مسعود وحسنى يجذبان أكثر من 30 مليون متابع بدروس التنمية البشرية ■ عمرو خالد يتطهر من السياسة.. ويقدم نفسه على أنه مصلح اجتماعى يبدو أن مواقع التواصل الاجتماعى مثل الفيس بوك وتويتر، أصبحت القبلة الرسمية للمشايخ والدعاة، خاصة أن عددا كبيرا منهم استغل هذه المواقع فى الإعلان عن نفسه، والترويج لآرائه فى كثير من المسائل الفقهية. هؤلاء الدعاة أطلقوا صفحات خاصة بهم يصل متابعوها إلى الملايين، وبعضهم كان دافعهم فى إطلاق هذه الصفحات بعدما قلت أسهمه فى وسائل الإعلام، فوجد فى هذه المواقع وسيلة إعلامية بديلة يحافظ من خلالها على بقائه ضمن صفوف الدعاة. من بين هؤلاء الدعاة الذين اتجهوا لاستخدام مثل هذه المواقع لتقديم أنفسهم، معز مسعود الذى يتجاوز عدد المتابعين لصفحاته ما يقرب من 18 مليون شخص، يتابعون كل ما ينشر فيها لحظة بلحظة، سواء من آرائه وتفسيراته لبعض المسائل الدينية، أو متابعة أخباره الشخصية. مسعود يجيد اللغة الإنجليزية كتابة وقراءة، وهو الأمر الذى ساعده على جذب جمهور المصريين المقيمين فى الخارج على متابعة صفحاته، خاصة أنك تجده يتفاعل معهم فى أحيان كثيرة بالتعليق على أسئلتهم باللغة الإنجليزية. أما الداعية الثانى فهو مصطفى حسنى الذى يصل عدد المتابعين لصفحته على الفيس بوك إلى 16 مليونا، يتفاعل معهم بشكل مستمر عبر الرد على جميع تساؤلاتهم، فضلاً عن نشره للفيديوهات الخاصة ببرامجه الدينية فى القنوات التليفزيونية، لكن المتابع لصفحته سيلحظ أن حسنى أقرب إلى مدرب تنمية بشرية منه داعية إسلامى، خاصة أن غالبية دروسه تتلخص فى كيفية الاستقامة البشرية ومعالجة النفس وتحقيق النجاح والبعد عن الاكتئاب. وينافسهم الدكتور عمرو خالد الذى وصل عدد المتابعين له إلى ما يقرب من 16 مليون شخص، خاصة بعدما تطهر من ثوب السياسة الذى لبسه فى السنوات الأخيرة منذ ثورة يناير حتى 30 يونيه. كان الداعية عمرو خالد قد أقحم نفسه فى أمور السياسة منذ وصول الإخوان إلى الحكم، ولكنه تطهر منهم فى أحداث رابعة، واختفى وعاد مرة أخرى بثوب الداعية الدينى الذى ينبذ العنف، ولا يقحم نفسه فى السياسة، مؤلفاً رواية شبابية جديدة بعنوان «شاب رافى بركات»، مليئة بالقيم والمغامرات. كذلك من بين هؤلاء الدعاة الذين اتجهوا مؤخراً إلى مواقع التواصل الاجتماعى، أسامة الأزهرى، واحد من علماء الأزهر الذى ذاع صيته فى الفترة الأخيرة، خاصة أنه يمتلك من اللباقة والكاريزما ما رشحه على مقارعة الكبار فى المؤسسة الأزهرية، خاصة أنه يحمل على عاتقه تكليفات من مؤسسة الرئاسة بتقديم تصور كامل عن تجديد الخطاب الدينى. الأزهرى يتابعه ما يقرب من 10 ملايين شخص على الفيس بوك، ويقدم خطابا دينيا وسطيا، فضلاً عن أن الإعلام قدمه فى الفترة الأخيرة على أنه أحد حاملى لواء الإسلام الوسطى، وحامل مشعل الأزهر فى المستقبل، ولعل المناظرة الأخيرة التى