«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«الناتو»: الباب لن يُغلق أمام انضمام السعودية وعُمان لمبادرة إسطنبول وشراكتنا مع دول المبادرة لم تصل إلى المستوى المطلوب بعد
نشر في الفجر يوم 20 - 05 - 2012

«أمننا متداخل، ولهذا السبب جاء مجلس الناتو بأكمله الى قطر»، هذه العبارة كانت إحدى الرسائل الواضحة التي تضمنتها كلمة أمين عام حلف «الناتو» أنديرس فوغ راسموسن بعنوان «الناتو ومنطقة الخليج.. شركاء في الأمن» التي نشرتها «الأنباء» الثلاثاء الماضي تزامنا مع انعقاد مؤتمر سفراء دول مبادرة إسطنبول للتعاون في الدوحة تحت شعار «تعزيز الشراكة بين دول «الناتو» ودول مبادرة إسطنبول للتعاون».
ظروف كثيرة عززت أهمية المؤتمر، أبرزها التطورات الأخيرة في كل من مصر وتونس وما تشهده بعض دول المنطقة من اهتزازات واضطرابات، إضافة الى كونه الأول من نوعه بعد القمة التاريخية للحلف التي حددت خلالها إستراتيجية للعقد المقبل والتي انعقدت في لشبونة العام الماضي، وتضمنت عناوين عريضة متصلة اتصالا مباشرا بمنطقة الخليج، لاسيما مواضيع أمن الطاقة والحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل ومكافحة القرصنة وغيرها.
السعودية وعُمان
بعد نحو 7 أعوام على انطلاق مبادرة إسطنبول، مازالت كل من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان خارجها رغم المحاولات الحثيثة خلال السنوات الماضية من جهة مسؤولي الحلف لإقناع الجانبين بالانضمام، والرسائل التطمينية الموجهة إليهما بأن الهدف من التعاون تحقيق مصلحة مشتركة وينطلق من مبدأ «عدم فرض أي شيء» والحرية الكاملة في تشكيله وتحديد إطاره.
بحسب ما وجدناه في الدوحة، لم يفقد مسؤولو «الناتو» الأمل في الوصول الى إجماع خليجي على المبادرة، وقد أكد نائب الأمين العام للناتو كلاوديو بيسونيرو ان الباب سيبقى مفتوحا.
وجهد المشاركون في التأكيد على ان الاتفاقيات الثنائية لدول مع مجلس التعاون مع الدول القيادية في الحلف لا تغني عن الشراكة معه، لأنها تنطلق من مبدأ مهم وهو ان التحديات المشتركة التي تواجهها دولنا اليوم تقتضي تعاونا مشتركا وجماعيا لمواجهتها.
عدم الارتقاء لمستوى الطموحات
أما بالنسبة الى الدول الخليجية الأربع المنضمة الى المبادرة (الكويت، قطر، البحرين والإمارات)، فيبدو أيضا ان مسؤولي «الناتو» غير راضين عن وتيرة التعاون معها، وقد ذكر راسموسن في كلمته ان «مبادرة إسطنبول قد بدأت بداية واعدة في عام 2004 ولكن السنوات الأخيرة أثبتت صعوبة أكبر في تكثيف تعاوننا العملي، ونحن بصراحة لم نقترب من تحقيق إمكانات شراكتنا».
مبدأ الشراكة والحوار
تقوم الإستراتيجية الجديدة للناتو على توسيع الحوار ومبدأ الشراكة مع المجموعات الدولية، لما للحوار والانفتاح من أهمية في احتواء الأزمات وتداركها والحد من المخاطر المحيطة بالدول الأعضاء فيه ومصالحها.
أهمية الخليج
ومما لا شك فيه، أن منطقة الخليج التي تحتوي على 60% من احتياطي النفط و40% من احتياطي الغاز في العالم والإسلامية بمعظمها والمتصلة بإيران المشاكسة تشكل محط اهتمام كبير للحلف.
وانطلاقا من هذا الاهتمام وبهدف تحديد وتذليل العقبات التي تحول دون توفير الزخم الخليجي اللازم للارتقاء الى مستوى الشراكة مع «الناتو»، حاول مؤتمر الدوحة، من خلال ورشات العمل التي تضمنها، تسليط الضوء على أهمية الشراكة الأطلسية الخليجية من جهة وسبل حل المشكلات التي تبطئها.
العوائق أمام الشراكة الأطلسية الخليجية
وقد اتسمت ورشات العمل التي شارك فيها أكاديميون وعسكريون وديبلوماسيون ومفكرون بكثير من الصراحة والانفتاح.
