التسول ظاهرة لا يكاد يخلو منها أي مجتمع وقصص المتسولين والمتسولات وما يرتكبونه من حيل وألاعيب يعرفها الجميع فهذه تدعي أنها تعيل تسعة أيتام وتلك تمارس السحر والشعوذة لتكمل عملية النصب وآخر يقسم كذباً أنه يعاني من مرض خطير أو بحاجة لإجراء عملية جراحية لايملك تكاليفها تعددت أساليبهم والغاية واحدة إثارة مشاعر الشفقة والعطف لدى الآخرين ومن ثم الحصول على القليل أو الكثير من المال . وزارة الداخلية بالامارات كشفت أن اجمالي المتسولين الذين تم ضبطهم خلال رمضان من العام العام الماضي 900 متسول على مستوى الدولة مشيرة إلى زيادة أعدادهم في كثير من المناسبات مثل شهر رمضان ويوم الجمعة وأيام الأعياد وأن معظم هؤلاء المتسولين من المتسللين والمقيمين غير الشرعيين . إن المتسولين يلجأون إلى استدرار عطف المواطنين واندفاعهم لفعل الخير من خلال طرق كثيرة للوصول إلى غاياتهم لجمع المال وخصوصاً النساء اللاتي يقفن أمام البنوك في أوقات صرف الرواتب ويطرقن المنازل طلبا للمال بحجة أن لديهن أبناء مرضى في حاجة إلى شراء الأدوية والطعام . أن ظاهرة التسول تسيء إساءة بالغة إلى سمعة الدولة ودورها الإنساني النبيل الذي تقوم به لمد يد العون والمساعدة لكل من يحتاجها في شتى أنحاء المعمورة إذ كيف للإمارات التي يتمتع مواطنوها والمقيمون على أرضها والاستقرار الاجتماعي والأمني أن تتواجد على أرضها مثل تلك الشوائب والنقاط السوداء ولهذا نؤكد على الحاجة إلى أهمية تكاتف الجهود الرسمية والخاصة للحد من انتشار هذه الآفات . ضرورة وضع رادع قوي تجاه كل من يستغلال أفراد المجتمع لجمع الأموال بطرق وأساليب غير قانونية بعيداً عن أعين رجال القانون والأمن وهيئة الشؤون الاسلامية والاوقاف التي يحق لها التصريح والإشراف على الجمعيات الخيرية التي تعمل غالبا تحت مسميات وهمية وجاءت التوصيات كالتالي: بالتنسيق مع هيئة الشؤون الإسلامية والأوقاف لتناول هذا الموضوع من خلال خطب الجمعة والمحاضرات الدينية في المساجد ثم التنسيق مع المحطات الإذاعية والتلفزيونية المحلية لتناول موضوع التسول في برامج البث المباشر والبرامج الدينية والبرامج التي تعنى بالشأن المحلي ومخاطبة رؤساء التحرير في الصحف المحلية لتوجيه كتاب الأعمدة ومعدي التحقيقات الصحافية لتناول هذه الظاهرة على مدار العام ثم نشر الفقرات التوعوية النصية عبر الصحف المحلية الصادرة باللغات العربية والانجليزية والأوردية والتوعية من خلال الرسائل النصية الهاتفية وبالتنسيق مع القيادات العامة والإدارات العامة للشرطة ثم نشر وتفعيل رقم الهاتف الخاص بالإبلاغ عن المتسولين وجهات جمع التبرعات غير القانونية . التنسيق مع مختلف الإدارات الشرطية لتفعيل مخاطر الظاهرة عبر مواقعها الإلكترونية وإبراز أرقام التبليغ عن الظاهرة على صفحات هذه المواقع وطباعة بوسترات توعية توضح مخاطر الظاهرة وعدم قانونيتها وأحكام مخالفتها مع إبراز هواتف الإبلاغ عن المخالفين وجهات التبرعات غير المرخصة وتوزيع تلك البوسترات لوضعها على أماكن التجمعات والمساجد وإنشاء وحدة مكافحة التسول والأعمال الخيرية غير المشروعة