شدد وزير الخارجية محمد العرابي على أن أمن الخليج أولوية ومحل اهتمام مصري بنسبة 100 في المئة، وأن التقارب مع إيران لن يكون أبدا على حساب الخليج. وقال وزير الخارجية فى حديث لصحيفة " الراى " الكويتية نشرته اليوم، الأحد، أنه بصدد القيام بجولة عربية تشمل عددا من دول الخليج، مشيرا الى ان " المحيط العربي أكثر حرصا على التعاون مع مصر". وأشار إلى إن الدكتور نبيل العربى وزير الخارجية السابق وضع إطارا لعلاقة مصر مع ايران في المستقبل بما فيها "التوقيتات"، حيث قال إن مسألة تطوير العلاقة مع إيران يجب أن تطرح على البرلمان المصري عندما يشكل، لذلك فالموضوع لم يطرأ عليه متغير ولكن أمن الخليج هو أولوية مصرية. وأكد على ان سياسة مصر الخارجية في الفترة المقبلة ستكون انعكاسا لواقعنا بعد الثورة التى قامت بتحريك أشياء كثيرة في هذه المنطقة، وخلقت واقعا استراتيجيا جديدا، بمعنى أن مصر أصبحت الآن دولة ملهمة للآخرين، وأمامنا فرصة قوية للغاية لوضع خطوات جيدة ورصينة للسياسة الخارجية في شكل يخدم أهدافنا في الفترة المقبلة ويخدم أهداف الثورة وتطلعات الشعب المصري. و بخصوص الشأن الإفريقى وكيفية احداث انفراجة فى ملف حوض النيل، أوضح العرابى أن هناك حاجة متبادلة بين أفريقيا و مصر، فأفريقيا تحتاج إلى وجود دور مصري في كامل عافيته، لأن ذلك من مصلحة القارة، وكان هناك سؤال أفريقي صريح لمصر وهو أين أنتم؟ وأعتقد أن مصر قادرة ومؤهلة أن تعود إلى القارة الأفريقية بمنتهى القوة وسنعود لتواجدنا في أفريقيا، لكن في شكل أكثر إقناعا . واضاف ان حوض النيل منطقة للتعاون وليس المواجهة، وسيكون النيل شريانا للتنمية في هذا الإقليم، وسيكون لنا منهجنا الذي يحمي مصلحة مصر ويبني أطر تعاون وثيقة مع دائرة حوض النيل، وسيكون هناك تعاون وستظل المياه تمضي في الوادي ولن تنقطع يوما عن مصر والأزمة ليست في ندرة مياه النيل، ولكن في إدارتها والاستفادة منها من جانب دول حوض نهر النيل. وفيما يختص بملف الغاز مع اسرائيل، أكد وزير الخارجية انه سيتم فتح الملف ، "ولكن هناك الان مرحلة ترتيب البيت الدبلوماسي من الداخل، وهى مرحلة لن تستغرق فترة طويلة،, وبعدها مباشرة سنفتح هذا الملف وسنظهر كل الحقائق التي يحتويها"، موضحا ان مسألة الغاز تعتبر عنصر قوة استراتيجية لمصر، لذلك يجب أن تكون الحسابات دقيقة من الناحية السياسية والاقتصادية وفقا لما تحدده الغاية القومية والمصلحة الوطنية لمصر وإعادة تقييم الموضوع أمر وارد وفقا لهذه الأسس". وأعرب وزير الخارجية فى حديثه على أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لمصر والعرب، وقال ان مصر دائما في صف الحق الفلسطيني، وحان الوقت كي يترجم نتنياهو المقولة التي ظل يرددها منذ اليوم الأول له في الحكومة وهي أن على إسرائيل اتخاذ قرارات مؤلمة لتحقيق تقدم في السلام، وحقيقة الأمر أنه لم يتخذ أي قرار مؤلم حتى الآن ونحن ننتظر قراراته المؤلمة حتى يتحقق السلام