وكأن المناضل الراحل والبرلمانى القدير أبو العز الحريرى، بعث من قبره، بنفس الحماس والجرأة فى الحق، والدفاع عن متاعب الفقراء وحقوق أبناء الطبقة الوسطى، ممن نهبوا خيرات أبنائها، يخوض نجله «هيثم» الانتخابات البرلمانية بدائرة «محرم بك» بالإسكندرية، مستقل على مقعد الفردى، بأفقر دعاية انتخابية، فى مواجهة ملايين «بارونات الحزب الوطنى المنحل». رشاوى انتخابية ونقل جماعى للناخبين وتجاوزات بالجملة، رصدها المراقبون خلال الجولة للانتخابات بدائرة «محرم بك» كانت كلها مؤشرات، على أن «هيثم» يخوض معركة انتخابية غير متكافئة، فعائلة «الحريرى» لاتملك من حطام الدنيا، إلا سيرتها الطيبة، وبابا مفتوحا لحمل أوجاع وهموم الناس والدفاع عنهم حتى الرمق الأخير. ومع ذلك كان رد «الحريرى الصغير» الدائم هو الابتسامة وثقته الدائمة فى الله عز وجل وأبناء دائرة محرم بك، التى شهدت طفولته وشبابه، ووعى الناخبين بها، لأنه يراهن على ضمائرهم ووعيهم، إضافة لسيرة والده الراحل، الذى لم ينفصل يوما عن هموم الناس ومشاكلهم. وما تحظى به والدته أيضا السيدة زينب الحضرى، من محبة واحترام، بين أبناء الحى، فمكتبة «الحريرى» بمحرم بك وأبلة زينب- كما يناديها أبناء الحي- لاتزال حتى الآن، الملجأ لكل صاحب شكوى ومظلمة، رغم وفاة صاحبها «أبو العز» ومع ذلك لاتدخر زوجته زينب الحضرى جهدا، فى مساعدة أى صاحب شكوى أو مظلمة، بمعاونة أصدقاء زوجها الراحل من السياسيين أو المسئولين. فجر الثلاثاء حصد «هيثم» محبته للناس ورهانه عليهم، بإعلان المستشار سمير عبد الغنى -رئيس اللجنة العامة لدائرة محرم بك بالإسكندرية- عن انتهاء عملية الفرز فى اللجنة، وحصوله على أعلى الأصوات أمام منافسيه، حيث حصل على 23891 صوتًا، فيما جاء ممدوح حسنى خليل- نائب الدائرة الأسبق عن الحزب الوطنى المنحل- فى المركز الثانى بإجمالى أصوات 12454، فيما حصل عمرو الزينى، على 12323 صوتًا، وعامر فكرى إسماعيل على 8738 صوتًا، حيث يخوض الأربعة جولة الإعادة. «هيثم» الشاب الثلاثينى- زوج وأب- يخوض الانتخابات، تحت شعار «مصر جاية» وسبق له تحدى قرار حزب الدستور، المنتمى له، بمقاطعة الانتخابات، وقام بتجميد عضويته بالحزب حتى يكون مستقلا فى قراره، ويعتبر أحد أبرز الوجوه السياسية الشابة بالمحافظة، فهو كان عضواً بلجنة مهندسون تحت الحراسة، التى سبق لها تنظيم عشرات الوقفات الاحتجاجية فى عهد «مبارك» من أجل رفع الحراسة القضائية على نقابتهم، وشهدت وقفاتهم الاحتجاجية بالكورنيش وقتها هراوات الشرطة أكثر من مرة، وهو عضو حاليا بمجلس نقابة المهندسين بالإسكندرية، حيث حصد فى انتخابات النقابة أعلى الأصوات. أثناء حكم الرئيس مبارك، تعرض هيثم للسحل من قبل قوات الشرطة وللاعتقال أكثر من مرة خلال تظاهرات حركة «كفاية»، وفى ثورة « 25 يناير» كان هيثم حاضرا وفى الصفوف الأولى للتظاهرات ضد نظام «مبارك» وأثناء حكم «المعزول مرسى» وجماعة الإخوان الإرهابية، كان فى الصفوف الأولى أيضا للتظاهرات التى خرجت تهتف بسقوط «حكم المرشد وجماعته الإرهابية» ما جعله مقصدا لأنصار الإخوان، حيث تعرض للضرب أكثر من مرة من أنصار الجماعة خلال التظاهرات الرافضة لهم، وخلال ثورة 30 يونيو كان ضمن طلائع الشباب التى جابت الميادين، باستمارة «تمرد» لخلع «مرسى» وهى تهتف لحشد الملايين للمشاركة فى التظاهرات ضد الجماعة الإرهابية .. بشعارات «انزل يامصرى».