جمعته بالجفرى وبحيرى رفعت كثيرا من أسهم الأزهرى فى أوساط الناس. بالانتقال الى الحبيب على الجفرى، فيتابعه عبر هذه المواقع ما يقرب من 7 ملايين شخص، ويتمتع أيضاً بكاريزما قوية مع وجهه البشوش وابتساماته التى لا تنتهى نهائيا ناهيك عن صوته الرزين والهادئ، وقدم فى الفترة الأخيرة على أنه مشعل التنوير، وله كثير من المؤلفات والدروس والكتب التى تحمل نفس الفكر ويتمتع الرجل بشعبية كبيرة، خاصة أنه ملتزم فى تعليم الناس المنهج الدينى ويبتعد نهائيا عن السياسة، وهو وجه إعلامى أكثر منه داعية. بالانتقال من الجفرى لإسلام بحيرى الشخص الذى أثار حوله جدلا كثيرا وكان حديث الساعة فى الأسابيع الأخيرة بعد تصريحاته عن إلغاء المذاهب الأربعة، زاعماً أن بها زيغا كبيرا ولا بد من إعادة تصحيح تلك المذاهب، ما دفع البعض لمهاجمته متهمين إياه بأنه باحث عن شهرة على حساب الدين الإسلامى الحنيف. البحيرى استثمر هذه الأزمة فى الترويج لنفسه، وبدأ ينشر العديد من آرائه المثيرة للجدل عبر صفحته على الفيس بوك، متجاهلاً جميع الانتقادات التى قدمت إليه، مستمراً فى عرضها، وهو الأمر الذى ساعده فى جذب المزيد من المتابعين لصفحته، ووصل عددهم ما يقرب من 10 ملايين خلال فترة قصيرة، ليس بالضرورة أنهم مؤيدون لآرائه، ولكن بعضهم أراد الدخول إليها للتعرف على تلك الأفكار التى أثارت زوبعة كبيرة خلال الفترة الأخيرة. إذا كان غالبية الدعاة السالف ذكرهم، قد استغلوا الفيس بوك فى الإعلان عن أنفسهم، والترويج لآرائهم، إلا أن هناك قطاعاً آخر من المشايخ والدعاة آثر الاقتراب من هذه المواقع خلال الفترة الأخيرة، بعدما اختفى من على شاشات الفضائيات، ومن بينهم الشيخ السلفى محمد حسان، الذى أطلق مؤيدوه صفحات له على الفيس بوك، يعرض فيها تفسيره للأمور الفقهية والدينية، وربما قد وجد حسان فى هذه المواقع بديلاً بعد الهجمة الشرسة عليه قبيل ثورة 30 يونيه التى أقحم خلالها نفسه فى السياسة، ما جعل البعض يهاجمه، وينتقده، فابتعد عن الساحة السياسية. على نفس الخطى يسير طبيب الأطفال الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، الذى أطلق اتباعه وأنصاره العديد من الصفحات المتضمنة لفتاويه وبياناته التى يصدرها، ودائماً ما يحرص برهامى على تحليل ردود أفعال مشايخ الدعوة السلفية الذين يتفاعلون مع بوستاته. المثير، أن الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، يتفاعل مع متابعيه عبر صفحته على الفيس بوك، الذى وصل عدد متابعيها إلى ما يقرب من مليون ونصف المليون شخص، يتفاعل بعضهم معه فى كثير من الأمور الفقهية والدينية، بالإضافة إلى أن جمعة ينشر جميع لقاءاته وبرامجه التليفزيونية عبرها، إلا أن أحد المقربين له قال إن جمعة دائماً ما يحرص على تقديم التهانى فى المناسبات، وهو ما يجذب الملايين إلى صفحته، والتى كانت آخرها تهنئة شهر رجب.