عكست زيارة وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس للسعودية أمس دعم الدول الغربية لتطوير العمليات العسكرية في اليمن، في وقت تحشد فيه دول التحالف العربي المشاركة في عملية "عاصفة الحزم" قوات برية على الحدود السعودية اليمنية. وقالت مصادر سعودية نقلا عن العرب اللندنية، إن وزير الخارجية الفرنسي أبلغ المسؤولين السعوديين دعم بلاده لأي عمل تراه الرياض مناسبا لحفظ الاستقرار في اليمن "بما في ذلك التدخل البري". وقال الأمير سعود في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في الرياض "لسنا في حرب مع إيران"، إلا أنه أضاف أن بلاده تنتظر من طهران القيام بما يمكن "لعدم دعم النشاطات الإجرامية للحوثيين ضد النظام الشرعي في اليمن" مشيرا بشكل خاص إلى ضرورة "وقف التزويد بالسلاح".
ولم يستبعد مراقبون أن يكون وزير الخارجية الفرنسي قد استعرض خلال هذه الزيارة ملف تنفيذ صفقة تسليح كبرى بين بلاده والسعودية التي تمت دراستها في شهر يناير الماضي في باريس. وكشفت مصادر مطلعة أن الأسلحة التي ستزود بها فرنسا السعودية مخصصة لقوات الدفاع الجوي والقوات البحرية، وتشمل نظم صواريخ مضادة للطائرات وكذلك رادارات بحرية وجوية، ومعدات وتجهيزات طبية للمستشفيات الميدانية العسكرية. وتتضمن تلك الصفقة التي تُقدّر قيمتها بنحو 3 مليارات دولار، تدريب أفراد القوات المسلحة السعودية على استخدام معدات وصيانة آليات عسكرية وأنظمة صواريخ كانت قد اقتنيت في وقت سابق وتوريد قطع غيار واستكمال تمارين تأهيلية للقوات المسلّحة السعودية.
جاء ذلك في ظل التهديدات الإيرانية التي توجه إلى المملكة العربية السعودية، على خلفية عملية عاصفة الحزم، ضد جماعة الحوثي المدعومة من طهران.
وأبلغ مسؤولون سعوديون رفيعو المستوى فابيوس بأن دولا عربية عدة تشعر بأن طهران تستغل التوصل إلى اتفاق نووي مع القوى الغربية لنقل نفوذها إلى منطقة الجزيرة العربية التي طالما تمتعت فيها السعودية بتأثير كبير.
وقالوا إن الغرب على ما يبدو لم يفهم حدود الطموح الإيراني وتأثير ذلك على المصالح العربية بشكل عام والخليجية بشكل خاص في المنطقة.
ولا يتوانى المسؤولون الإيرانيون عن إطلاق تصريحات يراها الخليجيون استفزازية. وبالأمس، دعا قائد القوات البرية للجيش الإيراني العميد أحمد رضا بوردستان إلى إنهاء عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها المملكة العربية السعودية. ويقول مراقبون إن الحوثيين اليوم يمرون بنفس مراحل التشكل كميليشيا قوية التي كان حزب الله الشيعي اللبناني يمر بها في ثمانينات القرن الماضي.
لكنهم أشاروا إلى أن الرياض لن تسمح لجماعة "أنصار الله" بالسير في نفس الطريق التي أدت في النهاية إلى تبلور حزب الله كقوة "مقاومة" طائفية تسببت في إحداث انقسامات وتشوهات حادة على الساحة السياسية اللبنانية.
فاليمن لا يشترك في أي حدود مع إسرائيل التي تتخذ إيران طوال الوقت منها حجة لدعم الحزب اللبناني، كما أن الرياض تسيطر على أغلب الحدود الجغرافية اليمنية بالإضافة إلى سلطنة عمان، وهو ما سيساعد على منع انتقال الأسلحة إلى الحوثيين على غرار التسليح المتطور الذي حظي به حزب الله في لبنان عن طريق سوريا.