رفعت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما مستوى الضغوط على الناشطين الذين يخططون لتحدي الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة عبر تسيير قافلة جديدة من أسطول الحرية للمساعدات الإنسانية، وحذرتهم من أنهم قد يواجهون عملية إسرائيلية، وقالت إن الأميركيين منهم قد يعد عملهم مخالفا للقانون الأميركي، كما أعلنت إيطاليا معارضتها للأسطول. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند "نحن قلقون من عزم عدد من المجموعات على تخليد الذكرى السنوية لحادث الأسطول بالإبحار من عدة موانئ أوروبية إلى غزة في وقت قريب".
وقالت نولاند الجمعة إن محاولة خرق الحصار "أمر استفزازي وغير مسؤول، ويمكن أن يعرض الركاب للخطر"، وإن إسرائيل قد حضرت الوسائل لمساعدة الفلسطينيين المقيمين في غزة.
ونبهت الخارجية الأميركية إلى أن "القطاع يخضع لسيطرة عسكرية" من قبل حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تصنفها الولاياتالمتحدة "منظمة إرهابية"، مما يعني أن أي أميركي يقدم لها الدعم يستحق السجن.
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد اعتبرت في تصريحات للصحفيين يوم الخميس أن "هذا الأسطول ليس وسيلة ضرورية أو ناجعة لتقديم المساعدة لسكان غزة".
وذكرت أن "حكومة إسرائيل قررت التزامات ملحوظة بشأن المساكن في قطاع غزة، حيث سيكون بالإمكان إدخال مواد بناء".
وقالت أيضا إنه "من غير المفيد أن تدخل أساطيل لمجرد الاستفزاز المياه الإسرائيلية، وتضع نفسها في موضع يكون فيه للإسرائيليين حق الدفاع عن النفس".
وكانت الولاياتالمتحدة قد حذرت قبل يومين رعاياها من المشاركة في أي أساطيل تهدف إلى كسر الحصار على القطاع, في حين طالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مون في نهاية مايو/أيار الماضي كل الحكومات المعنية باستخدام نفوذها "لثني الداعين إلى إرسال أسطول جديد إلى غزة خوفا من حصول حوادث دامية".
ومن ناحيته ذكر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيطالية ماوريتسيو ماساري الجمعة بموقف الحكومة الرافض لانطلاق أسطول الحرية 2 إلى قطاع غزة.
وقال ماساري إن إيطاليا تعارض هذه الخطوة، مشيراً إلى أن رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني أعلن في أبريل/نيسان الماضي أن الحكومة الإيطالية تعتزم السعي لتجنب خطوات مماثلة لتلك التي حدثت في الماضي، في إشارة إلى الهجوم العسكري الإسرائيلي على القافلة الأولى في نهاية مايو/أيار 2010 الذي أسفر عن مقتل تسعة ناشطين من الذين كانوا على متن سفينة تركية.
وكان نشطاء إيطاليون أعلنوا مشاركتهم في الأسطول الجديد، ووجهوا نداء إلى وزير الخارجية فرانكو فراتيني -عبر صفحتهم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك- يطالبونه فيه بحماية أسطولهم.
ورأى الناطق باسم الخارجية الإيطالية أن "من شأن تسيير أسطول الحرية 2 الإضرار باستئناف عملية السلام، وهي الأولوية الملحة بالنسبة للمجتمع الدولي".
وينضم الرفض الأميركي والإيطالي إلى رفض الحكومة الإسرائيلية لهذا الأسطول، إذ وجهت تحذيرا للأمم المتحدة من أن تسيير قافلة مساعدات جديدة إلى غزة "قد يؤدي إلى عواقب وخيمة".
وقال سفير إسرائيل الجديد لدى الأممالمتحدة رون بروسور قبل يومين إن إسرائيل تدعو كل الدول إلى القيام بكل ما في وسعها لمنع القافلة, التي وصفها أيضا بأنها مستفزة وضارة. وأوضحت إسرائيل بجلاء أنها ستمنع القافلة من الوصول إلى غزة.
يأتي ذلك بينما تستعد سفن للإبحار من اليونان الأسبوع المقبل في إطار "أسطول الحرية" السلمي لنقل مساعدة إنسانية إلى غزة, بعد أن تعثر الانطلاق الذي كان مقررا من تركيا لعدم اكتمال إصلاح السفينة مافي مرمرة التي اقتحمها جنود الاحتلال العام الماضي.
وكان تسعة أتراك قتلوا إثر قيام قوات خاصة إسرائيلية بمهاجمة سفينتهم في المياه الدولية بينما كانت تقترب من غزة نهاية مايو/أيار العام الماضي، مما أثار موجة استهجان دولية.