وتمحورت النقطة الأكثر حساسية حول الأسباب التي تحول دون مشاركة أكبر دولتين جغرافيا وسكانيا وعسكريا في مجلس التعاون بالمبادرة من جهة وعدم قيام الباقين ببذل الجهد اللازم للاستفادة مما تتيحه في مجالات من جهة أخرى.
الإجابات عن هذه النقطة جاءت متنوعة، فهناك من رأى ان ضعف التعاون أمر طبيعي كون المعروض على دول المنطقة «هزيلا» ويمكن الاستعاضة عنه بالاتفاقات الثنائية ولا يقدم قيمة مضافة كبيرة، خاصة أنه لا أمل لدول المبادرة في الانضمام الى الحلف والاستفادة من مبدأ «الدفاع المشترك» الذي تقدمه المادة 5 من ميثاقه للدول الأعضاء.
وفي مقابل هذا الرأي الذي يطالب بإتاحة الفرصة لعضوية كاملة لدول الخليج بالحلف على غرار تركيا، سمعنا رأيا معاكسا يعتبر ان القيم التي تجمع الدول الأعضاء فيه مختلفة تماما عن دول مجلس التعاون، وبالتالي فإنه ليس من مصلحة هذه الدول المطالبة بالانضمام للحلف، كما ان صورته لاتزال سيئة في أذهان المواطنين الخليجيين غير الراضين عن أدائه في أفغانستان واتهامه بدعم ما أسماه أحد المتحدثين «النظام غير الشرعي الذي لا يمثل الشعب الأفغاني».
وبين الرأيين، برز رأي براغماتي يدعو من جهة الى أهمية تحسين صورة الحلف لدى مواطني المنطقة شكلا ومضمونا، شكلا عبر تغيير اسمه باستخدام اللفظ الفرنسي «أوتان» بدلا من «ناتو» لإيصال رسالة التغيير، ومضمونا عبر تكثيف التغطية الإعلامية للجهود الملموسة للحلف في مجال تعزيز الأمن والسلم الدوليين وإيمانه ضمن إستراتيجيته الجديدة بمبادئ مهمة كالتعاون والشراكة لمواجهة التحديات المشتركة وتعزيز القدرة على مواجهة الأزمات الطارئة والأمن الشامل الذي لا يقصر فكرة تحقيق الأمن على الجانب العسكري بل يردفها بالأمن غير العسكري الذي يشمل مجالات التنمية وتبادل التكنولوجيا وغيرها.
توسع المعروض في مجالات التعاون
وذهب أصحاب هذا الرأي الى أنهم يتفهمون أسباب عدم منح دول المنطقة عضوية كاملة بالحلف، لكنهم دعوا الى توسيع «المعروض» من مجالات التعاون معه وعدم الاكتفاء بذلك، بل تعزيز مبادرة إسطنبول ببرنامج تنفيذي يقوم على «آليات واضحة لتنفيذ أولويات محددة ضمن جدول زمني محدد»، فذلك سيوفر معيارا واضحا لمدى تقدم التعاون باتجاه الشراكة الحقيقية والفاعلة والتي قالوا انها ستفتح أبوابا جديدة ومهمة منها مثلا احتمال تقديم مساهمة مادية وعسكرية مهمة من دول الخليج في مجموعات إدارة الأزمات المستقبلية التابعة للحلف أو عملياته الهادفة لضمان السلام الدولي في إطار الشرعية الدولية، خاصة عندما يتعلق الأمر بدول إسلامية، كما دعا هؤلاء الى التوسع في مجال الأنشطة المدنية للحلف لأن ذلك سيساهم في تحسين صورته عند الشعوب.
الافتتاح وكلمة العطية: الأمن الأحادي لم يعد يكفي
افتتح المؤتمر بكلمة لرئيس أركان القوات المسلحة القطرية اللواء الركن حمد بن علي العطية، أكد خلالها ان المؤتمر محطة بارزة على طريق تعزيز العلاقات مع «الناتو»، مشيرا الى أنه ورغم ان «كل رؤانا لم تتحقق بعد إلا ان هناك جهودا لتحقيق المصالح المشتركة بين الحلف ودول مبادرة إسطنبول، خاصة ان دولنا شريك إستراتيجي لكل من أميركا وأوروبا، وهذه الشراكة توجب التعاون من منظور جماعي لتحقيق الأمن الإقليمي وأمن الطاقة».
وأثنى العطية على جهود الحلف في الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين في إطار الشرعية الدولية، لافتا الى ان «الأمن الجماعي أصبح أمرا يفرض نفسه ولم يعد هناك من مجال في ظل التحديات الراهنة للحديث عن إمكانية الأمن الأحادي».
