يبدو أن مشاهدي فيلم ذئب وول ستريت المعروض حالياً في الصالات المحلية، لن يتمكنوا من مشاهدته كاملاً، بعد حذف نحو 45 دقيقة من مشاهده التي يعتقد أنها غير ملائمة للعرض في الدولة، الأمر الذي أدى إلى تقديم نسخة مبتورة من الفيلم الذي يخرجه مارتن سكورسيزي، ويلعب بطولته الممثل ليوناردو دي كابريو، ويتناول السيرة الذاتية لرجل الأعمال الأميركي جوردن بلفورت، الذي يعد أحد المؤثرين في بورصة وول ستريت، ويعرض الفيلم مراحل حياة بلفورت، وتحوله من حياة الفقر إلى الثراء في غضون سنوات قليلة، وهو لا يزال في عمر ال 26، لينتهي به المطاف خلف جدران السجن بتهمة الرشوة والتلاعب بأسعار البورصة، ليختتم سكورسيزي فيلمه بتقديم بلفورت كأحد أشهر مدربي المبيعات في الولاياتالمتحدة الأميركية. بعيداً عن قصة الفيلم الذي تحاول شركة توزيعه الموزانة بين إيراداته والمشاهد المحذوفة منه، والتي سببت إرباكاً لمتابعيه في الصالات المحلية، الذين لمسوا مدى التشويه الذي أصاب الفيلم، ما اضطر بعضهم إلى مغادرة الصالة، كما حدث مع هدا نيلسون التي غادرت الصالة عقب 40 دقيقة من بدايته، بسبب المشاهد المحذوفة التي تمت منتجتها بشكل رديء، فيما أكدت شيرين رامي أن نصف الحوارات تم حذفها من الفيلم، بينما يرى أكرم ناجي أنه لا يريد إضاعة الأموال لمشاهدة نسخة مقطوعة من الفيلم، في حين لم تتوقع سوا كان أن يكون الفيلم بنسخة مختصرة إلى هذا الحد. وتساءلت موجدة دادخاه عن سبب تكبد صالات العرض العناء لعرض الفيلم بعد حذف أكثر من ربع الوقت الأصلي للفيلم. وبلا شك أن آراء الجمهور في هذه النسخة قد تؤدي إلى تقديم دعاية سلبية للفيلم، الذي تم فيه اللجوء إلى تقنية القص واللصق، ولكن بشكل فوضوي وغير متقن. يذكر أن بطل الفيلم الممثل ليوناردو دي كابريو قدم فيه دوراً رائعاً، حاز عنه أخيراً جائزة غولدن غلوب في فئة أفضل ممثل، وظهرت براعة دي كابريو في المشهد الذي يتعرض فيه إلى شلل دماغي مؤقت، يجبره على الزحف من كابينة الهاتف إلى سيارته وقيادتها إلى بيته. التشويه الكبير الذي طال محتوى الفيلم الدرامي، دفع البيان إلى سؤال جمعة الليم مدير إدارة متابعة المحتوى الإعلامي بالمجلس الوطني للإعلام، والتي تملك قرار إجازة أو منع أي فيلم من العرض محلياً، عن دواعي حذف 45 دقيقة من الفيلم، فقال إن الإمارات من أولى الدول التي ألغت كلمة الرقابة من قاموسها الإعلامي الرسمي، وأبدلته بوصف آخر وهو متابعة المحتوى الإعلامي ، وهي من أكثر دول المنطقة التي تمتع بالمرونة والشفافية عند تعاملها مع أي عمل فني، موضحاً أن قرار حذف 45 دقيقة من الفيلم صادر عن الشركة صاحبة الحقوق والتوزيع الحصري له في منطقة الشرق الأوسط، والتي قامت بعملية المونتاج بإذن من الشركة المالكة للفيلم. مشيراً إلى أن إدارة متابعة المحتوى في المجلس قررت عرض الفيلم كما وصلها من الموزع الخارجي من دون قطع أو مونتاج إضافي، وأكد الليم أن القطع سيؤثر من دون شك في التواصل الفني والذهني مع الفيلم المعروض، مقارنة بالفيلم الأصلي الذي يمتد زمنه 180 دقيقة، مؤكداً أن المجلس سيتخذ قراراً بعدم السماح مستقبلاً لتوزيع أفلام ممنتجة من الخارج، بعد تجربة عرض فيلم ذئب وول ستريت وما أحدثه من ردة فعل سلبية من الجمهور.