■ الظاهرة الأدبية كالفيروس.. والحل فى عودة حركة النقد الأدبى ■ ثورة الشباب تم سحقها.. وأى عمل عنها «ركوب للموجة» روايته الجديدة لاقت ترحيباً فى معرض الكتاب الحالى، دائماً ما يجيد أعمال الفانتازيا والخيال العلمى وأدب الرعب.. له أسلوبه ومدرسته الأدبية التى دخلها رغم دراسته للطب، لكنه يرى أن من يملك بذرة الأدب ويتعامل مع الطب لابد أن يتحول إلى أديب،.. إنه الروائى الشهير أحمد خالد توفيق. ■ دائماً ما تكتب عن أدب الرعب والفانتازيا والخيال العلمى.. فما سبب ذلك؟ - السبب فى ذلك أن هذا النوع من الأدب «جذاب» ومظلوم فى آن واحد، برغم مكانته الكبرى فى الغرب، فضلاً عن أننى أعشق روايات الرعب من قبل أن أكتب حرفًا فيها، وإذا ما نظرنا لساحة أدب الرعب فى مصر سنجد كتابًا جادين مثل تامر إبراهيم الذى يعشق هذا النمط الأدبى ويهتم به أكثر منى بكثير. ■ «ماذا يعنى اسم روايتك الجديدة» مثل إيكاروس»، وما سبب اختياره؟ - الرواية تتطرق إلى قصة إيكاروس فى الأساطير الإغريقية الذى طار نحو الشمس بجناحين من الشمع فذابا.. والمقصود أنه تحدى بشريته أو اقترب من الحقيقة جداً كالفراشة التى تحترق إذا اقترب منها النار، وتدور أحداث الرواية فى فلك المستقبل عام 2020، وهذه وثبة للأمام من أجل شمولية القصة والمعنى، وتحررت من اللحظة الراهنة حتى لا يقال قصده فلان وفلان. ■ ما تقييمك لكتاب الرواية المصرية؟ ومن هم كُتابك المفضلون؟ - فعلا الكل يكتب.. أرى تجارب نادرة تبهرنى فعلا أو أتمنى لو كتبتها أنا، منها «السراى نامة» لمحمد عبد القهار، ومجموعة قصصية اسمها «حكايات بعد النوم» لأحمد الديب، وهناك أمثلة أخرى سوف أعرضها فى سلسلة مقالات قادمة بعنوان «راق لى» أو «نادى المحاربين الجدد». ■ كيف ترى ظاهرة الروائيين الشباب والكتب الساخرة؟ وهل الثورة المصرية ساعدت على انتشارها؟ - الفكرة سببها كثرة الصحف والمواقع التى تنشر مقالات قصيرة.. ساخرة على الأرجح لهؤلاء الشباب، ثم يقرر الكاتب أن يجمعها فى كتاب بدلاً من أن تضيع.. وأنا نفسى قدمت سلسلة كتب بهذه الطريقة مثل زغاريغ وفقاقيع وضحكات كئيبة ثم توقفت، وإلا وجدت أننى سأقدم عشرين كتابًا بهذه الطريقة، وكانت أكثر شيوعا قبل الثورة، وفى النهاية فأى ظاهرة أدبية كالفيروس.. يستكمل دورة حياته ثم يختفى أو يتطور حسب قوانين الانتخاب الطبيعى.. ■ كيف ترى الإقبال على كتاب «زاب ثروت» الجديد رغم ضعف أدواته؟ - سمعت عنه منذ يومين فقط، لكننى لم أقرأه وبالتالى لا أستطيع التعليق عليه إلا إذا قرأته. ■ كيف ترى الوضع الثقافى ومجتمع القراءة فى مصر ؟ - كل الشباب يقرأ.. لكن الفكرة الأهم هى أن تعود حركة النقد الأدبى ليعرف ما يقرؤه بالضبط بدلاً من تضييع الوقت فى قراءة كل شىء. ■ أنت طبيب وكاتب فكيف ترى العلاقة بينهما؟ - هذه علاقة قديمة وكتبت عنها مقالين.. لا أريد تكرار كلامى.. فقط أقول إن من يملك بذرة الأدب ويتعامل مع الطب لابد أن يتحول إلى أديب.. ■ هل فكرت فى تحويل أى من مؤلفاتك لعمل سينمائى أو تليفزيونى؟ - بصراحة جربت مرات عديدة لكننى فشلت حتى هذه اللحظة، فكلما بدأت مشروع كتابة عمل سينمائى لم يستمر. ■ ما تقييمك للوضع السياسى الراهن فى مصر ؟ - الوضع السياسى مرتبك جدًا، وعلينا أن نعترف أن عصر مبارك كان أقوى مما تصورنا، وكنا نتصرف بسذاجة ولذلك تلقينا درسا قاسيًا يجب أن نتعلم منه. ■ هل فكرت فى كتابة رواية عن الثورة المصرية حتى الآن؟ - ممكن. لكن لابد من نظرة شمولية واسعة، فالثورة لم تكتمل بعد، وأى كتابة عنها حاليًا ستكون غير ناضجة و«ركوب موجة». ■ ولماذا لم نر حتى الآن عملاً إبداعيًّا يؤرخ لثورة الشباب؟ - ثورة الشباب هزمت وتم سحقها.. لم تنته الحرب بعد وإنما انتهت معركة.. والإجابة هى نفس إجابة السؤال السابق: أى عمل سيكون ركوبا للموجة وينقصه النضج.. فلتختمر التجربة أكثر.. ■ فى رأيك لماذا تفزع الثقافة المصرية من الحكم الديني؟ - الصدام بين الثقافة والدولة الثيوقراطية قديم منذ العصور الوسطى.. المثقف لا يريد سقفًا لكن لابد من لحظة يقول له فيها رجل الدين: توقف.. هناك نوع من الإبداع الوسيط مثل الذى تكلم عنه محمد قطب فى كتابه عن الفن الإسلامى، فقصائد طاغور مثلاً يمكن أن تقدم كفن إسلامى، لكن هناك دائما متطرفين على الجانبين.. من يقول إن الفن تضييع وقت ولغو.. ومن يريد أن يحتفظ بحريته الكاملة فى التجديف.. هكذا الصدام حتمى.. ■ ماذا عن مشروعاتك القادمة؟ - هذه لحظة سكون.. لا يجب التعجل.. . قدمت أعمالاً كثيرة فى فترة قصيرة مؤخراً.. يجب التقاط الأنفاس وتكوين الخبرات والقراءة لمدة عام تقريباً قبل البدء من جديد.. فيما عدا هذا أعمالى القصيرة للشباب (السلاسل) مستمرة ولها قناتها الخاصة. ■ لو عرض عليك منصب رسمى.. هل ستقبله؟ - بالطبع لا.. لأننى قد أكون كاتبًا لكننى لست صاحب موهبة قيادية على الإطلاق. فى المدرسة الابتدائية كنا نختار من يرسم جيدًا ليكون مسئول اللجنة الثقافية، وفى الخارج نرى مدنيًا أو امرأة مسئولاً عن وزارة الدفاع أو الداخلية، وبالتالى فالمهم الكفاءة فى القيادة.