بحضور عدد كبير من الأدباء، والمفكرين، والمهتمين بالحركة الثقافية والفنية والشعرية فى السودان، قام الاتحاد العام للأدباء والكتاب السودانيين مساء أمس الأربعاء، بالتعاون مع المكتب الإعلامى للسفارة المصرية بالخرطوم، بإقامة حفل تأبين للشاعر والأديب الراحل عبد الرحمن الأبنودى. الحفل شهد تقديم عدة فقرات وأبيات شعرية للأبنودى ألقاها عدد من الأدباء والشعراء الشباب بالسودان المحبين لأعماله الشعرية والأدبية، المعبرة عن البيئة الحقيقية للمجتمع الجنوبى بمصر والسودان بتراثه الحضارى وأصالته النادرة، وأجمع المشاركون فى حفل التأبين على أن الأبنودى كان محبا للسودان وأهله، وكان دائما يقول: "أن الجنسية الوحيدة التى يتمناها بعد جنسيته المصرية هى السودانية".
عبد الرحمن عبد الفتاح ناصف المستشار الإعلامى للسفارة المصرية بالخرطوم، قال خلال الحفل أن الأبنودى لم يكن شاعرا، أو أديبا عاديا، ولكنه كان يمثل حالة وطن، وحالة أمة، بكل ما مرت به من كبوات وانتصارات خلال الحقبة الماضية، لافتا إلى قدرته الفطرية على التعبير الشعرى والأدبى الصادق عما يمر به وطنه وأمته العربية، فكان يصل دائما إلى قلوب محبيه لتجسيده الصادق للحالة التى يمرون بها.
وأضاف المستشار ناصف، أن هذه الرموز والنماذج الأدبية والشعرية تزامن رحيلها سويا عن دنيانا، حيث رحل الأبنودى، ومعه فى نفس الوقت الشاعر السوداني الكبير محمد الفيتوري، الذى وافته المنية بالمغرب، مشيرا إلى أنه على الرغم من حالة الرثاء والحزن لفقد هذه الرموز الشعرية، إلا أنها تؤكد حيوية هذه الأمة، وقدرتها على تقديم المواهب الفذة والنادرة .
بدوره، عدد الأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب السودانيين فريد مكاوى، الأعمال الشعرية والأدبية للراحل الكبير عبد الرحمن الأبنودى، والتي تعتبر تاريخا وتراثا يحفز الشعراء والأدباء الشبان على الاستمرار فى استلهام تلك الإبداعات، والسير على خطى تلك الرموز التى لم تنفصل عن وطنها وأمتها العربية والإسلامية، فى ظل التحديات الراهنة التى تمر بها، وتحاول النيل من تراثها ورموزها الخالدة.
حضر حفل التأبين، ولمسة الوفاء السودانية للراحل الأبنودي، رئيس المجلس القومى للثقافة والفنون بالسودان عاطف عثمان، والمستشار أحمد عبد الهادى بالسفارة المصرية بالخرطوم، وممثل المسرحيين عبد اللطيف الرشيد، ورئيس اتحاد التراث السودانى محمد نور، وأمينة رابطة الأدبيات السودانيات الدكتورة هيفاء عبد الستار، بالإضافة إلى لفيف من الشعراء، والأدباء، والكتاب السودانيين.