توجه مركب فرنسي بمفرده، أمس الأربعاء، إلى غزة بعد تمكنه من التسلل من المياه اليونانية رغم الحظر الذي فرضته السلطات هناك على مغادرة سفن النشطاء المؤيدين للفلسطينيين الساعين لكسر الحصار البحري “الإسرائيلي” على القطاع . فقد تمكن زورق “الكرامة” من مغادرة المياه اليونانية في وقت مبكر الثلاثاء وهو يتجه ببطء إلى غزة، بحسب ما قال متحدث باسم حملة الزوارق الفرنسية إلى غزة لوكالة “فرانس برس” . وأضاف المتحدث أنهم لم يتخلوا بعد عن الأمل في تمكن سفن اخرى من اللحاق بهم في إطار مساعي “أسطول الحرية” كسر الحصار وهو الأسطول الذي كان من المقرر أن يبحر باتجاه غزة الأسبوع الماضي قبل أن تعترضه عقبات عدة .
أما السفينة “جوليانو” فغادرت مرسى بيراما بالقرب من أثينا ورست في مرفأ باليا فوكيا بموافقة شرطة المرفأ . وقال ديميتريس بليونيس أحد الناشطين على متن السفينة إن الإبحار غير ممكن بسبب منع السلطات اليونانية . وقالت النائبة بالبرلمان السويدي ماري نوردن التي كانت ستنضم إلى السفينة “جوليانو” مع خمسة ركاب آخرين، إنها قررت العودة إلى السويد لأنها لا تريد أن تخوض مواجهة مع شرطة الموانئ اليونانية .
وكانت ماري نوردن النائبة الاشتراكية الديمقراطية أوضحت في وقت سابق أن “كل أوراقنا في السفينة جاهزة”، مذكرة بأن السلطات اليونانية أعادت السفينة أدراجها بعد ظهر الثلاثاء .
وكان أربعة ناشطين مناصرين للفلسطينيين لا يزالون يحتلون سفارة إسبانيا الأربعاء احتجاجاً على منع السفن من الإبحار إلى غزة . ويطالب الناشطون الحكومة الإسبانية بالضغط على اليونان للسماح للمركب الإسباني “غيرنيكا” بالإبحار .
وترسو أغلب السفن العشر التي كان من المقرر أن تنضم إلى القافلة البحرية، في موانئ يونانية بعد فرض السلطات اليونانية حظراً على مغادرة الزوارق التي تحمل مساعدات إنسانية إلى غزة . وتخضع السفينة الإيرلندية “سيرشه” لإصلاحات بميناء تركي بعد أن لحقت أضرار بمعدات الدفع بها، فيما قال النشطاء إنه نتيجة هجوم تخريبي “إسرائيلي” .
وحتى الآن لم تتمكن سوى سفينة “الكرامة” الفرنسية من الإبحار، حيث تقل 12 شخصاً، فيما يقول منظموها إنها في موقع غير محدد في المياه الدولية . وقال توماس سومر-أودفيل خلال مكالمة هاتفية مع “فرانس برس” من أثينا “إنهم بحال جيدة”، مضيفاً أن السفينة بدأت تتحرك ببطء باتجاه غزة بعد ظهر الثلاثاء بعد أن انتظرت ساعات عدة في المياه الدولية لترى ما إذا كان النشطاء اليونانيون والنرويجيون والسويديون على متن السفينة “جوليانو” سيتمكنون من الإبحار .
وقال سومر-أودفيل “هاتفياً مع من على متن السفينة “الكرامة”: “إنهم يتوجهون الآن ببطء إلى غزة حتى يتسنى لأي من السفن الأخرى اللحاق بهم” قبل الوصول إلى القطاع . وقال سومر-أودفيل “في الوقت الراهن رغبتنا هي بلوغ غزة”، معترفاً بأنه ما زال سيتعين على النشطاء على السفينة أن يقرروا ما يمكن ولا يمكن فعله “في ضوء المعطيات اللوجستية والتقنية” . وتابع قائلاً “في الوقت الراهن لدينا سفينة واحدة تمكنت من خرق الحصار اليوناني ونأمل أن تلحق بها أخريات” .
وكانت السفينتان الأمريكية “أوداسيتي أوف هوب” والكندية “تحرير”، التي تقل كل منهما 50 ناشطاً وبحاراً، قد حاولتا الإبحار منذ الحظر الذي فرضته السلطات اليونانية الجمعة، ولكن خفر السواحل اليونانيين اعترضوا السفينتين وأرجعوهما . كما تعرضت سفينتان أخريان لأضرار يقول المنظمون إنها نتيجة هجمات تخريبية “إسرائيلية” .
ويقول المسؤولون اليونانيون إنهم فرضوا الحظر حرصاً على سلامة النشطاء .
وكان أكثر من 300 ناشط من 22 بلداً قد أعربوا عن اعتزامهم المشاركة في أسطول هذا العام بينهم العشرات ممن تجاوزوا منتصف العمر ومتقاعدون أمريكيون وأوروبيون