"فقدنا صاحب مدرسة الكتابة العامية"، "راح أستاذ العامية"، "أبريل أخذ من حببنا فى الطين"، "فقدنا صوت البسطاء وعمال التراحيل".. بهذه الكلمات البسيطة نعى مثقفو وأدباء محافظة بني سويف الراحل عبد الرحمن الأبنودى. فى البداية قال الأديب خالد الصاوى، أن الحركة الثقافية فى مصر فقدت اليوم أحد أهم رموزها، فهو كان صاحب مدرسة الكتابة بالعامية المصرية، ولكان له بصمات عن الثورية المصرية وعن أحلام وآلام البسطاء، كان شاعرا ينسج الصور المجازية في العامية وفي شعر الأغنية نسجا جديدا متضافرا مع الواقع المصري فكان عينه ترى عمق الواقع الذي يعيشه الناس، وطالب الصاوى، من الأمانة العامة لأدباء مصر، أن تطلق أسم الأبنودى على دورتها الثلاثين. وأضاف الشاعر نور سليمان، مدير بيت ثقافة إهناسيا، أن رحيل الأبنودى صدمة كبيرة للوسط الثقافى والادبى فى مصر بل فى العالم كله فقد كان الأبنودى مثالا حيا على لامركزية الثقافة والشهرة، وتذكر أنه عندما جاء الأبنودى إلى بنى سويف فى نهاية الثمانينات كنت أحد الشباب الصغير الذى يكتب الشعر وكنت وقتها أكتب بالعامية فالقيت عليه قصيدة فى أمسية شعرية أقيمت بقصر الثقافة فنادى على ليحتضننى ويربت على كتفى ويقول لى: "ستصبح شاعرا كبيرا ذات يوم.. انت خليفتى فى العامية" ولم افارق يده حتى نهاية اليوم واضعا يده على كتفى وهو يسير داخل قصر الثقافة، لكن شاء القدر ان أنقطع عن كتابة الشعر العامى وأجعله فقط لكتابة الأغنية والشعر المسرحى واكتب الفصحى لكن علاقتي بالأبنودى لم تتوقف. وقال الشاعر صابر عويس القضابى: يأبى شهر أبريل أن يودعنا دون أن يترك فينا لمسات الحزن فكما رحل صلاح جاهين وسيد مكاوى فى هذا التاريخ يرحل عن عالمنا من زرع حب اللغة العامية وحب السيرة الهلالية، نعم فأنا من جيل الطفولة الذى تربى على السيرة الهلالية وكيف كان جدتى تجمعنا للجلوس فوق الفرن الدافئ فى ليالى الشتاء وتوقظ النائم فينا لتستعد وتنتبه آذاننا إنتظارا لصوت الأبنودى وجابر أبو حسين فى السيرة الهلالية على المذياع كنت أعشق صوت الأبنودى وكان جدى رحمه الله يردد ويدندن من عم جابر، فاليوم فقدنا البساطه الراقية فى الكلمة وفقدنا علما من أعلام الثقافة وفقدنا رجلا غرس فينا حب الطين والتراب وحب الحياه. وأكد السيناريست مصطفي بدوي، أن "الخال" هو هرم شعر العامية فى مصر ونبض الشارع وصوت الفقراء وعمال التراحيل وفاته اليوم صدمة كبرى وخسارة فادحة للحركة الثقافية فى مصر والوطن العربى وان كان مات جسده لكن روحه وصوته سيظل بيننا فمواقفه الوطنية راسخة فى الذاكرة.