«إننا نبحث هنا بالديموقراطية في وجه حكم القلة، في حرية التعبير في خضم ازمة وطنية، في حكمة الناخبين» بعد حوالى 2500 سنة على ادانة سقراط، لانه تحدى آلهة المدينة وقوانينها، اعادت اثينا محاكمة الفيلسوف يوم الجمعة الماضي، واتى الحكم بالبراءة. وخلال هذه المحاكمة الشرسة التي تردد صداها في الاحداث الحالية، اثيرت هذه المواضيع بقوة كما قالت لوريتا بريسكا القاضية من نيويورك التي اصبحت خلال جلسة اعادة المحكمة «رئيسة المحكمة». ففي عام 399 قبل الميلاد، تولى سقراط شخصيا الدفاع عن نفسه امام حضور مؤلف من 500 من سكان اثينا، من الذكور فقط من مواطنين وقضاء ومحلفين. وفي غيابه هذه المرة مثله محاميان امام عشرة قضاة دوليين. وقد مال خمسة منهم الى ان الفيلسوف مذنب، وخمسة آخرون الى عكس ذلك. وقال باباديمتريو قبل بدء جلسة المحاكمة «بطبيعة الحال ثمة رابط بين محاكمة سقراط، والاحداث الراهنة، لكن ليس فقط على الساحة اليونانية: فهذا الموضوع تعاقبي تطوري ويشمل كل الثقافات». واضاف انه من خلال سقراط «نتطرق الى مسألة حدود حرية الكلام والتفكير. والى اي حد يمكن للمواطن ان يذهب في مناهضة النظام؟ ما هي حقوق النظام الديموقراطي ضد مواطنيه»؟ وقد كانت مسألة الديموقراطية في خضم النقاشات في اليونان في الأشهر الاخيرة، مع دولة ترد مستخدمة القوة على شعبها المستاء، كما كانت الحال خلال التظاهرات المناهضة لسياسة التقشف، والتشكيك بشرعية حكومة غير منتخبة، كما كانت الحال مع حكومة لوكاس باباديموس عام2011.