خطفت الكثير من القلوب بنظرة وسحر وبريق عينيها، لم يقاوم جمالها راهبين الفكر والأدب ومبدعى الفن، تنافس على عرش قلبها أكثر من زوج إلى جانب الكثير من المغرمين والهائمين إنها سمراء النيل مديحة يسرى والتى صنفت كواحدة من أجمل 10نساء بالعالم فى فترة الأربعينات. أسمها الحقيقي هنومة خليل حبيب ولدت عام 1921 بالقاهرة فى عائلة مثل باقى عائلات هذا الوقت تخاف على بناتها وتنظر إلى الفن على إنه وصمة عار ولايمكن لبنت أوحتى ولد العمل به وإلا سيكون أيضا من وجهة نظرهم مهرج يشاهده الناس ويضحكون عليه , إلا ان طاقة مديحة الفنية ظهرت منذ أتقانها رسم اللوحات الفنية وإبداعها فيها بمدرسة التطريز بحى شبرا الشعبى , ثم كانت البداية منذ وقعت عين المخرج محمد كريم عليها صدفة وإعجابه بجمالها وعينيها التى ذكرته بجمال عيون أميرات الفراعنة ومنحها أولى أدوارها عام 1940فى فيلم ممنوع الحب لمحمد عبد الوهاب . كان أبيها معترض على عملها بالوسط الفنى فعملت من ورائه ,فى ادوار صغيرة لمدةعامين حتى آتتها الفرصة عندما عرض عليها المخرج كمال سليم دور البطولة في فيلم «أحلام الشباب» مع الفنان فريد الاطرش، وهنا الوضع مختلف وسوف تزيد شهرتها بالتأكيد فطلبت من شركة أفلام النيل للأنتاج والتوزيع» أن تضع شرطاً جزائياً في العقد الخاص بها يتضمن ان تدفع مديحة أموالا ضخمة في حالة اعتذارها عن العمل. حتى تستطيع وضع أبيها أمام الأمر الواقع وعندما علم الاب وطلب منها الغاء تعاقدها طالبته شركة الانتاج بدفع قيمة الشرط فأضطر أبيها للنزول على رغبتها . وتبدأ مسيرة مديحة الفنية التى أمتلأت صفحاتها بالعديد والعديد من الأعمال الفنية الرائعة ويبدأ اللعب على أوتار قلب مديحة المطرب والملحن محمد أمين، الذي كان يقول عنها «إن نظرة واحدة من عيون مديحة لأي رجل تجعله في حالة هذيان». وقد أثمر زواجهما عن تأسيسهما لشركة إنتاج سينمائي وأستمر زواجهما ل 4 سنوات, وبعد انفصالهما تزوجت مديحة يسري من الفنان أحمد سالم عام 1946، ولكنها زيجة لم تستمر طويلاً، حيث وقع الانفصال لتتزوج من الفنان محمد فوزي، الذي ساندته كثيرا في تأسييس شركة الأسطوانات الخاصة به، وحدث اللقاء الأول بينهما في فيلم قبلة في لبنان وأثمر زواجهما عن أبنهم عمر الذى توفى فى حادث سيارة , أما أخر زيجاتها كانت من ا لشيخ إبراهيم سلامة الراضي، شيخ مشايخ الحامدية الشاذلية الصوفية. لم تتوقف أبداعات مديحة عند دور الحبيبة والفتاة الأرستقراطية بل أمتدت لتأخذ دور الطبيبة الجادة فى عملها والمحامية التى تدافع عن حقوق المرأه والأم الحنون العاقلة ورئيسة جمعية النساء التى تطالب بالمساواة بين الرجل والمرأة فظل عطاءوها بدون حدود . ومن أعمالها الأفوكاتو مديحة , الخطايا، عريس ماما، بنات حواء، ابن الحداد، من أين لك هذا أمير الأنتقام، لحن الخلود، المؤامرة وغيرها، وعلى الجانب الدرامى كان لها هوان جاردن سيتى، يحيا العدل، طائر العنق ليكون حصاد أعمالها حوالى 100فيلم و30عملا تليفزيونيا وإذاعيا. وتظل مديحة يسرى فارقة فى تاريخ السينا المصرية وزمن الفن الجميل، فما من أحد يرى هذا الوجه إلا ويقع فى غرامه حتى ان راهب الفكر ذاته عباس العقاد والذى كان عازفا عن الزواج منذ رأى صورتها تعلق بها ودعاها لندواته واغدق عليها الكثير من علمه وادبه ونظراً لفارق السن والخبرات اكتفت بدوره في حياتها كمعلم وأستاذ وصديق , ولايزال حتى اليوم كل من يرى مديحة قلبه ينبض بحبها بغض النظرعن جمالها بل ولطيبة قلبها ودماثة خلقها، أمدها الله بالصحة والعافية .