وميدو نفسه من خلال مشوارهم الإحترافي الأوروبي الناجح، وعلى النقيض فإن هاني رمزي لم يمتلك تلك الكاريزما رغم تصنيفه كواحد من أفضل المحترفين المصريين على مدار التاريخ لكنه يفقدها. الخُلاصة أن قوة الشخصية أو الكاريزما قد يتمتع بها بعض اللاعبين حتى وهم دون المستوى ال"سوبر ستار" ، وهناك نجوم عالميين مهما فعلوا لن يحظوا بها.. وهذا ما يقصده ميدو وهذا لا يقلل أبداً أبداً من محمد صلاح.