قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية اليوم السبت إن التوصل إلى اتفاقية نووية يمكن التحقق منها من شأنها الحد من قدرات إيران، تعد بمثابة أفضل فرصة لمنع إيران من صنع سلاح نووي، مؤكدة أن الحل لا يكمن بالتأكيد في تهديدات المملكة العربية السعودية ودول عربية أخرى ببناء قدراتها النووية، مما يمكن أن يسفر عن سباق جديد للتسلح ويشعل المنطقة على نحو أكبر. وقالت الصحيفة -في سياق مقال افتتاحي أوردته على موقعها الإلكتروني اليوم السبت- إن السعودية غاضبة من الاتفاق النووي الناشئ بين إيران والقوى الكبرى والذي يهدد بتطوير قدرات طهران النووية، لافتة إلى أن هذا يعد مؤشرا إضافيا على تفاقم خلافات عميقة بين الولاياتالمتحدة ودول الخليج العربية بشأن الصفقة، التي تهدف إيران والقوى الكبرى لاتمامها بحلول 30 يونيو المقبل. وأضافت أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان يأمل في رأب هذه الفجوة مع إظهار الوحدة الأمريكية العربية في اجتماع القمة الأسبوع الماضي في كامب ديفيد، بيد أن هذا الاجتماع لم يحقق الهدف المرجو منه مما يعد نتيجة مؤسفة للجانبين. ولفتت "نيويورك تايمز" إلى أنه كعادة اجتماعات القمة، تم اختتام اجتماع كامب ديفيد بالإدلاء ببيان مشترك متفائل، يؤكد على "شراكة قوية" بين الولاياتالمتحدة ودول الخليج ذات الغالبية السنية التي تعتبر إيران الشيعية، خصمها الرئيسي، غير أن البيان المشترك، مع ذلك، لا يمكن أن يخفي خلافات حادة ومستمرة بشأن صفقة تهدف إلى كبح جماح برنامج إيران النووي في مقابل رفع العقوبات الدولية. وأكد مسؤولون أمريكيون لقادة الخليج أن "الهدف هو منع إيران من القدرة على الحصول على سلاح نووي"، غير أن عادل الجبير، وزير خارجية المملكة العربية السعودية، حذر أنه من السابق لأوانه إصدار حكم مسبق حول ما نقبله، وما لا نقبله"، وفقا لما أوردته الصحيفة. وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن أكبر دليل صريح على عدم استقرار العلاقات بين الولاياتالمتحدة وحلفائها العرب منذ أمد بعيد، هو صدور إشارات منذرة بالسوء لتفاقم التوتر؛ الا وهي تهديد من جانب السعودية – وبدرجة أقل، الدول العربية الأخرى – بامتلاك نفس القدرة على تخصيب اليورانيوم التي سيسمح بها لإيران بموجب الاتفاق. وقالت إن العرب السنة لديهم سببان رئيسيان يدعوان للقلق؛ أولهما: أن الاتفاق النووي مع إيران سيترك أمامها قدرة محدودة لانتاج وقود نووي لاستخدامه في إنتاج الطاقة والأغراض الطبية، بدلا من وضع حد له على الفور، وثانيهما أن إعادة إدخال إيران إلى المجتمع الدولي بعد عقود من العزلة يعني أن ولاءات واشنطن ستكون من الآن فصاعدا مقسمة بالتساوي وأنه لم يعد من الممكن الاعتماد على أمريكا للدفاع عنهم. غير أن أوباما حاول معالجة هذا في البيان المشترك، الذي أعلن فيه أن "سياسة الولاياتالمتحدة تتمثل في استخدام جميع عناصر القوة لتأمين مصالحنا الأساسية في منطقة الخليج، ولا شك في ردع ومواجهة العدوان الخارجي ضد حلفائنا وشركائنا، كما فعلنا في حرب الخليج"، ولكنه وبدافع من الحكمة لم يصل إلى حد تقديم اتفاق رسمي على غرار معاهدة حلف شمال الأطلسي التي يريدها بعض القادة العرب والتي من الممكن أن تجر الولاياتالمتحدة إلى صراعات الشرق الأوسط، حسبما أفادت الصحيفة الأمريكية. ومضت "نيويورك تايمز" تقول انه مما لا شك فيه أن المشهد الإقليمي والسياسي والدبلوماسي، يتحول ، مشيرة إلى أن المسؤولين الأمريكيين والإيرانيين البارزين، الذين تقطع بينهم الاتصال بعد الثورة الإسلامية عام 1979، يجرون حاليا مفاوضات عادية، وتستعد الشركات الدولية للاستفادة من إمكانات إيران للاستثمار بمجرد رفع العقوبات، عن طريق ضخ مليارات الدولارات في الاقتصاد الإيراني المدمر. ولفتت الصحيفة إلى أن هناك خوفا أكثر عقلانية هو أنه عندما يتم رفع العقوبات عن إيران، التي تسبب بدورها الاضطرابات في لبنان والعراق واليمن وأماكن أخرى في الشرق الأوسط، ستتوافر لديها المزيد من الموارد اللازمة لتوسيع نفوذها في المنطقة.