وتمنى العطية ان يؤدي المؤتمر الى الخروج بأفكار ومبادرات تعزز مستوى التعاون بين الحلف ودول المبادرة.
نائب أمين عام «الناتو»: لسنا نبدأ من الصفر
قال نائب الأمين العام لحلف «الناتو» كلاوديو بيسونيرو: «لسنا نبدأ من الصفر، فهناك مئات النشاطات المتوافرة اليوم للتعاون المحتمل مع دول مبادرة إسطنبول، لكن لنكن صريحين بعد ان كانت هاك بداية مشجعة بدا أن الأمر غير سهل في السنوات الأخيرة»، مضيفا «لذلك جئنا لنسمع أفكاركم وآراءكم بشأن التعاون في مواجهة المخاطر المشتركة والتهديدات ومنها التهديدات الإلكترونية لعالم يعتمد في تقاربه على شبكات الاتصال».
وتابع: «لا يمكن لجهة واحدة اليوم ان تواجه بمفردها هذه التحديات وبما ان التحديات متعددة فالرد عليها يجب ان يكون متعددا».
وتطرق الى الوضع في أفغانستان قائلا: «هناك 48 بلدا يساعد أفغانستان اليوم لنقل السلطة في الولايات والأقاليم، ورجال الأمن الأفغان سيكونون قادرين بنهاية عام 2014 على توفير الأمن في بلدهم»، مستدركا «ولكن كلنا نعلم ان الحل ليس عسكريا فقط بل المطلوب استمرار المساعدة الى ما بعد عام 2014 على مستويات الأمن والمصالحة السياسية والتنمية، ونأمل ان يكون للدول الخليجية دور في هذا المجال».
ثم انتقل بيسونيرو للحديث عن الإستراتيجية الجديدة للحلف التي حددت التحديات الجديدة وسبل مواجهتها وارتكازها على مبدأ التعاون، لافتا الى ان هناك اليوم «فرصة أكبر للتشاور بشأن القضايا الأمنية المشتركة وتعزيز فهمنا لما يجري وقدرتنا على منع المخاطر واحتوائها هنا في الخليج».
وتابع «وبإمكاننا أيضا ان نعطي شركاءنا القدرة على الوصول الى كل البرامج التي نقدمها، وأنتم تختارون ما يناسبكم منها، سواء في المجال العسكري أو في مجال المعلومات والأمن»، مضيفا «ولكن لتحديد ذلك نحتاج الى ان نتحاور ونتواصل بشكل مستمر، خاصة ان 50% من طاقة العالم تمر عبر الخليج ودول المنطقة تحوي 60% من احتياطي النفط في العالم و40% من احتياطي الغاز وهذا يهمنا ويهمكم».
وأوضح بيسونيرو: «إذن، نحن نتحدث عن مبادرات مشتركة، والشراكة هي دائما طريق باتجاهين، فنحن نريد إعطاءكم ما نعلمه ولكننا حريصون أيضا على معرفة ما لا نعلمه».
وأضاف: «والى جانب الأمن الطاقوي، هناك تهديدات أخرى منها القرصنة وانتشار أسلحة الدمار الشامل والصواريخ بعيدة المدى والإرهاب، وكلها تحديات دولية تتطلب تعاونا».
وختم نائب أمين عام حلف «الناتو» بالقول: «لم نصل الى تحقيق كل ما نصبو إليه، لكن نريد مواصلة التعاون ولذلك نحن هنا».
3 ورشات عمل
تخللت المؤتمر 3 ورشات عمل متزامنة استمرت كل منها نحو 4 ساعات، وفي ختام اليوم الماراثوني في فندق «ريتز كارلتون الدوحة»، قدم مقررو الورشات ملخصات لما دار في كل منها.
البداية كانت مع مقرر الجلسة الأولى نائب مدير معهد «روسي» الدولي للدراسات الإستراتيجية د.ديفيد روبرتس الذي تحدث عن الورشة الأولى التي تمحورت حول «المفهوم الإستراتيجي الجديد للناتو وعلاقته بأمن الخليج».
وقال د.روبرتس انه لمس استمرار الانطباعات السيئة لدى المشاركين عن «الناتو» وأنهم مازالوا يصنفونه على انه جزء من الحرب الباردة وعلى أنه أداة بيد الولايات المتحدة وان بعضهم اقترح تغيير لفظ الدلالة على الحلف للمساعدة في تغيير الصورة النمطية عنه لدى الناس في هذا الجزء من العالم.
وأشار د.روبرتس الى ان الجانبين يتفقان على العديد من الأمور التي يمكن التعاون بشأنها، لكن تختلف الأولويات، مشيرا الى المطالبة بتوسيع القائمة التي يقدمها «الناتو» لشركائه من الدول المعنية.
