اعترف رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، بأن هناك المزيد الذي يتعين القيام به لمواجهة أزمة المهاجرين المتفاقمة في ميناء كاليه، في تناقض لما أعلنه وزير الخارجية فيليب هاموند الأسبوع الماضي بأن الحكومة تحكم قبضتها على الموقف. ويواجه وزير الخارجية اتهامات بالتهاون بشأن تصريحاته التي أدلى بها يوم الاثنين الماضي. وبعد أسبوع من الفوضى المستمرة في كاليه، والكشف عن أن مهاجرا سودانيا سار من خلال نفق بحر المانش إلي بريطانيا، اعترف رئيس الوزراء بأن هناك الكثير الذي يتعين القيام به لتحسين الوضع الأمني. وجاءت تصريحاته بعد أن اقترح مسئول أممي بضرورة وضع المهاجرين المحتشدين في ميناء فرنسي بمراكز الاستقبال، مثيرا مخاوف بشأن إقامة مخيم للاجئين في هذه المنطقة. وقال كاميرون لهيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) "قمنا بالكثير خلال الأيام الأخيرة لتحسين الوضع ولكن هناك الكثير الذي يتعين القيام به، لذلك علينا إقامة المزيد من السياج العازل، المزيد من ضباط الشرطة، والمزيد من الكلاب البوليسية، والمزيد من الحراس، ونحن نحقق تقدما". وأضاف "ولكن هناك الكثير الذي يجب القيام به لتحسين الأمن في النفق نفسه.. أنا وفريق الوزراء الذي عينته سنشرف على هذه التحسينات في الأسابيع والأيام المقبلة". وبعد الاجتماع الطاريء الذي عقدته الحكومة يوم الاثنين الماضي، توقع وزير الخارجية بأن "الأسوأ في الأزمة قد انتهى"، قائلا "لقد سيطرنا على الأزمة". وألقت الشرطة يوم الخميس الماضي القبض على عبد الرحمن هارون (40 عاما) بعد أن أكمل رحلة محفوفة بالمخاطر لمسافة 31 ميلا من خلال النفق، قبل أن تشاهده قوات الأمن البريطانية على بعد عدة ياردات فقط من مخرج في فولكستون، في مقاطعة كنت. وحاول مئات المهاجرين التسلل عبر النفق في الأسابيع الماضية للوصول إلي بريطانيا، وقتل عشرة مهاجرين على الأقل خلال هذه المحاولات الخطيرة منذ يونيو الماضي. وقال برونو نويل رئيس اتحاد التحالف من أجل الشرطة المنتشرة في ميناء كاليه والنفق الأوروبي إن "قواته تقوم بالعمل نيابة عن بريطانيا"، مشيرا الى أن هذا الوضع قد يصبح قريبا خارج نطاق السيطرة مع تضاعف أعداد المهاجرين وانخفاض أعداد قوات الشرطة أيضا، مشددا على أن قوات الشرطة الفرنسية تعاني "جسديا ونفسيا" تجاه هذه المأساة الإنسانية. كانت الحكومة البريطانية قد أعلنت الأسبوع الماضي أنها خصصت 11 مليون دولار لتحسين السياج حول موقع محطة يوروتانيل في كوكيل خارج كاليه. يذكر أن قوات الشرطة الفرنسية في كاليه قد أعلنت أمس السبت عن دعمها للنداءات المطالبة بالاستعانة بقوات الجيش البريطاني للمساعدة في حل أزمة المهاجرين المتفاقمة في الميناء.