بثينة راضى تأخذك حالة من الشجن دون أن تدرى وأنت تسمع صوتها الملائكى الذى عزف على أوتار قلوب كل من سمعها ثم تمتزج بحالة من الحنين ,الشوق والفرح.. جميعها حالات عاشها من أستمع لصوتها الساحر الحنون الذي يخرجك من عالم الوعى إلى عالم من الخيال والأحلام أنها وبلا تردد أسمهان فاتنة القلوب بجمالها وعذوبة صوتها , فلم تكن تمتلك الصوت الذى لا يهزم فقط ولكنها أيضا امتلكت وجه أعطاه الله الكثير من الجمال , وعلى الرغم من قصر عمرها إلا انها تركت بصمة لا تمحى من قلوب عشاقها لأجيال وأجيال ولاتزال هذه البصمة واضحة بقلب كل من يأخذه الحنين لسماع أغانى زمن الفن الجميل . أسمها الحقيقى أمال فهد أسماعيل الأطرش ولدت فى25نوفمبر1917 ,وهى سورية الأصل , من عائلة آل الأطرش , ولاشك أن أسمهان كانت من سلالة عائلة فنية أصيلة فأخيها المطرب الكبير فريد الأطرش كما ان والدتها الأميرة علياء أيضا كانت تمتلك صوتا ذهبيا , وعلى الرغم من المعارضة الكبيرة التى لاقتها أسمهان من أجل دخول الوسط الفنى إلا انها نجحت فى ذلك , لتخترق أبواب عالم الغناء بتميز و جدارة فائقة . أنتقلت أسرتها من جبال الدروز بسوريا إلى مصر على أثر نشوب الثورة السورية الكبرى لتعانى أسرتها من الفقر والبؤس لتضطر والدتها إلى الغناء بالحفلات الخاصة كى تستطيع الأنفاق على أولادها , ظهرت مواهب آمال الغنائية والفنية باكرًا,وفي أحد الأيام استقبل فريد في المنزل الملحن داود حسني أحد كبار الموسيقيين في مصر، فسمع آمال تغني في غرفتها فطلب إحضارها وسألها أن تغني من جديد، فغنت آمال فأعجب داود حسني بصوتها، ولما انتهت قال لها كنت أتعهد تدريب فتاة تشبهك جمالاً وصوتاً توفيت قبل أن تشتهر لذلك أحب أن أدعوك باسمها أسمهان وهكذا أصبح اسم آمال الفني أسمهان. أخذت أسمهان منذ 1931 تشارك أخاها فريد الأطرش في الغناء في صالة ماري منصور في شارع عماد الدين بعد تجربة كانت لها إلى جانب والدتها في حفلات الأفراح والإذاعة المحلية، وراح نجمها يسطع في سماء الأغنية العربية ، وعلى الرغم من صغر سنها لكن صوتها كان صوت امرأة ناضجة .,في سنة 1934 تزوجت من الأمير حسن الأطرش وانتقلت معه إلى جبل الدروز في سوريا لتمضي معه كأميرة للجبل مدة6 سنوات أثمرت عن انجابها ابنة وحيدة هي كاميليا، لكن حياتها في الجبل انتهت على خلاف مع زوجها، فعادت من سوريا إلى مصر، وقد عاد إليها الحنين إلى عالم الفن لتمارس الغناء ولتدخل ميدان التمثيل السينمائي. وغنت أسمهان العديد والعديد من أغانيها الرائعة كان منها ما أحلاها عيشة الفلاحة , مجنون ليلى ,ياحبيبى تعالى ألحقنى ,ليالى الأنس فى فيينا وغيرها الكثير. ولم يكن مشوراها فى السينما طويلا حيث أدركها الموت مبكرا فلم يكتب لها سوى تمثيل فيلمين هما أنتصار الشباب مع أخيها فريد ,وفى عام 1944كان فيلمها الثانى والأخير غرام وأنتقام الذى شهد مصرعها . وكانت وفاتهاآثناء تصويرها لفيلمها غرام وأنتقام عندما أستأذنت من الفنان يوسف وهبى بالسفر إلى رأس البر لتمضية فترة من الراحة هناك فوافق. فذهبت إلى رأس البر صباح الجمعة 14 يوليو 1944 ترافقها صديقتها ومديرة أعمالها ماري قلادة ، وفي الطريق فقد السائق السيطرة على السيارة فانحرفت وسقطت في الترعة , حيث لقت مع صديقتها حتفهما أما السائق فلم يصب بأذى وبعد الحادثة اختفى، وبعد اختفائه ظل السؤال عمن يقف وراء موتها دون جواب ..؟ ورحلت لتترك تغريدات صوتها الملائكى داخل آذان كل من سمعها حتى وأن شاء قدره أن يسمع صوتها صدفة فتأسره بقيود صوتها الشجى وجمال آخذ من الطبيعة مايكفية ويزيد من جمال .