حالة من التخبط تجتاح الأوسط العربية والمصرية المتابعة للشأن الروسي، بعد الأنباء التي زعمتها صحيفة الديلي ميل، بشأن انقلاب عسكري ضد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ووضعه رهن الاعتقال، وذلك من قِبل قادة غير معلومين في أجهزة الأمن الروسية.
وبحسب ما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، زعم رئيس اللجنة الإسلامية الوطنية الموالية للكرملين، جيدار دزهمال، أن رئيس جهاز الأمن FSB السابق نيكولاي باتروشيف هو العقل المدبر لهذه "المؤامرة".
جاء ذلك على خلفية عدم ظهور بوتين خلال أيّة اجتماعات أو لقاءات عامة منذ 9 أيام، وأدى ظهور قافلة من الشاحنات الضخمة أمام الكرملين إلى انتشار شائعات بوقوع انقلاب مفاجئ ووضعه رهن الاعتقال.
ونيكولاي باتروشيف من مواليد خمسينيات القرن الماضي، ولد باتروشيف في لينينجراد، وتخرج في معهد لينينجراد لبناء السفن في عام 1974، حيث كان يعمل مهندسا في وزارته، وانضم إلى المخابرات الروسية في عام 1975.
وفي عام 1994 تم تعيينه رئيسا لمديرية الأمن الداخلي، وفي 30 يونيو عام 1995 حصل باتروشيف على منصب نائب رئيس دائرة التنظيم والتفتيش الFSB، وفي 1998 كان هو رئيس مديرية الرقابة في هيئة الأركان الرئاسي ليصل إلى رتبة نائب رئيس هيئة الأركان الرئاسي.
وفي أكتوبر 1998 تم تعيينه نائبا لمدير جهاز الأمن الفيدرالى ورئيس مديرية الأمن الاقتصادي، وفي أبريل 1999 أصبح نائب وكيل أول المخابرات الروسية، وعُين مدير المخابرات الروسية من عام 1999 إلى عام 2008، وأمين مجلس الأمن في روسيا منذ عام 2008.
وكان قد التقي الرئيس عبد الفتاح السيسى، يوم 1 مارس، نيكولاى باتروشيف، أمين مجلس الأمن القومى بروسيا الاتحادية، وذلك بحضور سامح شكرى، وزير الخارجية، والسفيرة فايزة أبو النجا، مستشارة الرئيس لشئون الأمن القومى، وإيفيجينى لوكيانوف، نائب أمين مجلس الأمن القومى الروسى، وميخائيل بوجدانوف، نائب وزير الخارجية الروسى، وسفير روسيا الاتحادية بالقاهرة.
حيث أعرب "باتروشيف" عن سعادته ببدء التعاون بين مجلسى الأمن القومى فى البلدين، منوهاً إلى أن هذا التعاون سيساهم فى تعزيز العلاقات بين البلدين فى شتى المجالات ذات الصلة، ونوَّه أمين مجلس الأمن القومى الروسى إلى التحديات الدولية التى باتت تهدد السلم والاستقرار على مستوى العالم، وفى مقدمتها الإرهاب وانتشار الجماعات الإرهابية والمتطرفة، مؤكداً أن هذه التحديات تستوجب تعزيز التعاون بين البلدين.
وتم خلال اللقاء استعراض تطورات الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، حيث شدد الرئيس وفقًا لبيان رئاسي، على ضرورة العمل على إعادة الأمن والاستقرار إلى دول المنطقة التى تعانى من ويلات الإرهاب، منوهاً إلى أن ترك الأوضاع على ما هى عليه سيؤدى إلى تفاقم ظاهرة التطرف والإرهاب، كذلك يجب التعامل مع الأسباب الرئيسية التى تؤدى إلى تفشى تلك الظاهرة، وعلى رأسها الفقر والجهل، من خلال تعزيز التعاون بين الشركاء الاقتصاديين وتكاتف جهود المجتمع الدولى لتعزيز القدرات الاقتصادية، ليس فقط عبر المنح والمساعدات التى ما زالت ضرورية لبعض الدول ولكن أيضاً عبر بناء القدرات ونقل التكنولوجيا وإقامة الاستثمارات.
ورغم ما تردد إلا أن التلفزيون الرسمي الروسي، أكد أنه لا صحة لما تردد عن انقلاب الكرملين على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرًا إلى أن بوتين شاهد عرض ضم "القرم"مساء أمس.
وأضاف التلفزيون وفقًا لتقرير التليجراف أن بوتين أصيب ب"نزلة برد" شديدة، ويتلقى العلاج في إحدى المنتجعات الريفية بالبلاد، مضيفا أن الرئيس الروسي يتلقى علاجه بشكل طبيعي.
كما أعلن وزير الدفاع الروسي، سيرجي شويجو أن الرئيس فلاديمير بوتين أصدر مرسوما بوضع أسطول الشمال وعدد من تشكيلات الدائرة العسكرية الغربية وقوات الإنزال في حالة الاستعداد القتالي التام اعتبارا من الساعة الثامنة من صباح اليوم الاثنين .
ونقلت وكالة أنباء " سبوتنيك " الروسية عن شويجو قوله :"إنه يشارك شخصيا في عملية تفقد هذه القوات ، موضحا أن التهديدات الجديدة لأمن روسيا تتطلب تعزيز القدرات القتالية للقوات المسلحة الروسية.
وأضاف شويجو: "التحديات الجديدة وتهديدات الأمن العسكري تتطلب مواصلة تعزيز القدرات القتالية مع التركيز على التجمع العسكري المتشكل حديثا في الشمال"، مشيرا إلى أن الهدف الرئيسي من هذا التفقد هو تقييم قدرات الوحدات العسكرية لأسطول الشمال وتنفيذ مهمات توفير الأمن العسكري لروسيا في منطقة القطب الشمالي، وسيستمر تفقد الاستعداد القتالي من 16 حتى 21 مارس الجاري .