زادت فى الأونة الأخيرة أحداث العنف داخل المدارس سواء من المعلمين أوالطلاب، وكانت أبرز الحالات فى الفترة الأخيرة هى محاكمة مدرسة أمرت طالب بصعق زميله ! ، أما الحالة الثانية كانت واقعة إنتحار أحد الطلاب بشنق نفسه بسبب " الغياب "، حيث انتحر تلميذ يبلغ من العمر 17 عاماً، شنقا في قرية تابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، بعد تقليه إنذارا بالغياب من مدرسته. وأكد خبراء النفس والاجتماع أن هذه الظاهرة قد زادت مؤخراً بسبب الإهمال الذى طال المدارس، وإنشغال المعلم بالمطالبة بزيادة راتبه فقط دون الأهتمام بمضمون المنظومة التعلمية، ودون التركيز على " التربية " قبل " التعليم " وشرح مفاهيم الأخلاق قبل الدروس العلمية وقبل محاسبة الطالب على الغياب أو الواجبات.
ومن جانبه قال الدكتور " كمال مغيث " الخبير التربوى أن العنف فى المدارس أسبابه غياب مكانة المدرسة كمؤسسة اجتماعية مختلفة ومرموقة، تدهور العلاقة بين المدرسة ومجالات العمل، تدهور دور المدرسة التعليمى وانتقال التعليم للدرس الخصوصى والسنتر، تدهور مكانة المعلم المادية ترتب عليه تدهور مكانته المعنوية وإحساسه الدائم بالإحباط والقهر.
وأضاف مغيث أن غياب الأنشطة البدنية التى تمتص طاقة التلاميذ، وإرتفاع كثافة الفصول، وكثافة أخبار وصور العنف والدماء عبر الميديا المتاحة، وانتشار العاب "الفيديوجيم" التى تزخر بالعنف والقتل والدماء ، تعد أحد الأسباب الهامة للعنف أيضاً .
وأشار مغيث إلى أن الخروج من هذا المأزق يجب الإعداد له من خلال إعادة الإعتبار لقيمة الفرد وكرامته وإلى منظومة التعليم بجميع مفرداتها، وإجراء مسح شامل لكل وقائع وملابسات وأشكال العنف، وإدخال العلاقة بين المعلم والطلاب ضمن معايير التوجيه الفنى للمعلمين، وإدخال درجات السلوك والنظام لشهادات الطلاب، وعمل ميثاق شرف أخلاقى لكل مدرسة يشترك فيه ممثلى الطلاب والمعلمين والإدارة ومجلس الأمناء .