"هآرتس": إسرائيل عليها الحذر في حال التعاون مع "مصر"

حذرت جريدة هآرتس الإسرائيلية حكومة تل أبيب من نتائج التعاون الأمني مع مصر في القضاء على الجماعات الإرهابية المنتشرة في شبه جزيرة سيناء, خاصة فيما يتعلق بتضيق الخناق حول قطاع غزة.

و ذكرت الصحيفة أنه على الرغم من تأكيدات السيطرة الكاملة للجيش المصري على الأوضاع في شمال سيناء , إلا أن الهجمات الأخيرة على نقاط التفتيش الأمنية بواسطة عناصر تابعة لتنظيمات موالية للدولة الإسلامية في العراق و الشام " داعش ", قد كشفت عن استراتيجية جديدة لجماعات سيناء في تنفيذ الهجمات على طريقة التنظيم الأم في الانبار و غيرها من المدن العراقية و السورية .

ولكن ما ينقل المخاوف إلى مستوى اعلي, ليست الاستراتيجية الموحدة فحسب, و لكن الأخطر هو انتقال طموح هذه الجماعات إلى السيطرة على العريش و دخول قطاع غزة, و بالقطع هنا يصبح القضاء على داعش و تنظيماتها في سيناء هو هدف مشترك بين القاهرة و تل أبيب وهو ما سيتيح مرونة حدودية للقوات الفاعلة على الشريط الحدوي لمواجهة هجمات هذه التنظيمات دون أن تعتبر أيا من الدولتين أن في ذلك خرقاً لسيادتها على الأراضي الحدودية.

وتابعت الصحفية: وهو ما يضع سكان غزة في مأزق حقيقي, خاصة بعد تهديدات " داعش " بتوجيه ضربات ضد السلطة في غزة و فرض نظام ديني في القطاع, على غرار بعض المدن العراقية و السورية, ولعل أهم ما يدعم هذا التهديد, هي تلك العلاقات الوطيدة التي تجمع بين بعض أعضاء الجناح العسكري في حماس مع الجماعات الإرهابية الفاعلة في سيناء و التي بدورها تقاتل تحت علم داعش !!، وهو ما جعل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو التصريح بأن حماس و داعش وجهان لعملة واحدة، ووصف حماس بأنها لا تختلف في جوهرها عن الدولة الإسلامية.

وقالت الصحيفة: وهنا يكمن الخطر، فعلى رئيس الوزراء ممارسة ضبط النفس و عدم النفخ في النار و استغلال الأزمة لتصعيد الخلاف مع حركة حماس، ففي النهاية من سيدفع الثمن هم سكان غزة, فعلى الرغم من تأكيدات التعاون بين حماس و داعش , إلا انه ينبغي تجاهل هذا الأمر بشكل رسمي و العمل على إضعاف قوة داعش أولا دون احتكاك مع حركة حماس بشكل مباشر, خاصة و أن الإجراءات التي ستتخذها القاهرة حول المعابر ستضيق الخناق على القطاع مما سيجعل الأمور ملتهبة, لذا فمن الأفضل السعي إلى تفريغ الغضب في غزة وتحسين سبل المعيشة خوفا من الانفجار .