أُصيب القائد الميداني لجيش الشرعية اليمنية خلال معارك مأرب، وكُشِف أن قيادياً في حزب تجمُّع الإصلاح خطفته جماعة الحوثيين قبل شهور، قُتِل بعدما استخدمته درعاً بشرية، فيما هدم تنظيم «القاعدة» أضرحة ذات مكانة لدى متصوفين في محافظة حضرموت. وأمس أعلنت مصادر رئاسية يمنية رسمياً وصول الرئيس عبدربه منصور هادي إلى عدن (كبرى مدن الجنوب)، يرافقه طاقمه الرئاسي، بعد ستة أشهر من مغادرته المدينة التي اجتاحها مسلحو جماعة الحوثيين، وبدء «المقاومة المسلحة» المدعومة من قوات التحالف لطرد الجماعة والقوات الموالية لها، وهو ما تحقق في تموز (يوليو) الماضي. وجاءت عودة هادي بعد أسبوع على عودة نائبه رئيس الحكومة خالد بحاح مع عدد من الوزراء إلى المدينة المحررة، لمزاولة نشاط الحكومة فيها، وغداة احتفال جماعة الحوثيين في صنعاء بمرور سنة على اجتياحهم العاصمة اليمنية، وسيطرتهم على مؤسسات الدولة المدنية والعسكرية وتمددهم في محافظات البلد. وقالت مصادر لصحيفة «الحياة اللندنية» قريبة من الرئيس اليمني إنه سيغادر عدن بعد أيام متوجهاً إلى الولاياتالمتحدة، لإجراء فحوص طبية وحضور الجمعية العامة للأمم المتحدة ولقاء مسؤولين في الإدارة الأميركية لضمان استمرارها في دعم العمليات العسكرية ضد المتمردين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني السابق علي صالح. في غضون ذلك، أكدت مصادر ميدانية في محافظة مأرب التي تشهد معارك ضارية منذ أيام بين قوات الجيش الموالي للشرعية وقوات التحالف من جهة وبين مسلحي الجماعة والقوات الموالية لهم من جهة ثانية، أن قائد المنطقة العسكرية الثالثة في مأرب اللواء عبدالرب الشدادي، وهو القائد الميداني لجيش الشرعية أصيب خلال معارك أمس، وقُتِل أربعة من مرافقيه بالتزامن مع تقدُّم القوات المشتركة في مناطق «الجفينة وذات الراء والبلق والفاو والمخدرة وتبة المصريين ومنطقة ماس ومحيط سد مأرب»، جنوب مدينة مأرب وغربها وشمالها الغربي. وتهدف العمليات المدعومة بغطاء جوي من التحالف، إلى طرد الحوثيين من المناطق التي يسيطرون عليها في مأرب والجوف، والزحف غرباً نحو صنعاء لتحريرها من قبضة الحوثيين. وتواصلت أمس غارات طيران التحالف على مواقع للحوثيين في مناطق من مأرب، وطاولت الغارات في صنعاء قاعدة الديلمي الجوية ومواقع للجماعة ومنازل قيادات موالية لها، شمال العاصمة وجنوبها وفي ضواحيها الشرقية. وتحدّثت مصادر طبية عن مقتل عشرين وجرح عشرات. كما طاولت الضربات الجوية المتواصلة منذ بدء التدخل العسكري لدول التحالف في 26 آذار (مارس) الماضي، مواقع في مديرية قفلة عذر التابعة لمحافظة عمران (شمال صنعاء)، إلى جانب مناطق في محافظات تعز والحديدة وصعدة وحجّة، وعلى طول الخط الحدودي الشمالي الغربي. إلى ذلك، كشف القيادي السابق في جماعة الحوثيين علي البخيتي، أن القيادي البارز في حزب «التجمع اليمني للإصلاح» محمد قحطان الذي خطفته الجماعة قبل نحو ستة أشهر، قُتِل قبل نحو شهرين في غارة للتحالف، بعدما استخدمه الحوثيون درعاً بشرية في أحد المواقع العسكرية في صنعاء. وطالبهم بتسليم جثة قحطان إلى أسرته. وفي الرياض أعلن أن مزيداً من التعزيزات العسكرية تدفقت أمس إلى المحورين الغربي والشمالي من محافظة مأرب، تمهيداً لإعلان تحريرها من ميليشيا الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقال محافظ مأرب عبدالرب علي إن 80 في المئة من المحافظة يخضع لسيطرة القوات الموالية. ويتوقع أن يفتح تحرير مأرب الطريق لتحرير العاصمة صنعاء. وأكد مصدر عسكري يمني رفيع ل«الحياة» أن ساعة الصفر لتحرير مأرب حددت. وقال: «ستكون هناك مفاجآت وسترونها على الأرض». وذكرت مصادر محلية في مأرب ل«الحياة» أمس أن زيادة التعزيزات العسكرية شمال وغرب مأرب، انطلاقاً من صافر، يأتي رداً على استقدام الميليشيات المتمردة مسلحين من صنعاء. وأكد مصدر في المقاومة اليمنية تقدم القوات الموالية لهادي غربي مأرب، وسيطرتها على حصن سد مأرب المحاذي لجبل البلق. على صعيد آخر، أكدت مصادر قبلية في مأرب، مقتل اثنين من عناصر تنظيم «القاعدة» في غارة لطائرة من دون طيار، يُرجّح أنها أميركية ضربت سيارة تقلّهما في منطقة «محطة معيلي» شرق مأرب. الى ذلك، تمكنت القوات السعودية المرابطة على حدود الخوبة الليل قبل الماضي، من التصدي لمجموعات يمنية مسلحة حاولت الهجوم على الحدود السعودية، في قرى الجابري وقوى وخلافة الواقعة على خط التماس الحدودي. واحتدمت المعارك الليل قبل الماضي إلى أن تم صد الهجوم فجر أمس. وأوضح المستشار بمكتب وزير الدفاع السعودي المتحدث باسم قوات التحالف العميد أحمد عسيري أمس، فقدان جنديين من القوات السعودية بعدما ضلا طريقهما داخل الأراضي اليمنية، مبيناً أن الأدلة تشير إلى أنهما على قيد الحياة، وأنهما معتقلان لدى الميليشيات الحوثية. وطالب العميد عسيري الميليشيا باحترام «اتفاق جنيف» وعدم استخدام صورهم في الإعلام، مشيراً إلى أن التحالف يحمّل الميليشيات مسؤولية المحافظة على حياتهما، مؤكداً أن التحالف يبذل قصارى جهده لإعادتهما إلى المملكة في أسرع وقت. وأفادت مصادر في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت التي يسيطر عليها التنظيم منذ نيسان (أبريل) الماضي، أن مسلحيه هدموا أمس أضرحة تعود لكل من «السلطان عوض القعيطي والعلامة عبدالله الحداد والشيخ يعقوب والعلامة الحامد والحبيب أحمد بن محسن الهدار»، وهي تحظى بمكانة خاصة لدى المتصوّفة العلويين في حضرموت.