■ الرئاسة تسند للإعلامى خالد حبيب «البرنامج القومى لتدريب الشباب» ■ 150 ألف جنيه تكلفة إعداد الشاب الواحد.. ومعوقات قانونية تهدد المشروع تراه ممسكاً بمتعلقاته الشخصية، يهرول مسرعاً ليلحق بموعد برنامج تدريبى يتولى الإشراف عليه أو تسجيل برنامجه الإذاعى، قبل أن يذهب لإلقاء محاضرة أو إدارة ندوة، ليختتم يومه الذى بدأ الساعة 7 صباحاً بلقاء تليفزيونى، يعيش الدكتور خالد حبيب، خبير التخطيط الاستراتيجى وإعادة هيكلة المؤسسات مصمم البرنامج القومى لتأهيل الشباب، وهو أيضاً الساخر الذى يقدم برنامج «مع أهل مصر» فى راديو مصر. خالد هو أحد أهم المسئولين عن المشروع الذى يعد إحدى أفكار الرئيس عبدالفتاح السيسى، وأعلن عنه فى الخطاب الذى ألقاه فى ختام أسبوع شباب الجامعات المصرية بالإسماعيلية، منذ أيام. تلقى خالد مكالمة من رئاسة الجمهورية، منذ 6 أشهر، طالبته بوضع تصور لمشروع قومى لتدريب الشباب يضم برامج تدريبية متنوعة تشمل العلوم الإدارية والقيادية والسياسية والاجتماعية تمهيدا للاستعانة بهم فى المناصب القيادية وتحديداً الوسطى، وعلم أن المشروع فكرة الرئيس عبدالفتاح السيسى، بهدف بناء شباب قادرين على تولى المناصب القيادية فى المستقبل، عقب دمجهم فى مؤسسات الدولة. خالد من مواليد أول أكتوبر عام 1966، وحصل على بكالوريوس الهندسة قسم مدنى من جامعة القاهرة، لكنه عمل فى مجالات التسويق والإدارة، وتقلد مناصب قيادية فى شركات أدوية واتصالات وبنوك دولية، وأصبح استشاريا دوليا فى مجال إعادة هيكلة المؤسسات وتولى إعادة هيكلة نحو 60 شركة كبرى ومؤسسة محلية وإقليمية فى الشرق الأوسط، وقام بتدريب وتأهيل آلاف المديرين والمسئولين فى الشركات والأجهزة الحكومية فى المنطقة. يعمل خالد حالياً مديرا إقليميا للموارد البشرية بواحدة من كبريات شركات الكهرباء والطاقة الدولية، ومحاضراً فى الأكاديمية العربية لطلبة الماجستير وجامعة ESLSCA الفرنسية، وبدأ رحلته فى مجال الإعلام عام 1997 من خلال إعداد وتقديم البرامج الاجتماعية الساخرة فى البرنامج الأوروبى، وحصل أحد برامجه على الجائزة الفضية لاتحاد الإذاعات الأوروبية، وبعدها انتقل للعمل فى قناة النيل للأخبار وقناة النيل الدولية، وقدم خالد برامج «كلمة ونص» على فضائية المحور و»طبق الأصل» و»المحكمة» و«ما علينا». ولا يخفى خالد انتماءه للفكر الناصرى لكنه يعترف بأخطاء مرحلة حكم الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، يفضل قراءة كتابات محمود السعدنى، إلى جانب تشجيع النادى الأهلى، وهو متزوج من سيدة تدعى لمياء تعمل بمجال الاستشارات الإدراية والتنمية البشرية، ولديه من الأبناء سلمى وعلى. تم تفعيل موقع إلكترونى، منذ أسابيع لتلقى طلبات الشباب الراغبين فى الالتحاق بالبرنامج، حيث أبدى عشرات الآلاف من الشباب من سن 20 ل30 سنة، الرغبة فى الالتحاق، وعقب انتهاء فترة تلقى الطلبات التى قد تستمر حتى نهاية اكتوبر المقبل، سيتم فرز الطلبات تحت إشراف لجنة متخصصة وضعت عدة قواعد ومعايير للاختيار منها إجادة اللغة الإنجليزية والتمتع بالقدرة على التعلم والجدية والالتزام والتفوق وبعض السمات الشخصية الضرورية وتشمل الحماس