يحمل بعض الأشخاص بداخلهم حس الدعابة والمرح...وتكون شخصيته هي الشخصية المرحة والكوميدية «أحياناً».. ولعل ذلك ينعكس على تصرفاته فيكون محط أنظار الجميع في الجلسات التي يتواجد فيها، فيطلق نكتة منها ويروي حكاية طريفة من هناك وبين هذه وتلك يكون له أسلوبه الخاص وحسه المميز الذي يجعله يضفي بصمته الخاصة بنفوس الموجودين..فيجعلهم يحبونه ويتقربون إليه ويتشوقون لجلسة أخرى معه و تعميق العلاقة معه.. فهذه الشخصية تكون أقرب إلى الناس إذا ما كانت على طبيعتها دون أي تصنع أو تقليد وإن الشخص المتصنع الذي يتصرف تصرفات فقط من باب «لفت الانتباه» لا يستطيع الناس تقبله لأنه لا يتصرف بعفوية ويظهر ذلك على تصرفاته..أما الشخص العفوي والتلقائي بمرحه ودعابته وحسه الكوميدي يتقرب الناس إليه ويحبون جلساته فتتعالى الضحكات بوجوده لما له قدرة على رسم الابتسامة واطلاق ضحكاتهم التي ربما حبسوها طويلاً لأثقال الحياة والمشاكل الروتينية.. ولعلنا نلمس ذلك خلال حبنا للكوميديا التي تقدم على شاشات التلفاز والمسرح..فنحن دائماً نبحث عن الفرح والمرح ونبتعد عن الكآبة..فمثلاً كثير منا يفضل مشاهدة مسرحية لعادل امام على أن يشاهد فيلما تراجيديا حزينا..تكون نهايته نهاية مآساوية تزيد همنا . فحس الفكاهة والمرح بات متطلبا ضروريا نحتاجه بعلاقتنا مع الاخرين ونبحث عنه .. ربما لاعتقادنا أننا نستطيع أن نكون أكثر قرباً منهم إذا كانوا يتمتعون بالمرح والدعابة ويعتقد بعض الناس أن الشخصية التي تحمل حس الكوميديا والدعابة هي الأهنأ عيشاً لأنها تبتعد عن التعقيدات التي يمكن أن تعكر صفو عيشها وتدخل الهم والغم لحياتها.. إلا أن هناك من يقول إنها «شخصية كوميدية « صحيح.. إلا أنها كباقي الناس لها حياتها..ولها مشاكلها ولربما هذا الحس الكوميدي والدعابة التي تمتلكها..هو نوع من «التنفيس عن الذات» و «الترويح عن النفس».. مرح ودعابة تصف نور أحمد موظفة في إحدى الشركات، الشخصية الكوميدية..والتي تستطيع أن تدخل السعادة لقلوب الناس بالقول: «بحياتنا اليومية نواجه بضع مشاكل تجعلنا نفقد الابتسامة ونكون سريعي الغضب..لكن الشخص الذي يملك حس المرح وعفوية الدعابة قد لا تثقل كاهله كثيراً أعباء الحياة..وتضيف:هذا ما يحدث مع اخي الذي يجمع الناس بأنه شخص مرح وكوميدي «أحياناً».. الذي عندما يواجه مشكلة معينة فإنه لا يستسلم لها كباقي الناس ويتعب نفسه والتفكير بها ليل نهار..بل انه يحل مشاكله وهو بقمة مرحه. أما مدربة اللياقة بتول فتحدثت من منطلق تجربتها الشخصية فهي حسب ماتراه أنها تتمتع بشخصية مرحة..وتمتلك حس الدعابة..وتجد نفسها الأقرب لقلوب الناس..إذ أنها تكون عفوية بكل تصرفاتها معهم ولا تلجأ إلى التصنع أو تقليد أي شخص..وهذا ما أكسبها شعبية..وجعل الأصدقاء يحبون جلساتها ويتوقون للحديث معها.. وتذكر : لا بد للانسان أن يكون مرحاً بتعامله مع الاخرين كي يكسب ودهم ويكون قريباً منهم. العفوي..