ذكرت صحيفة لوس انجلوس تايمز أن التحرك لمقاطعة جولة الإعادة الرئاسية يسلط الضوء على استياء الناخبين بشأن خيارات التصويت ، وقالت الصحيفة فى تقريرها أن هذا التحرك للمقاطعة يكتسب الان زخما كبيرا مهددا التحول المضطرب لمصر نحو الديمقراطية ويكشف عن ازدراء شديد من قبل الناخبين حول الاختيار بين إسلامي محافظ وبين أحد رموز الحرس القديم. واشارت الصحيفة أن تلك المعضلة تسلط الضوء على صراع الاستقطاب بين الإسلام السياسي والدولة البوليسية العلمانية. فالدولة البوليسية العلمانية كانت تفوز بهذه المعركة دون صعوبة منذ الخمسينات. لكن أول انتخابات رئاسية حرة فى البلاد تبين مرشح جماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي في سباق محتدم مع أحمد شفيق، أحد بقايا النظام السابق . وأوضحت الصحيفة أنه بين معسكرات هذين المرشحين توجد فجوة كبيرة يملؤها المصريين الساخطين المطالبين بالالتزام بالمثل العليا التي حفزت ثورات العالم العربي منذ مطلع العام الماضي ، هؤلاء الناخبون هم ليبراليون واشتراكيون واسلاميون معتدلون وغيرهم من الذين يخشون أن يتم فقدان لحظة حاسمة من أجل الديمقراطية. ونقلت الصحيفة عن منى عمار، إحدى المتظاهرات في ميدان التحرير، قولها "إنه لا معنى للاختيار بين خطأين"، فى إشارة إلى مرسي وشفيق. وأضافت: "إذا فاز شفيق، سوف نثور ضده . ولكن الأمر قد يكون أكثر خطورة إذا فاز مرسي لأنه سيحاول ويستخدم الدين لتهدئة وإيقاف الناس". واضافت الصحيفة إلى أنه على الرغم من أن مرسي وشفيق يقومون بحملات واسعة لتوسيع جاذبيتهما، إلا أن ملايين من الناخبين لم يتم تحفيزهم من قبل نداءات أي من المرشحين الاثنين ، ففى الوقت الذى كان فيه شفيق يخبر الناخبين الشباب أن لا يخافون على مستقبلهم، كان مرسي الذى لا يتمتع بكاريزمة مشغول بتقديم وعود للجميع بدءا من اليساريين إلى أسر المئات من الضحايا الذين قتلوا على أيدي قوات أمن مبارك خلال تمرد العام الماضي. لكن جماعة الإخوان المسلمين، التي كسرت صفقات سياسية قبل ذلك وتهيمن على البرلمان، يتم النظر إليها بالشك والريبة بأنها سوف تغمس البلاد في الشريعة الإسلامية. وأختتمت لوس أنجلوس تايمز تقريرها بالقول أن التشويق الاستباقي، الذي اجتاح ميدان التحرير في تلك الأيام الشتوية في عام 2011 والتي أنهت ستة عقود من الحكم الاستبدادي، قد تلاشى الآن كما أن الميدان الآن به رجال من اتجاهات سياسية معارضة يتشاحنون، كما لو أن النضال لتحقيق تواصل مشترك فى الآراء لم يعد أمرا ذو أهمية والميدان به خيام قليلة وأعلام ممزقة، فى تذكير لجميع الآمال والتطلعات التى لم يتم تحقيقها.