ثم توجيه كتاب إلى مدير عام الجنسية والإقامة للتدقيق في منح تأشيرات الزيارة خلال شهر رمضان والعيد . “الخليج” التقت عدداً من افراد المجتمع الذين اجمعوا على خطورة هذه الظاهرة وضرورة التصدي لها خصوصاً أن هذه الظاهرة سوف تكون حاضرة خلال شهر رمضان المبارك وتقول لمى عبد العزيز يسري ربة بيت إن ظاهرة التسول مزعجة ومخيفة في الوقت نفسه فكثيراً ما تطرق أبواب المنازل سيدات يتسولن المال وبعضهن يحملن أطفالاً لإثارة الشفقة والعطف عليهن وإن حدث وأعطى أحد مبلغا من المال لواحدة منهن تعرف البيت وتتردد عليه كثيراً أو ربما دلت صديقاتها على المنزل فتأتي كل يوم واحدة لتتسول من أصحاب البيت نفسه لذا بعد تجربة أنصح الجميع بعدم فتح باب البيت نهائياً لمثل هؤلاء المتسولات وعدم إعطائهن أي مبلغ لأننا بذلك نشجعهن على التسول . أن كثيرات يتسولن بقصد السرقة ولا شك أن ملفات الشرطة مليئة بحوادث وقعت تحت غطاء التسول وتذكر إحسان ما حدث مع إحدى زميلاتها عندما قام ثلاث متسولات بطرق الباب وطلبن زجاجة ماء مدعيات العطش الشديد وحين دخلت ربة البيت لتجلب لهن الماء وربما بعض المال دخلن خلفها وأغلقن باب المنزل ثم هددنها بخطف طفلها الصغير أو أن تعطيهن كل ما لديها من ذهب ومال في المنزل فما كان من صديقتي إلا أن أعطتهن كل ما تملك وهذه قصة واقعية وحقيقية حصلت منذ فترة قريبة . وتضيف نورة سيف جميل صيدلانية أن بعض المتسولات يمارسن الشعوذة والسحر وتروي قصتها عندما كانت قبل شهر تقريباً توقف سيارتها أمام المنزل لدى عودتها من العمل فطلبت إحدى السيدات بإلحاح أن تتحدث معها بضع دقائق تروي نورة قائلة: في البداية رفضت لكن بعد ذلك سمحت لها أن تصعد قربي في المقعد الأمامي في سيارتي فقالت لي سوف أقرأ لك كفك وأمسكت يدي وأنا لا أعرف كيف استسلمت أمامها ثم بدأت تقول لي أنت محسودة وهناك أناس يكرهونك وعملوا لك سحراً ثم ربطت على يدي اليمنى عقدة بالخيوط، وقالت لي سوف أقرأ عليك بعض آيات القرآن لتنفك العقدة وحدها عن يدك وبالتالي يبطل السحر المعمول وكنت بين يديها في استسلام تام وبالفعل استطاعت أن تحل عقدة الخيط عن يدي لا أعرف كيف فعلت ذلك لكنها كانت تتمتم بكلمات لم أفهمها ووجدت نفسي خلال لحظات رهن إشارتها وطلبت مني مبلغاً من المال مدعية أنها تريد أن تشتري خروفاً وتوزعه على الفقراء فما كان مني إلا أن أعطيتها 300 درهم وهو المبلغ الذي في حوزتي وقتها، فقالت هذا لا يكفي، فطلبت منها أن ترافقني إلى داخل المنزل لأعطيها ما تريد، لكنها فضلت أن تنتظرني في مدخل البناية وبالفعل كنت كالمسحورة خرجت من سيارتي وأسرعت إلى البيت وأحضرت لها 400 درهم وهو كل ما وجدته من مال في البيت وفي تلك اللحظات ربما لو كان معي مبلغ أكثر لأعطيتها لكني لم أجدها لقد اختفت . وتضيف أعتقد أن هذه السيدة مارست السحر علي لأني في تلك اللحظات كنت رهن إشارتها ومستعدة لتلبية جميع طلباتها ولكن بعد مرور نصف ساعة تقريبا زال الوهن عن جسدي والغباش عن عيني وبدأت ألوم نفسي وأتساءل كيف تمكنت هذه المرأة من خديعتي وأدركت أنها بلا شك تمارس التسول عن طريق الشعوذة والسحر .