يصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز اليوم إلى واشنطن، لعقد قمة منتظرة مع الرئيس باراك اوباما صباح غد الجمعة. وفي اطار التحضيرات للقمة التقى ليل امس وزير الخارجية الأميركي جون كيري نظيره السعودي عادل الجبير. ويضم الوفد المرافق للملك سلمان إضافة إلى الجبير وزراء الإعلام عادل الطريفي والمال إبراهيم العساف والتجارة والصناعة توفيق الربيعة والصحة خالد الفالح ومحافظ الهيئة العامة للاستثمار عبد اللطيف العثمان. ووفقا للحياة اللندنية، رجحت مصادر أن يرافق الملك سلمان الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي. ومن المتوقع أن يلتقي الوزراء نظراءهم الأميركيين، كما سيشارك الوفد بلقاء موسع ينظمه «المركز العربي - الأميركي للتجارة».
وسيستقبل الملك سلمان في مقر إقامته وزراء أميركيين وقيادات في الكونغرس، وأفراداً من الجالية السعودية يقيمون في الولاياتالمتحدة. وتوقع مسؤولون اميركيون سابقون ان يكون تعزيز العلاقات الأمنية والاستراتيجية بين البلدين وتطورات الحرب في اليمن والوضع في سورية في مقدم المواضيع التي سيبحثها الزعيمان، وأن تخرج القمة بالتزامات طويلة الأمد وترسيخ للتعاون الأمني والاقتصادي الوثيق بين البلدين.
وقال السفير الأميركي السابق في اليمن ستيفن ساش أن السعودية «شريك أساسي وقوي للولايات المتحدة وأحد أعمدة الاستقرار الاقليمي والدولي». وأشار ساش الخبير في «المعهد العربي والخليجي للدراسات» في واشنطن إلى أن توقيت الزيارة وهي الأولى للملك سلمان الى واشنطن منذ تسلمه الحكم، يأتي قبل التصويت المتوقع للكونغرس على الاتفاق مع إيران في 17 الشهر الجاري، ويؤكد تلاقي الرؤية الأميركية - السعودية في دعم الاتفاق ومنع إيران من تطوير سلاح نووي.
وفي الوقت نفسه توقع ساش أن يحتل الموضوع الايراني أهمية كبيرة في المحادثات بين الزعيمين بالنظر الى دور إيران في زعزعة استقرار عدد من دول المنطقة خصوصاً في سورية والعراق واليمن. ورأى ساش الذي خدم في صنعاء من 2007 الى 2010 وعمل قبل ذلك في السفارة الأميركية في سورية، أن «تطورات المعركة في اليمن ونجاح التحالف العربي بقيادة السعودية في كسر الجمود والتقدم على الأرض يضع الملك سلمان في موقع أقوى».
وتوقع أن يتطرق البحث في الملف اليمني الى فرص الحل الدبلوماسي وجهود مسقط في هذا الشأن. كما رأى أن تطبيق ما تم التوصل اليه في لقاء كامب ديفيد بين الرئيس اوباما وعدد من القادة والمسؤولين الخليجيين سيتصدر الاجتماعات وخصوصاً عمل اللجان الأمنية ومساعدة دول الخليج في قضايا الأمن البحري ورصد الإرهاب ومحاربة «داعش».
وتوقع أن يحض الملك على تجاوز «البيروقراطية الأميركية» التي عادة ما تستهلك وقتاً للوفاء بالالتزامات التي تتعهدها الإدارة. وتوقع ساش ان يجري البحث في امكانية تسريع تنفيذها. وقال مدير «مركز المصلحة القومية» أندرو بووين إن هدف زيارة الملك سلمان هو «تعميق العلاقة بين الرياضوواشنطن ومواجهة تحديات اقليمية مشتركة بعد الاتفاق النووي». واعتبر بووين الخبير السابق في معهد جيمس بيكر للدراسات، أن العلاقة السعودية - الأميركية هي «أحد أعمدة الاستراتيجية الأميركية في المنطقة وليس واقعياً اعتبار الاتفاق النووي مع ايران اعادة تموضع للولايات المتحدة بسبب علاقتها الأمنية والاقتصادية الوثيقة مع السعودية».