هو الأقرب أما ربة المنزل نسرين عدنان فتقول: الانسان العفوي والتلقائي هو الأقرب للناس..والأقرب لقلوبهم وهي بدورها تفضل الكوميديا على التراجيديا,,فمثلاً هي بطبعها تحب مشاهدة المسرحيات الكوميدية كذلك المسلسلات والأفلام الكوميدية والتي تقدم للمشاهد الفائدة والحكمة بقالب كوميدي ..وتلفت أن الشخصية الكوميدية ليس بالضرورة أن تكون الأسعد والأهنأ عيشاً بل إن البعض يضعون قناع الابتسامة والضحكة على وجوههم ويدخلون السعادة لقلوب الآخرين وهم فاقدو السعادة..وتحلل نسرين ذلك بأنه نوع من المكابرة على النفس فالشخص الذي يضع ذاك القناع لا يريد لأحد أن يعرف حقيقة وجعه وألمه لأنه يعتبر ذلك ضعفا. تجربة شخصية في سياق متصل، يؤكد عاكف أبو جودة 45 عاماً أن الانسان المرح والكوميدي هو الأقرب للناس فعلاً فبحسب وجهة نظره فإنه لا بد للكوميديا والدعابة أن تجعل الحياة أجمل..فهو بدوره يستطيع أن يدخل السعادة لقلوب من حوله من خلال حس الدعابة والكوميديا التي يمتلكها خلال جلساته مع الأصدقاء والأقارب حيث لا يكف عن إطلاق النكت المضحكة ورواية الحكايات الطريفة التي تجعلهم بقمة سعادتهم. ويتابع: لا تختفي الدعابة عن عالمي اليومي..فأنا بالمنزل كما أنا بالعمل .. وكما أنا بجلسات الاصدقاء وهذه العفوية تجعلني شخصا محبوبا لدى الجميع. وينبه عاكف بأن المرح الذي يتمتع به لا يعني أنه ليس جدياً بالمواقف التي تطلب ذلك..بل إنه بساعات الجد يستطيع ضبط نفسه ومن حوله التعامل بكل جدية مع الامور. وتوافقه بالرأي زوجته حنان ربيع «ربة منزل» وتقول : من خلال حياتها مع زوجها والتي بدأت منذ 20 عاماً إن الناس يحبون الانسان المرح والعفوي..وتضيف:زوجي فعلاً يمتلك حس الدعابة وهذا ما يجعله محط أنظار الجميع بكل جلسة يتواجد فيها..وتؤكد بأن زوجها لا يتصنع بذلك بل هو عفوي وتلقائي بكل أحواله. وعن التصنع تقول حنان:الناس لا يتقبلون الشخص المتصنع لأنهم يشعرون أنه يخرج عن طبيعته ويفعل ما يفعله فقط من أجل «لفت الانتباه». راحة مؤقتة الثلاثيني سامر جميل يفسر حب الناس للشخص المرح والكوميدي هو ما يصادفهم من مشاكل يومية تجعلهم متعبين..لذلك فإنه من الطبيعي أن يتجهوا نحو الشخص الذي يدخل الفرح لقلوبهم ويرسم البسمة على شفاههم..ويبتعدوا عن الشخص «العبوس»..الذي لا يضحك ولا يبتسم ..وجلساته كلها تذمر وشكوى.. ويضيف:فعلاً..نحن بحاجة لأن نضحك يومياً لعل ذلك يخفف عنا ما نحمله بداخلنا..ويتساءل سامر إذا ما كان الشخص الكوميدي والمرح الذي يضحك الناس ويفرحهم سعيدا بحياته؟ وبحسب وجهة نظر منار محمود-طالبة سنة رابعة هندسة اتصالات- إن الانسان المرح وكثير الضحك والمزاح يكون محمل بالمشاكل والهموم..ويلجأ للهروب لعالم الكوميديا والدعابة فهو يراها أنسب طريقة ليخرج من حالته..وتضيف:ربما تكون مشاكله كبيرة لا يستطيع ان يحلها وهذا ما يتعبه نفسياً لذا فإن لجوءه للضحك والمرح ربما هو بحثاً عن راحة نفسية حتى لو كانت مؤقتة. الدستور الاردنية