بعد صراع دام عدة سنوات بين السعودية وروسيا بشأن الأزمة السورية وبشار الأسد قرر كلا منهما التواصل لإيجاد حل للأزمة، حيث قام وزير الخارجية السعودي" عادل الجبير " بزيارة لموسكو ولقاء نظيره الروسي " سيرغي لافروف "، واتفقا على بعض المبادئ لحل الأزمة السورية، وانتهى اللقاء بعرض " الجبير" رغبة الرياض في شراء أسلحة روسية متقدمة، وبضمنها صواريخ اسكندر. وقد جاءت زيارة "الجبير" لموسكو بعد زيارة وزير الدفاع السعودي للقاهرة، كما تزامن إنهاء خلافات روسيا والسعودية بعد إتمام الإتفاق النووي الأمريكي الإيراني، مما إستدعى الربط بين إنهاء الخلافات السعودية الروسية وبين إتمام الإتفاق النووي، والربط أيضل بين لقاء وزير الدفاع السعودي بالرئيس "عبد الفتاح السيسي" بالقاهرة قبل زيارة وزير الخارجية السعودي لموسكو. وفي محاولة كشف أسرار التقارب السعودي الروسي في هذا التوقيت، وعلاقة مصر بذلك التقارب. _ تأمين المصالح..التحكم في مساعدات روسيا لإيران ففي البداية قال هاني الجمل، المحلل السياسي، أن التقارب السعودي الروسي في هذا التوقيت جاء للبحث عن المصالح وتأمينها خصوصا بعد الإتفاق النووي الأمريكي الإيراني، حيث أن دول الخليج وعلى رأسهم السعودية تسعى لتأمين مصالحها التي هددها التعاون الأمريكي الإيراني، موضحا أن السعودية سعت للتحالف مع الحليف الإستراتيجي لإيران وهي روسيا لمحاولة التحكم المستقبلي لمقدار المساعدات الروسية لإيران، حيث أن روسيا تعتبر الداعم اللوجيستي الأول للبرنامج الإيراني القائم على العلماء الروس. وأضاف الجمل، أن روسيا الداعمة لبشار الأسد ستقبل بذلك التقارب وستقوم بمحاولة التوصل إلى حل لإنهاء الأزمة السورية حتى تتمكن من تنفيذ مخططها لتكون الحليف الغربي الأول للدول العربية بدلا من أمريكا. _ معاقبة أمريكا وأوضح المحلل السياسي، أن كلا من السعودية ومصر قاما ببحث ذلك التقارب قبل البدء فيه حيث أن مصر همزة الوصل بين روسيا والسعودية، إلى جانب أنها تقوم بتقارب وجهات النظر بينهم نكاية في أمريكا، مشيرا إلى صفقة الرافال التي أتمتها أمريكا مع مصر بعد إتمام صفقة f16 مع روسيا، قائلا: "التقارب الروسي المصري والعربي يرعب الولاياتالمتحدةالأمريكية". _ سكون القاهرة.. ومصالح عسكرية.. خلاف الرياضوالقاهرة ومن ناحية أخرى أكد طارق فهمي، المحلل السياسي، أن القاهرة والرئيس " عبد الفتاح السيسي" لم يقم باي تقارب بين السعودية وروسيا، وأن زيارة وزير الدفاع السعودي للقاهرة قبل زيارة وزير الخارجية السعودي لروسيا مجرد صدفة وليس ترتيبا لأي محادثات ستجرى بين الرياض وموسكو، موضحا أن القاهرة في حالة سكون، وأن الرياض لن تسمح باستخدامها من قبل مصر لمعاقبة أمريكا. وأكد فهمي، أن التقارب السعودي الروسي هو تقارب مصالح إستراتيجية وعسكرية، قابلة للتغيير على حسب التغييرات الإقليمية، مشيرا إلى ان السعودية لن تقبل وجود بشار الأسد كجزء من حل الأزمة السورية وهو ما سوف يعركل المفاوضات مع روسيا، متوقعا وقوع عدد من الخلافات القادمة بين الرياضوالقاهرة بشأن الأزمة السورية واليمنية.