وكمثال على التباين في وجهات النظر، أشار الى أنه وبينما يركز «الناتو» على موضوع إيران ومساعيها النووية، فإن دول الخليج تنظر أيضا بحسبما أشار المشاركون إلى إسرائيل.
وتحدث عن تأكيد الحلف أنه لا ينوي ان يكون جزءا من مرحلة المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين رغم أنه مستعد للعب دور في المرحلة اللاحقة لاتفاق السلام عند التوصل إليه.
الورشة الثانية تحدثت عن «الأمن الإقليمي والتحديات الأمنية المشتركة وكيفية التصدي لها والقيمة المضافة التي يقدمها الناتو إلى دول مبادرة إسطنبول».
وقدم مقرر الورشة العميد الركن زامل سياف الشهراني من معهد الدراسات العسكرية في دولة قطر شرحا حول ما دار خلالها، لافتا الى وجود أرضية مشتركة بين الجانبين وأفكار يمكن ان تساعد على الارتقاء بالعلاقات الى المستوى المأمول.
وشدد الشهراني على أهمية وجود أولويات وخطة زمنية للتعاون وآليات محددة لتبادل المعلومات وتبادل التكنولوجيا، وتحدث عن مقترح لعقد مؤتمر ثان لمناقشة هذه الأمور أو تشكيل لجنة لتقدم المقترحات اللازمة الى جهات الاختصاص.
وأشار الشهراني الى الاتفاق على أهمية متابعة ما يدور في المنطقة من تحديات ومنها عدم الاستقرار بالعراق وأفغانستان واليمن والانعكاسات السلبية لذلك على المصالح المشتركة لكل من «الناتو» ودول مبادرة إسطنبول، ولفت الى ان المشاركين تحدثوا عما جرى في مصر وتونس، وهو الأمر الذي قد يتكرر في غير مكان، إضافة الى تطرقهم الى قضايا الإرهاب وتبادل المعلومات وموضوع القرصنة الذي استحوذ على جزء مهم من النقاش، حيث ركز المشاركون على أهمية وضع آلية لمكافحة القرصنة الى جانب ما تقوم به سفن «الناتو» من عمليات حراسة للمسارات البحرية، لافتا الى ان الآلية لابد ان تولي مزيدا من الاهتمام والتنظيم لعمليات اعتقال ومحاكمة القراصنة.
الورشة الثالثة تمحورت حول «سبل تعزيز التعاون بين الناتو ودول مبادرة إسطنبول»، وقال مقررها السفير ديريك برينغلمان، وهو مساعد الأمين العام للشؤون السياسية والسياسة الأمنية، ان المشاركين تحدثوا عن ضرورة توفير الجهود لتحسين صورة «الناتو» وتطوير مستوى جديد من التعاون والمسؤولية يناسب دول التعاون في ظل عدم إتاحة الفرصة لانضمامها الى الحلف والمادة الخامسة (الدفاع المشترك).
ولفت الى إمكانية لعب دول المبادرة دورا في قوة الطوارئ الجديدة في الحلف للتعامل مع الأزمات، إضافة الى تحسين التعاون بين «الناتو» من جهة ومجلس التعاون الخليجي كمنظمة من جهة أخرى وعدم الدمج بين مبادرة إسطنبول وبرنامج الحوار المتوسطي.
الختام
وفي ختام المؤتمر، تحدث مساعد وزير الخارجية القطري لشؤون المتابعة محمد عبدالله الرميحي الذي تمنى ان يكون المؤتمر قد حقق أهدافه، داعيا الى توثيق ما دار فيه ليكون متداولا بين المسؤولين والمتابعين، وتوجه بالشكر الى رئيس الدائرة المختصة بمتابعة مبادرة إسطنبول والحوار المتوسطي ضمن قسم الديبلوماسية العامة بالحلف نيكولا دي سانتيس على جهوده في إعداد المؤتمر.
من جانبه، قال نائب الأمين العام لحلف «الناتو» كلاوديو بيسونيرو ان المؤتمر شهد أفكارا ذات أهمية كبيرة وانه يجب التفكير في تطبيقها، مجددا التأكيد على ان الحلف يرحب بشركاء آخرين في فريق التواصل السياسي الدائم والحوار.
قالت سفيرة الكويت لدى الاتحاد الأوروبي وبلجيكا نبيلة الملا ان المؤتمر ممتاز وقد تطرق الى قضايا حيوية ومهمة للجانبين، خاصة أمن الطاقة، مؤكدة انه سيساهم في تعميق العلاقات بين دول مبادرة إسطنبول وحلف شمال الأطلسي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.