والطاقة الإيجابية. وحرصت اللجنة على تحديد الشريحة العمرية لضمان عدم «تأثر» المتدربين بأى ممارسات سياسية أو دينية أو حزبية مشوهة لضمان وجود بيئة تدريبية خالية من النزعات الرافضة للآخر، حيث رأت اللجنة أن شباب الثورة احترقوا فى نار العمل السياسى والحزبى، الذى انخرطوا فيه عقب الثورة مباشرة خاصة حديثى الخبرة منهم، ولذا لم يستطعوا التواصل مع المواطنين واكتساب ثقتهم. وسيكون الموقع الإلكترونى، وسيلة تواصل مستمرة بجميع الشباب فى مصر وسيتم نشر فيديوهات تدريبة للراغبين فى التعلم عن بعد وملتقى للخبرات الشبابية المختلفة وسلة لجمع الأفكار الإيجابية ونافذة تعبر عن الشباب وعرض النماذج الإيجابية الناجحة فى جميع المجالات. تأخر الإعلان عن المشروع رغم إشارة الرئيس له منذ عدة شهور لعدم وجود صيغة قانونية تسمح بتوفير مصادر تمويل، خاصة أن الرئيس رفض تمويل المشروع من جانب القطاع الخاص وكان يريد أن يتم الإنفاق على البرنامج من أموال تبرعات المواطنين، حيث يصل حجم الإنفاق على الشاب الواحد 150 ألف جنيه، بينما تصل تكلفة نفس البرنامج فى الولاياتالمتحدةالأمريكية مليون دولار. هناك اتجاه من جانب الرئيس للاستعانة بالشباب فى تولى المناصب القيادية، ولكن ما يعيقه عدم وجود الشباب المدربين نتيجة ممارسات الأنظمة السابقة، لكن المشروع سيوفر عشرات الآلاف من الشباب المدربين على القيادة القادرين على الانخراط فى المجتمع، والتعامل الفعال مع مشكلات المجتمع. ويواجه مشروع السيسى، عائقًا قانونيًا لأن مؤسسات الدولة ملزمة بقواعد قانونية للتعيين والترقى فى العمل، وخريجى المشروع يمكنهم العمل على الدرجة الثالثة فى المؤسسات الحكومية وسيستغرق وصولهم إلى المواقع القيادية مدير إدارة ومدير عام ووكيل وزارة من 15 إلى 20 سنة. أحلام المشرفين على المشروع تتجاوز تدريب ملايين الشباب، ولكن الإمكانات المالية تعوق تنفيذ الحلم، لذا تم الاتفاق على تأهيل 250 شاباً وشابة يتم تقسيمهم على 10 فصول دراسية والخضوع ل11 برنامجا منها 6 مواد دراسية و5 برامج تشمل التوعية السياسية والمجتمعية وتحسين السمات الشخصية والتوعية، مع تخريج دفعة جديدة كل شهرين. وسيتم تقسيم الخريجين ل3 مستويات، الأول تتم الاستعانة بهم فى المناصب القيادة الوسطى والصغرى، والثانى تتم الاستعانة بهم داخل المحافظات وستكون الأفضلية لأبناء كل محافظة والثالث سيترك له فرصة الالتحاق بالعمل داخل القطاع الخاص. وسيقوم كل متدرب بتقديم مشروع تخرج يتم عرضه قبيل انتهاء البرنامج فى حضور كبار رجال الدولة وممثلى كبرى شركات القطاع الخاص وسيكون نتيجة تقييم مشروع التخرج الخطوة الأخيرة التى ينهى بها المتدرب برنامج التدريب. ولا يعتبر خالد المسئول الوحيد عن المشروع، إذ ان الدكتور طارق شوقى، رئيس المجالس المتخصصة التابعة للرئاسة هو المسئول عن المشروع وتعاونه الدكتورة دينا برعى، نائب عميد الجامعة الأمريكيةبالقاهرة، رئيس التجمع الدولى لمدرسى اللغة الانجليزية لغير الناطقين بها، وتتولى وضع معايير التقييم للبرنامج، إلى جانب سارة البطوطى، عضو المجلس التخصصى للتنمية المجتمعية، وتتولى رئاسة الجمهورية التنسيق مع بقية الجهات فى الدولة.