"وفاة والدة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وسيقتصر العزاء على أسرة الفقيدة".. كان هذا هو بيان الرئاسة المصرية صباح الاثنين، لإعلان خبر وفاة والدة السيسي. . وسارعت الرئاسة، بعد ساعة، وبثت خبرًا آخر يقول "أعرب الرئيس عن تقديره للمشاعر التي أبدتها جموع الشعب المصري لمواساته في وفاة والدته، وناشد كل من أبدى رغبته في نشر مشاطرات عزاء في الصحف ووسائل الإعلام التبرع بقيمتها للأعمال الخيرية". وخلال دقائق، حاولت وسائل الإعلام استرجاع الفيديوهات التي تحدث فيها الرئيس عن والدته، ولم تعثر سوى على فيديو واحد تحدث فيه بتأثر عنها، ودمعت عيناه عندما سأله المذيعون حول ذكرياته معها، كما نشرت صورة وحيدة للرئيس وهو يودع والدته. دموع السيسي حول والدته كان يريدها بعيدة عن الإعلام لكنها غالبته ولم تطاوعه، لذا أراد ألا يشاركه أحد أحزانه في فقدانها، بحسب "العربية". . دموع الرئيس المصري ضبطتها الكاميرات متلبسة وهي تتساقط من مقلتيه في مواقف عديدة عكست إنسانيته الشديدة وحساسيته المفرطة وتأثره بالآخرين حزنًا وفرحًا، سلبًا وإيجابًا. وبكى السيسي في الجلسة الختامية لمؤتمر شرم الشيخ مارس الماضي عندما ذكر اسم العاهل السعودي الراحل الملك عبدالله بن عبدالعزيز، رحمه الله، ونسب إليه الفضل في إقامة هذا المؤتمر لدعم مصر، كذلك بكى أثناء احتفالات أكتوبر 2013، وهو بجوار الرئيس السابق عدلي منصور، بعد عرض فيديو له وهو يطلب بنزول الشعب المصري له لتفويضه في حربه ضد الإرهاب.
وشهدت مراسم تكريم السيسي لأسر شهداء الطائرة العسكرية برفح، العام قبل الماضي، وأثناء توليه وزارة الدفاع تساقطت دموعه حزنًا عليهم، وبكى عندما أدى واجب العزاء لأسر ضحايا مجزرة كرم القواديس وصافحهم واحتضن أبناءهم، وأكد لهم أن مصر لن تنسى ما قدموه من أسمى معاني البطولة والتضحية والفداء.
وفي احتفالات الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير عام 2014 والذي أقيم بحفل القوات المسلحة بنادي الجلاء بكى السيسي وهو يستمع للطفل سيف الله مجدي، وهو يشدو بأغنية "ابن الشهيد"، وخلال احتفال آخر، وعندما ذكر اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية السابق، اسم السيسي وما قدمه لمصر لاحظ الجميع تأثر الرئيس المصري، الذي كان وزيرًا للدفاع وقتها، وغالبته دموعه ووقف ساكنًا يحاول مواجهة الموقف الإنساني الذي وجد نفسه فيه دون جدوى. دموع السيسي من المؤكد أنها تساقطت الاثنين أيضًا حزنًا على فراق أعز الحبايب له والدته, لكنه هذه المرة نأى بها جانبًا وانتحى بها بعيدًا عن الجميع وعن الكاميرات ليذرفها وحيدًا حزينا على رحيل أغلى الناس.