ما معنى قوله تعالى: (الأعراب أشد كفرا ونفاقا وأجدر ألا يعلموا حدود ما أنزل الله على رسوله والله عليك حكيم). ٭ نزلت هذه الآية الكريمة في شأن أعراب أسد وغطفان وأعراب حول المدينةالمنورة أخبر الله تعالى ان كفرهم ونفاقهم أشد من كفر أهل المدينة لأنهم أقسى قلبا وأجفى قولا وأغلظ طبعا وأبعد عن سماع التنزيل. وفي السورة نفسها يقول تعالى (ومن الأعراب من يؤمن بالله واليوم الآخر ويتخذ ما ينفق قربات عند الله وصلوات الرسول ألا إنها قربة لهم وسيدخلهم الله في رحمته إن الله غفور رحيم). وصف الله تعالى في هذه الآية من أسلم من الأعراب بهذه الصفات الحسنة إذا تغلغل في قلوبهم الإيمان فيقربهم الله من رحمته وغفرانه. ذبائح أهل الكتاب مجموعة من الطلبة المسلمين الذين يدرسون في الولاياتالمتحدة الأميركية يقولون في رسالتهم: سمعنا من يقول إن أكل اللحم والدجاج في مطاعم أميركا فيه شبهة فما رأيك خاصة ونحن في بلد أهل الكتاب؟ ٭ الأصل في ذبائح أهل الكتاب من يهود ونصارى أنها حلال لعموم قوله تعالى: (وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم)، إلا إذا ثبت للمسلم أنها ذبحت مخالفة للطريقة الشرعية وذلك بأن يعلم المسلم أن الحيوان قد خنق خنقا ولم يذبح ذبحا مثل ان يشتري دجاجة كاملة ويرى أن رأسها معلق بها وأنها لم تذبح وإنما خنقت أو خرقت، أو أن يعلم أن الذابح قد ذكر اسم غير الله على ذبيحته. وليس على المسلم تكليف بالبحث عما غاب عنه، فلا يجب عليه أن يسأل عن طريقة الذبح وهل ذكر الذابح اسم الله عليها أو لم يذكر، ودليل ذلك ما رواه الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه بإسناده عن عائشة رضي الله عنها: أن قوما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم «ان قوما يأتوننا بلحم لا ندري اذكر اسم الله عليه أم لا؟ فقال: سموا عليه أنتم وكلوه قالت عائشة: وكانوا حديثي عهد بالكفر». ولكن المسلم لو علم علم اليقين حدوث الخنق وذكر غير اسم الله عليها يجب عليه الامتناع عن أكل هذه الذبائح. فيجوز لكم يا أبنائي الطلاب في أميركا أو غير أميركا من بلاد أهل الكتاب أكل اللحوم والدجاج ما لم تعلموا علم اليقين بالشرطين السابقين. وجوب المداومة على قراءة القرآن الأخ س.ع يقول في سؤاله: إنه مشغول كثيرا ما بين العمل والاصحاب لكنه يشعر بالذنب لأنه لا يقرأ القرآن، إلا أثناء الصلاة فقط هل عليه حرج؟ ٭ ينبغي على المسلم أن يداوم على تلاوة القرآن واستذكاره وان يخصص له وقتا لقراءته خلاف الصلاة.. فالقرآن وديعة استودعها الله العبد ان لم يحافظ عليها طولب به.. فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن صلى الله عليه وسلم قال «تعاهدوا هذا القرآن أي جددوا العهد بتلاوته وداوموا على ذلك فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتا من الإبل في عقلها». وعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه». وفي هذا الحديث الأمر بالمداومة على قراءة القرآ وانه يصور يوم القيامة بحيث يراه الناس ويأتنس به المداومون على تلاوته والعمل بما فيه وينتفعون بشفاعته. وما دام القرآن موجودا متداولا بين المسلمين صلحت دنياهم وتدعم دينهم وخير الناس من ساهم في ذلك بتعليم القرآن تلاوة ودراسة وتفهيما وتعلمه بدوام مدارسته والاستفادة منه وتحكيمه في كل شؤون الحياة. فلا يفوتك هذا الخير يا أخي الفاضل ونظم وقتك لتعطي القرآن حقه من القراءة والتعبد به ويمكنك أن تبكر إلى صلاة الجماعة في المسجد قبل إقامة الصلاة وتقرأ شيئا من القرآن خمس مرات في اليوم والليلة. فمن يسر الله له حفظ القرآن وتلاوته فداوم على تلاوته والاستفادة منه في كل ما تيسر له من الوقت وتهيأ له من الفرص فيعتبر في نعمة يغبطه عليها الناس.. فعن ابن عمر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار».