دخلت المملكة العربية السعودية جولة جديدة في مواجهة المتسولين الذين ينتشرون في إشارات المرور وبالقرب من المساجد الكبرى وفي الميادين العامة بمختلف مناطق المملكة. وتتعدد أساليب المتسولين المنتشرين في المملكة من أبناء الجاليات الأجنبية خاصة الجالية السورية، وتكثر ظاهرة التسول في السعودية خلال شهر رمضان المبارك حيث يستغل هؤلاء الحالة الروحانية للشهر المبارك من أجل استدرار العطف والحصول على أكبر قدر ممكن من النقود، ويعمل المتسولون في المملكة من خلال مجموعات أو ما تطلق عليه الجهات الأمنية السعودية " عصابات" تنتشر في عدد من مدن السعودية. وكانت شرطة الرياض قد أعلنت عن ضبط عدد من المنتمين إلى شبكات التسول وضبط بحوزتهم على تقارير طبية مزيفة وأطراف صناعية يستخدمونها لاستدرار العطف والحصول على المال. وقد أوقفت شرطة منطقة حائل مقيماً سورياً يعمل مراقباً في شركة نظافة سعودية بحائل، ووجهت له اتهامات باستغلال عمال النظافة الذين يراقب عليهم في عمليات التسول غير المباشر، حيث كان يقوم بوضع هؤلاء للعمل ليلاً في الإشارات المرورية والأسواق وأمام المحال التجارية وكان يتقاضى من كل عامل ألف ريال نظير تركه يمارس عملية التسول كيفما شاء. وظاهرة التسول في السعودية لم تعد تقتصر على الطرق التقليدية بل ظهرت خلال الفترة الماضية أنواع أخرى من التسول منها استدار العطف عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي فيما يعرف ب"التسول الإلكتروني" من خلال نشر تغريدات أو تدوينات تعبر عن حاجة المتسول وفقره والوصول بتلك التغريدات إلى أكبر عدد ممكن من السعوديين لتلقي الأموال، ويمارس هذه الظاهرة عدد من السعوديين أنفسهم من أجل الحصول على المال. وفي كل عام يبتكر المتسولون وسيلة جديدة لطلب المال، حيث انتشرت خلال شهر رمضان الجاري ظاهرة التسول السفري، وفيها يقوم أحد قادة السيارات المسافرين بالتوقف بأحد الشوارع، ويتصيد أحد المارة، ويبدأه بالسؤال عن طريق معين، ومن ثم يطلب منه مبلغا، ولتأكيد مصداقيته، يخبره بأن عائلته معه في السيارة، وأن أحد أفرادها مريض يرقد بإحدى المستشفيات الخاصة، وأن العلاج يكلف مبلغا من المال لا يستطيع تأمينه، ويعرض على الضحية فواتير علاج ووصفات الدواء لتأكيد مزاعمه. وتكثف الجهات المنية السعودية خلال هذه الأيام جهودها لمواجهة ظاهرة المتسولين، وقد اتخذت وزارة الداخلية السعودية إجراء صارما مع المتسولين عندما أعلنت عن الترحيل الفوري من المملكة لأي مقيم يتم ضبطه وهو يمارس التسول، معتبرة أن التسول من أساليب جمع الأموال للجماعات المشبوهة التي تستهدف الأمن والإستقرار، محذرة المواطن السعودي من تشجيع هذه الأعمال، مؤكدة أنه يمكن للمواطنين والمقيمين إيصال تبرعاتهم وصدقاتهم للمحتاجين عبر الجهات المصرح لها.