أبدى اللواء نصر محمد سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، تحفظه على التحركات "الروسية-الإيرانية" الأخيرة، إزاء الأزمة السورية، بعدما أعلنت البلدان عن مبادراتين لوضع حد لتلك الأزمة. وأوضح "سالم" - في تصريحات ل"الفجر" - أن تلك الجهود أعقبت التحركات "الأمريكية-التركية" حيال تنظيم داعش الإرهابي وحزب العمال الكردستاني، على خلفية حادث سروج، واتفاق "أمريكي-تركي" على إقامة منطقة آمنة على الحدود "التركية-السورية". وتابع "سالم: أن تلك التحركات أعقبت أيضا التوقيع على البرنامج النووي الإيراني، الأمر الذي يحمل مؤشرات عميقة على وجود بنود غير معلنة في الاتفاق النووي بدأت تأخذ طريقها للتطبيق على أرض الواقع. وأشار رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، إلى اللقاء الذي تم في الدوحة مطلع أغسطس الحالي، حيث التقى كل من وزير خارجية السعودية عادل الجبير بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري، وذلك بوجود رئيس المكتب التنفيذي لحماس خالد مشعل، كما أشار إلى أن ذلك اللقاء أعقب زيارة جون كيري الأخيرة إلى مصر تحت مظلة الحوار الاستراتيجي، موضحا أن تلك التحركات تثير علامات الاستفهام حول أسبابها وما يمكن أن تسفر عنه من نتائج ، كما تثير شكوكًا حول طبيعة ما يجري خلف الأبواب المغلقة، كما تشي بقرب نهاية الرئيس السوري بشار الأسد، الذي أصبحت الإطاحة به ضرورة لتوافق جميع الأطراف الدولية والإقليمية. وأكد "سالم" أن ما أعلنه البنتاجون عن توفير غطاء جوي للمعارضة السورية "المعتدلة" وإمكانية اتخاذ خطوات تصعيدية ضد أي طرف يحاول مهاجمتها - في أشارة إلى إمكانية توجيه ضربات إلى الجيش السوري - يفضح وبكل قوة الدور الحقيقي المنوط بتلك المعارضة التي لم تعد تخجل الإدارة الأمريكية في إطلاق مسمى جديد عليها يحمل اسم "المعارضة السورية المدربة أمريكيا". كما أكد أن هذا الدور هو إنهاك الجيش السوري الذي بات محاصرًا من كل الاتجاهات تمهيدا للقضاء عليه. وتسائل "سالم": هل تتفاوض روسياوإيران من جانب والولايات المتحدة وتركيا والسعودية، من جانب آخر، على الصيغة والسيناريو المناسب للإطاحة بالأسد والمكاسب التي سيجنيها كل طرف بعد سقوط سوريا ؟ هل الضغط "الأمريكي-الإيراني" الشديد على السعودية سيدفعها للموائمة بين الموقف المصري والأمريكي ؟ هل النجاحات التي تحققها قوات التحالف العربي في اليمن مؤشرًا على وجود توافق بين السعودية وإيران بمباركة أمريكية إرضاء للطرفين ؟ وأخيرًا ما سبب حضور خالد مشعل لقاء الدوحة المثير للجدل ؟ واختتم "سالم" حديثه قائلا: للأسف كل المؤشرات تنذر بقرب الإعلان عن طرح الاستفتاء على حق تقرير المصير لأكراد سوريا والعراق، الأمر الذي سيترتب عليه لا محالة إقامة الدولة الكردية على الآراضي السورية والعراقية، في نجاح ساحق للمخطط الأمريكي الذي لن يضل سبيله إلى التوافق مع إيرانوروسيا وربما دولة عربية إقليمية أيضا.