يبدو أن سلسلة الثورات التي تندلع ضد الأنظمة بدأت تطال الأحزاب القديمة الأكثر تجذراً، إذ يتضح أول هذه المعالم في فرنسا حيث جرى "إسقاط" مؤسس الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة في فرنسا، جان ماري لوبان، ورداً على هذه الخطوة التي شكلت صفعة لمؤسس الحزب، أعلن "المخلوع" لوبان أمس الاثنين عن نيته بتأسيس حزبه الخاص، بعد أن علقت عضويته من الحزب بسبب تصريحاته المثيرة للجدل، لا سيما تلك التي تهزأ من المحرقة اليهودية. الرجل البالغ من العمر (86 عاماً) أكد أنه ليس لديه خطط لإطلاق بديل أو منافس لحزب اليمين، والذي استلمت رئاسته ابنته مارين لوبان منذ عام 2011. وقال لوبان في مقابلة مع "راديو كورتواز": "أنا لا أريد أن أؤسس حزباً بديلاً. سوف أشكل تجمعاً لا ينافس الجبهة الوطنية". "لا قيمة له" بدورها، أكملت الجبهة تسديد الصفعات للأب لوبان، فعلقت على خبر نيته تأسيس حزب جديد واصفة إياه "بالخبر غير الجدير بالتعليق" وبأنه "لا يحمل أهمية او قيمة خبرية". تصريحات مثيرة للجدل وبدأت أزمة لوبان مع الجبهة الوطنية عندما صرح "يمكن التخلص من المهاجرين في فرنسا في خلال ثلاثة أشهر باستخدام فيروس الإيبولا. ولم تنته الأزمة عند هذا الحد، إذ قال لوبان الشهر الماضي عن أحداث المحرقة اليهودية "لم تكن سوى تفصيل صغير في التاريخ"، مما سبب إحراجاً كبيراً للحزب ولرئيسته مارين لوبان. "خطأ سياسي" ووصفت زعيمة حزب الجبهة الوطنية المتطرفة التصريحات الأخيرة لوالدها ب "الخطأ السياسي" فيما أعلن الحزب تعليق عضوية مؤسسه جان ماري لوبان في ختام اجتماع للمكتب التنفيذي. يشار إلى أنّ الجبهة ستعقد "جمعية عامة استثنائية" خلال ثلاثة أشهر"لتعديل النظام الداخلي للحزب وإلغاء منصب "الرئيس الفخري" الذي يتولاه جان ماري لوبان، وذلك في محاولة منه لإبعاد الحزب عن ماضيه العنصري والمعادي للسامية.