قال الرئيس عبدالفتاح السيسي ، إن مصر بها العديد من فرص الاستثمار، لافتًا أن تطور العلاقات المصرية الروسية لن يقتصر فقط على المجال العسكري، ولكن أيضًا في مجالات أخرى مثل بناء قناة السويس الجديدة، والمناطق اللوجستية الصناعية وبناء المدن، وتنفيذ مشاريع الطاقة على أرض الواقع، لافتًا أن زيارة الرئيس بوتين للقاهرة غدًا تؤكد هذه النية من جانب موسكو لتنمية العلاقات. وأضاف السيسي، خلال حواره المطول مع وكالة "إيتارتاس" الروسية للأنباء، أن بوتين قائد بارز، وقال "يتميز حوارنا بالموضوعية والمنطق، كان لدينا تفاهم حول مختلف القضايا الإقليمية، ولاسيما في مجال مكافحة الإرهاب، ونحن نتفق على التعاون الثنائي بين البلدين"، لافتًا أن مصر تسعى للتفاعل مع العالم، ومضيفًا "يجب علينا بذل كل جهد ممكن لتحقيق أهدافنا وتنفيذ أحلامنا، والأهم من ذلك، أن الرئيس بوتين أسهم في تحقيق تطلعات الشعب المصري بقوة، وهو قادر على تحقيق التقدم في هذا الاتجاه". وأشار السيسي أن روسيا في وقت ما ساعدت مصر على بناء مصانع الغزل والنسيج ومصنع الحديد والصلب، ويوجد بها الخبرات التي يمكنها بناء المزيد من التعاون الضروري، وأشار السيسي إلى إقامة منطقة للتجارة الحرة مع روسيا، وقال "إن مصر نظرا لموقعها الجغرافي والقوى العاملة لديها الكثير من الفرص، يمكن أن تصبح أساسا للانتعاش الاقتصادي والتبادلات التجارية، ليس فقط مع دول إفريقيا والخليج العربي، ولكن أيضا مع الدول الأوروبية والدول المتقدمة التي تفتح فرصا كبيرة لإطلاق المناطق الصناعية فى مصر، والقيام بذلك بنجاح، والذي من شأنه فتح سوق ضخمة لمنتجات هذه الدول"، مؤكدا أنه قبل إطلاق مشروع قناة السويس الجديدة والذي يتم إنشاؤه الآن، كانت السفن تنتظر لمدة تتجاوز أكثر من 11 ساعة لكي تمر، ولكن هذا المشروع سيقوم بتنظيم الحركة في كلا الاتجاهين في نفس الوقت دون ضياع الوقت للسفن أو توقفها. وشدد السيسي على ضرورة الاعتراف بأن الشعب المصري يقدر حقيقة أن روسيا في فترة الاتحاد السوفيتى قامت بدعم مصر، وخصوصًا عندما يتعلق الأمر بالمرافق والمصانع التي بنيت، وعلى وجه الخصوص، السد العالي في أسوان، وتقديم المساعدات العسكرية، وقال "إن هذا هو ما بقي خالدا في ذاكرة المصريين"، وأضاف "في الأشهر الأخيرة، كان موقف الرئيس بوتين الذي دعم مصر في مكافحة الإرهاب له قيمة خاصة لدى المصريين". وأكد السيسي أنه فيما يتعلق بالدول الإفريقية، وخلال خطابه الذي ألقاه خلال حفل أداء اليمين كرئيس للدولة، أعلن عن نيته أن تكون مصر أكثر انفتاحا، واستعدادا للتعاون الجدي مع البلدان الإفريقية، كما قال إن "مصر عادت إلى إفريقيا"، لافتاً أن "العلاقات المصرية العربية مستقرة حيث دعمت الدول العربية مصر مؤخرًا، على سبيل المثال الكويت، ساعدت مصر اقتصاديا، وقدمت النفط، والأمر نفسه ينطبق على دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، لذلك لدينا علاقات قوية ومستقرة مع الدول العربية خاصة الكويت، الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية والبحرين والأردن وغيرها". وأشار السيسي أن الشعب المصري شعب عظيم، وقال "وإذا نظرنا إلى ماضيه، يمكننا أن نرى أنه أنشأ الحضارة وصنع التاريخ.. الشعب المصري خائف على ماضيه وقلق بشأن المستقبل، وقرر أن يأخذ خطوات مهمة في تاريخه، وهي دعمي كرئيس لمصر، وأرجو أن أكون عند حسن ظنهم وأن ألبي احتياجاتهم وآمالهم، ولكن لا أستطيع أن أفعل ذلك وحدي، يجب على المصريين أن يكونوا معي، لأنها بلدنا". ولفت الرئيس، ردًا على سؤال حول سبب ترشحه للانتخابات الرئاسية، "كنت خائفًا على بلدي، فنحن نواجه التحديات والمخاطر، وقررت عدم الترشح، ولكن تمت دعوتي ووكلت لي مهمة"، وأضاف "لدي أمل أن أكون قادرًا على أداء هذه المهمة بنجاح لصالح هذه الأمة العظيمة"، مشددًا أنه بدأ بالفعل في اتخاذ الإجراءات للعمل على ضمان الاستقرار والأمن للمصريين، وذلك في ظل الوضع الأمني الراهن وتهديدات المتطرفين. وقال "إن المصريين يريدون أن يشعروا أن هناك أملا بأن يكون هناك مستقبل أفضل من الماضي، ونحن نعمل على هذا، ويمكننا ملاحظة ذلك فى تلك المشاريع الوطنية التي تنطلق، نحن نحاول خلق فرص عمل جديدة، وكذلك الظروف الملائمة لجذب الاستثمارات"، وتابع "إذا استطعنا توفير الأمن والاستقرار على المستوى الصحيح، وتحقيق معدلات نمو اقتصادية جيدة، فإن ذلك يعنى أننا نسير إلى الأمام". وأوضح الرئيس أن "الحكومة المصرية حققت مرحلتين من الثلاث مراحل ل"خارطة الطريق"، حيث تمت الموافقة على الدستور المصرى الجديد خلال استفتاء، بعد ذلك تم عقد الانتخابات الرئاسية بنجاح، ونحن الآن نتجه إلى الانتخابات البرلمانية، ومع نهاية المرحلة الثالثة من عملية إنشاء المؤسسات الأساسية للحكومة سوف تكون خارطة الطريق كاملة". وحول رأيه في الرئيس الروسي، قال السيسي "إن فلاديمير بوتين رئيس جيد جدًا، قام بفعل الكثير لروسيا لمدة 15 عامًا من رئاسته، وكان لديه العديد من التحديات التي واجهها، ولكنه رجل قوي".