شيماء احمد - تصوير: بيتر نبيل أستاذ بمعهد الموسيقى العربية، عازف تشيللو متميز، ومايسترو بدار الأوبرا المصرية، هو أحمد عامر صاحب الثلاثين عاماً، أحدث تغييراً كبيراً فى عالم القيادة الشبابية وأضاف مفهوماً جديداً للموسيقى العربية. عامر تحدث في حوار ل الفجر الفنى عن مشواره منذ البداية والعقبات التى واجهها حتى الآن، وكشف العديد من الأسرار والمراحل التى مر بها.. واليكم الحوار.. كيف بدأت علاقتك بالموسيقى؟ علاقتى بالموسيقى بدأت منذ الطفولة، عندما كنت أرى والدى وشقيقى الأكبر يعزفون ، ولدينا بيانو فى المنزل، ومن ثم فى المدرسة كنت أحب حصص الموسيقى وأواظب على حضورها. لماذا اخترت آلة التشيللو دون غيرها؟ لقد جاء إرتباطى بالآلة من صوتها، فكنت أعشق سماع الأصوات التى تصدرها التشيللو لذا قررت أن أعزفها، وعندما إلتحقت بمعهد الموسيقى العربية رفضوا دخولى قسم التشيللو ودخلت فى البداية قسم الكمان ثم حولت بعدها للتشيللو، فإرتباط العازف بالألة التى يحبها هو أساس الفن. كيف التحقت بفرقة عبد الحليم نويرة ودار الأوبرا المصرية؟ إلتحقت بالفرقة عام 2004 وكنت مازلت صغيراً 20 عاماً ، ولم أكن أحب الإلتزام، وعملت مع المايسترو عبد الحميد عبد الغفار كعازف فى حفلات ليالى التلفزيون ، وعندما إلتحقت بدار الأوبرا المصرية قيمتنى لجنة من أفضل العازفين فى الوطن العربى، واكتشفت بعدها أن رصيدى فى الموسيقى العربية هو صفر، فبدأت أذاكر وألتزم وأستمع إلى التراث القديم، لأنه كان يوجد هدف بداخلى أريد أن أحققه. كيف تحولت من العزف إلى القيادة ؟ أنا لم أدرس القيادة فى معهد الموسيقى العربية ، ولكنى تعلمت أن العازف الجيد فى آلته يكن مايسترو ناجح، وبدايتى مع القيادة كانت مع ثورة 25 يناير عندما قرر رئيس دار الأوبرا المصرية، فى ذلك الوقت والمايسترو صلاح غباشى أن يصعد صف الشباب إلى القيادة مثلما تغيير كل شئ فى مصر كان لابد على الأوبرا إحداث تغيير لأنها داخل المنظومة ، وكنت أنا واحداً من هؤلاء الشباب ، وكان أول مهرجان أشارك فيه كمايسترو هو مهرجان القلعة مع نجوم الأوبرا الشباب. ما هو سر إرتباطك الدائم بأمير الغناء العربى هانى شاكر ؟ إرتباطى بهانى شاكر جاء بمحض الصدفة، فحفلاته دائماً مع فرقة عبد الحليم نويرة ، وجاءت حفلة عيد الحب عام 2011 وكان المايسترو صلاح غباشى فى العمرة ولابد أن يقود أحد الحفلة ، فرشحنى المايسترو صلاح للفنان هانى شاكر وكان لابد أن أثبت قدراتى وكفاءتى لأن هذا سينقلنى إلى مرحلة أخرى ، وبالفعل نجحت الحفلة وحدثت كيمياء مشتركة بينى وبين الأستاذ هانى ومنذ ذلك الوقت وأنا أقود الأوركسترا فى كل حفلاته. ما رأيك بظاهرة المهرجانات الشعبية التى انتشرت فى الفترة الأخيرة ؟ رأيى أنها حالة تأخذ وقتها وتمضى لأن هذا لا يعتبر فن ، فأخر مطرب شعبى بمعنى الكلمة هو حكيم . وماذا عن برامج المواهب ؟ وهل هى تصنع نجوماً بالفعل؟ ظهور برامج المواهب كان شيئاً جيداً لأنها تعطى الفرصة للجميع لكى يظهروا مواهبهم ، ولم تنحصر فى دولة معينة بل أصبحت مفتوحة لكل المواهب من كل دول العالم. وأرى أن الموهبة الجيدة تستطيع أن تفرض نفسها على الساحة وتنال تقدير من الجميع ، ولكن برامج المواهب لها مقاييس أخرى فى تقييمها للموهبة غير الصوت فلابد من وجود كاريزما وحضور على المسرح وشروط أخرى، كما أن العملية التجارية تتدخل بعض الأحيان وتسيطر على الموقف فهى عملية تارية أمثر من أنها صناعة نجم. ولكنى أعيب على هذه البرامج طريقة التعامل مع المواهب ، فلا يجوز بأى شكل من الأشكال التعامل بشكل سئ معهم أو التقليل منهم حتى وإذا لم يمتلكوا موهبة فمثلما تتجمل مع الجيد تجمل مع من تراه سيئاً . ماذا يمثل لك مهرجان الموسيقى العربية ؟ هو أهم شئ فى العام، فهو المهرجان الوحيد الذى يحافظ على تراث الموسيقى العربية ويجددها كل عام ، وهو العمود الذى تستند عليه الموسيقى الأن ، فبعدما قلت الحفلات بشكل كبير يأتى المهرجان ليحييها مرة أخرى. والمهرجان هذا العام سيكون مختلفاً فالدكتورة إيناس عبد الدايم والدكتورة جيهان مرسى يعملون ليلاً نهارً ليخرجوا المهرجان هذا العام بشكل رائع. ما العقبات التى واجهتكم فى باريسولندن أثناء إحياء ذكرى انتصارات أكتوبر العام الماضى ؟ البداية كانت فى باريس عندما سافرنا لإحياء ذكرى إنتصارات أكتوبر على مسرح اليونسكو بطلب من الجالية المصرية والمعهد العسكرى هناك، وعندما بدأنا الحفل صعدت مجموعة من جماعة الإخوان المسلمين بإشارة رابعة وبدأوا يهتفون لكى يفسدوا الحفل إلا أن الأمن سيطر على الوضع وتم القبض عليهم . وبعدها طلب المركز الثقافى المصرى هناك أن تأتى مجموعة من الأوركسترا لعمل حفل فى المركز للجالية المصرية وعندما ذهبت المجموعة وبدأت العزف صعد مجموعة من الإخوان مرة أخرى يهتفون ضد الأغانى الوطنية وعندها إنسحبت الفرقة. ونفس المشكلة واجهتنا فى لندن بعدها ، ولكن الجمهور رفض هذا الوضع فقد كان هناك جمهوراً عريضاً من الجالية المصرية والجاليات العربية . هل ترى رابطاً بين الفن والسياسة؟ الفن له رابط بالكون بأكمله وليس السياسة فقط فهو يرتبط بجميع المجالات. حدثنا عن العمل الأكاديمى بصفتك أستاذ فى معهد الموسيقى العربية ؟ وكيف تتعامل مع طلابك؟ أنا أدرس مادتى التشيللو والعزف الجماعى ، العمل الأكاديمى شئ مختلف تماماً عن المسرح والحفلات، فهو شئ صعب للغاية لأنك تبنى شخصية الطالب كفنان ، والأصعب أن تخرج كل مافى داخله وتسخره فى خدمة الألة التى يعزفها، فدراسة الموسيقى من أصعب الأشياء لأنها تحتاج لجهد ومذاكرة يومية وإستطلاع دائم على كل ماهو جديد . أما طلابى فأنا أتعامل معهم كصديق لأنه من المتوقع فى يوم من الأيام أن يكون معى فى إحدى الحفلات وحينها لن يكون طالبى وإنما عازف تحت يدى ، وفى بعض الأحيان أقسو عليهم عندما يخطئون لأنه لابد أن يتعلم أن الخطأ فى الحفلة على المسرح هو كارثة بمعنى الكلمة. ماهى حفلاتك الفترة القادمة ؟ أجهز حالياً لقيادة مجموعة من الحفلات فى مهرجان الموسيقى العربية هنا فى القاهرة والإسكندرية ودمنهور ، وسأعلن عن التفاصيل قريباً.