قال إيان بلاك، محرر شئون الشرق الأوسط في "الجارديان" إن العالم العربي شهد زمنا كان سؤال الشخص فيه عن دينه أو طائفته يُعتبر ضربا من الوقاحة. وعاد بالأذهان، في مقال نشرته الصحيفة على موقعها الإلكترونى، إلى العهد المجيد الذي تلى الاستعمار، والذي كان تركيز العالم العربي فيه منصبا على خلق هوية عربية وقومية جامعة. ورأى أن لحظة التحول عن هذا المسار بدأت بعد اشتعال الثورة الإيرانية الشيعية عام 1979، ثم كان الربيع العربي وحلقة الحرب المفرغة في سوريا والتي عمقت الصراع الطائفي. وأكد أن الطائفية لم تطلّ برأسها البغيض على صفحة العالم العربي إلا في العهد القريب، وأن أدعياء متطرفين أسهموا بجدية في تمكين هذه الإطلالة، كما يسرت وسائل التواصل الاجتماعي في نشر رسائلهم المتعصبة السامة. وأضاف أن الطائفية إذا كانت تعكس اختلافات دينية وتكرّس للغيرية، فإنها دائما مرتبطة بالصراع على القوة والموارد والأرض، وأن العلاقات بين القوى والأنظمة تتجاوز مسألة الهوية الدينية. وعليه، رأى الكاتب أن الطائفية ليست السبب الرئيسي وراء حالة التمزق التي يعانيها الشرق الأوسط، وقال إن مناصرة إيران للحوثيين في اليمن على سبيل المثال إنما هي مسألة كسْب حلفاء ومشروع نفوذ وهيمنة أكثر منها أي شيء آخر.