قال الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس جامعة الأزهر الأسبق، عضو هيئة كبار العلماء، إن المولى عز وجل تكفل بحفظ دينه، موضحًا أن الشبهات التي تثار ليست جديدة، مشيرًا إلى أنه سبق أن أثيرت منذ ربع قرن وتم الرد عليها. وأجهش عمر هاشم في البكاء غضبًا من تعرض السنة النبوية للتشكيك، لافتًا أنه رد عليها يومها، معتقدًا أن حملات التشكيك في السنة لن تعود لكن للأسف فإن للإنس شياطين يريدون النيل من السنة ويثيرون حولها الشبهات، وأكد أن الله قيد للسنة علماء نقشوا السنة في صفحات قلوبهم ودونوها في صحفهم. وشدد على أن لسان الرسول وفمه لم يخرج منه إلا الحق، مشيرًا إلى أن رواة الحديث ومحققيه ضربوا أكباد الإبل أيامًا وشهورًا للتحقق من رواية الحديث الواحد. وأشار "هاشم" خلال مشاركته في الندوة الدينية التي نظمتها كلية أصول الدين بالقاهرة تحت عنوان (السنة في مواجهة التحديات) برعاية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور عبد الحى عزب رئيس الجامعة، إلى أن الأمر المطمئن أن التشكيك في السنة لا يثير الخوف لأنه ليس تشكيكًا علميًا بل حملات موجهة، مضيفًا أن السنة محفوظة بحفظ الله. ولفت إلى أن الهجوم على السنة يفيدها في لفت الأنظار إليها وتمسك المسلمين بها خوفًا عليها، وأوضح أنه لا يوجد ثقافة في التاريخ وثقت نفسها بقدر توثيق العلماء لعلم الحديث، مضيفًا أن حياة الرسول تم توثيقها بمن قيدهم الله من الأمناء لجمع أشرف تراث في الدنيا. وأوضح أن الإمام البخارى جاء بإرادة إلهية في العصر الذهبى لتوثيق سنة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، مشددًا على أن منتقديه جهلاء به، وأشار إلى أن البخارى كف بصره وهو صغير ودعت أمه المولى عز وجل أن يعيد بصره ورأت الخليل إبراهيم عليه السلام في المنام يقول لها خففى عنك، فقد استجاب الله دعاءك، فلما رأته وجدت بصره قد عاد إليه. وأوضح عضو هيئة كبار العلماء، أن كتاب صحيح البخاري هو أبرز كتب الحديث النبوي عند المسلمين من أهل السنة والجماعة صنّفه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري واستغرق قي تحريره ستة عشر عامًا. وأشار إلى أنه انتقى أحاديثه من ستمائة ألف حديث جمعها، ويحتل مكانة متقدمة عند أهل السنة لأنه أحد الكتب الستة التي تعتبر من أمهات مصادر الحديث عندهم وهو أول كتاب مصنف في الحديث الصحيح المجرد، كما يعتبر لديهم أصح كتاب بعد القرآن الكريم، ويعتبر أحد كتب الجوامع وهي التي احتوت على جميع أبواب الحديث من العقائد والأحكام والتفسير والتاريخ والزهد والآداب وغيرها. ولفت إلى أنه اشتهر شهرة واسعة في حياة الإمام البخاري فروى أنه سمعه منه أكثر من سبعين ألفًا، وامتدت شهرته إلى الزمن المعاصر، ولاقت قبولًا واهتمامًا فائقين من العلماء، فألفت حوله الكتب الكثيرة من شروح مختصرات وتعليقات ومستدركات ومستخرجات وغيرها مما يتعلّق بعلوم الحديث، حتى نقل بعض المؤرخين أن عدد شروحه لوحدها بلغ أكثر من اثنين وثمانين شرحًا. وأكد الدكتور أحمد معبد عبد الكريم، عضو هيئة كبار علماء الأزهر وأستاذ الحديث، أن المشككين في كتب التراث لم يطالعوها ولو طالعوها لأسكتتهم حتى يوم الدين لإحكامها وإحكام الرواية فيها. وأضاف أن المشككين ليس لديهم غير السباب وليس لديهم فكر حتى يواجهه الأزهر، مؤكدًا أن إسلام بحيرى يوجه سبًا للتراث وليس لديه فكر حتى يواجهه الأزهر بالمناظرة فكرًا بفكر، مشيرًا إلى أن مستوى إسلام أقل من مستوى طالب علم، وأضاف أن التحديات التي تواجه السنة النبوية ليست تحديات بقدر ما هي طعون ليست علمية لصدورها من شخص لا يحسن الدفع بأفكار مقنعة. وأشار معبد إلى أن المشككين في السنة فشلوا في توجيه طعون بل يوجهون سبًا بعيدًا عن الكلام العلمى، لفشل أي شخص في إثبات طعون ضد الأئمة الأربعة لكونهم أعلامًا حملوا أمانة العلم نقلوه من دولة إلى دولة ومن إقليم إلى إقليم، مضيفًا أن الطعون العلمية تكون بمرجعية علمية. وأوضح معبد أن من يتهمون الصحابى الراوى عكرمة بالكذب ليس لديهم دليل، مضيفًا أن من يتهمون عكرمة بالكذب لا يقبلون الرد عليهم وينكرون ردود العلماء، مشيرًا إلى أن كتب عكرمة تؤكد تدقيقه وأنه لا يستطيع أن يأتى بشىء من عنده، مطالبًا المشككين بمطالعة كتب التراث والتي أكد أنها تخرص المشكك حتى يوم الدين. فيما أكد الدكتور عبد الفتاح العوارى، عميد كلية أصول الدين بالقاهرة أن ظاهرة الإسلاموفوبيا تتصاعد في الغرب في الفترة الأخيرة كما تتصاعد الهجمات في الداخل على ثوابت الأمة، وصحابة الرسول صلى الله عليه وسلم. وأضاف أن خصوم الإسلام والدعوة إلى الله يهاجمون بشراسة ثوابت الأمة بشكل بشع، كما أكد أنه رغم الهجمات الشرسة إلا أن شريعة الإسلام صالحة لكل زمان ومكان، مشيرا إلى أن ذلك السر وراء الهجمات بين الحين والآخر. وفى نهاية الندوة قدم عدد من طلاب الأزهر يطلق عليهم فرقة عمران للإنشاد الدينى المدائح الدينية وأنشد أعضاؤها قصيدة نور قمر لمدح الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، كما قرأ الجميع الفاتحة أن يحفظ المولى عز وجل مصر من الأعداء مرددين دعاء خلف الدكتور أحمد عمر هاشم.