واصلت ميلشيات الحوثيين فى اليمن، تصرفاتها الإستفزازية بتحريك منصات إطلاق الصواريخ والدبابات التابعة لها فى إتجاه الحدود السعودية، صباح اليوم الثلاثاء، ومن جانبه صرح العميد ركن أحمد العسيرى، المستشار بمكتب وزير الدفاع السعودى، إن قوات التحالف قررت إستئناف العمليات القتالية، بعد إنتهاء اليوم الخامس من الهدنة، مؤكدا على أنه تم رصد تلك المنصات، واصفا تمديد الهدنة فى ظل هذه الظروف، بأنه نوع من العبث.
وبالفعل عاودت القوات السعودية العربية قصف معاقل الحوثيين فى صنعاء، فى المقابل ترددت أنباء عن تحريك أسطول إيرانى محمل بالأسلحة فى إتجاه مدينة عدن اليمنية، مقر الرئيس الشرعى عبدربه منصور هادى، والتى تتمسك قوات التحالف بحمايتها، وتدعم اللجان الشعبية بهدف عدم إسقاط عدن فى إيدى الحوثيين، والموالين لعلى عبدالله صالح.
فى البداية قال اللواء دكتور زكريا حسين، مدير أكاديمية ناصر للعلوم العسكرية سابقا، إنه ليس هناك أى جديد فى سير العمليات، لأنه تم حشد قوات الحرس الوطنى السعودى، منذ حوالى 3 أسابيع لتأمين وحماية الحدود السعودية، واصفا ما يحدث بأنه تطور طبيعى لسير عمليات القتال.
وشدد حسين على أن الحوثيين لا يجرؤون على التقدم فى إتجاه حدود السعودية؛ لأن ما لديهم من قدرات قتالية تم تفكيكها وتدميرها بفعل ضربات "عاصفة الحزم"، التى قصفت معاقلهم ودمرت مخازن السلاح والذخيرة لديهم، مشيرا إلى أن الإمدادات الإيرانية لا تصل إليهم بفعل الحصار الجوى والبحرى والبرى، حيث تحاصرهم القوات الدولية بموجب قرار مجلس الأمن بحظر تسليحهم، كما تحاصرهم القوات السعودية برا وبحرا وجوا، فمن أين يصلهم المدد الإيرانى.
وتوقع مدير أكاديمية ناصر سابقا، أن نهاية ميلشيات الحوثى قد أوشكت؛ لأن ما لديها من إمكانيات قتالية قد تم تفكيكها وتدميرها بنجاح "عاصفة الحزم"، مشيرا إلى أن قطع خط الإمدادات عنهم فى حد ذاته هو الفيصل فى إنهاء دورهم .
وعلى الصعيد السياسى قال السفير جمال بيومى مساعد وزير الخارجية الأسبق، ورئيس إتحاد المستثمرين العرب، لم يعرف التاريخ أن ميلشيات هزمت دولة، ولكن الثابت تاريخيا أن تلك الميلشيات المسلحة يمكن أن تثير بعض القلاقل، لكن ليس لها مستقبل.
مشيرا إلى أن أمريكا لم تكن لترغب فى إنهاء الصراع المسلح، لأن لها تاريخ أسود من تأجيج الصراعات، بهدف بيع وتسويق وترويج ما تنتجه من أسلحة، لافتا إلى أنه إبان الحرب بين العراقوإيران كانت الولاياتالمتحدة تبيع السلاح للطرفين.
وشدد بيومى على أن السعودية ودول الخليج، إستمعت إلى ما قاله جون كيرى مطالبا بالهدنة، وإستمعت إلى أوباما فى "كامب ديفيد"، ووافقت على الهدنة؛ لإظهار حسن النوايا، ولكن القوات السعودية حذرت من خرق الحوثيين للهدنة، وهو ما حدث بالفعل، متوقعا أن القوات السعودية ستضرب الميلشيات الحوثية" على دماغهم"، لينتهى الأمر.
وأضاف مساعد وزير الخارجية الأسبق، يجب تكثيف المفاوضات؛ لإقناع الجانب الأمريكى بمد السعودية بمزيد من المعلومات بالأقمار الصناعية عن مواقع الحوثيين؛ لأن الجيوش تسعى دائما لتفادى التدخل البرى والإقتتال المباشر؛ خاصة فى البيئة اليمينة الجبلية.
مشيرا إلى أن السعودية حصلت على طائرة "الإيروواكس" الأمريكية، وهى طائرة إستطلاع عملاقة، يمكن إستخدامها حال إصرار الجانب الأمريكى على موقفه الرافض، لمد التحالف العربى بمعلومات الأقمار الصناعية عن مواقع التركز الحوثى.
وتوقع الخبير الدبلوماسى أن أمريكا لن تنحاز إلى العرب ولا إلى إيران، لأنه من مصلحتها إستمرار الصراع، لتبيع السلاح لكل الأطراف، مشيرا إلى مقولة الرئيس الأمريكى الراحل "أيزينهاور"، فى خطابه الأخير، حين حذر من تغول مصالح صناع السلاح، وتأثيرها على القرار السياسى، واصفا كلامه بأنه ليس من فراغ، لكونه فى الأساس جنرال عسكرى.