استدعت البحرين القائم بالاعمال الايراني للاحتجاج على ما وصفته بتدخل سافر في شؤونها في نزاع دبلوماسي جديد تفجر بعد ان انتقدت طهران جهود دول الخليج العربية لتوثيق الروابط السياسية والاقتصادية والعسكرية بينها. وكانت دول مجلس التعاون الخليجي عقدت اجتماع قمة في الرياض يوم الاثنين لمناقشة دعوة أطلقها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لاقامة اتحاد بين الدول الست لمواجهة النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الاوسط لكن القمة لم تتوصل الى اتفاق على مزيد من الاندماج. ومن المقرر استئناف المحادثات في هذا الصدد في وقت لاحق من العام. وثارت تكهنات بأنه سيتم الاعلان أولا عن وحدة بين البحرين والسعودية التي ارسلت قوات في مارس اذار من العام الماضي لمساعدة المنامة على التصدي للاحتجاجات المناهضة للحكومة والتي تهز البلاد منذ ذلك الحين. وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إنه كان من الأفضل للبحرين أن تستجيب لمطالب شعبها بدلا من السعي لوحدة مع دول عربية خليجي أخرى. ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية يوم الإثنين عن علي لاريجاني رئيس البرلمان الايراني قوله "اذا كان من المفترض ان تتحد البحرين مع دولة اخرى فيجب ان تكون هذه الدولة ايران لا السعودية." وجاء ذلك بعد تصريحات نائب في البرلمان الايراني كرر خلالها مزاعم بسيادة ايران على أراضي البحرين. وأدانت الخارجية البحرينية تصريحات كل من النائب ورئيس البرلمان الايراني واستدعت القائم بأعمال سفارة ايران وقام السفير عبد الله عبد اللطيف عبد الله وكيل وزارة الخارجية بتسليم القائم بالاعمال مذكرة احتجاج بهذا الشأن. وجاء في مذكرة الاحتجاج التي نقلتها وكالة الأنباء البحرينية في ساعة متأخرة يوم الثلاثاء ان ذلك يعد "تدخلا سافرا في الشؤون الداخلية لمملكة البحرين ومساسا صارخا باستقلالها وسيادتها الامر الذي ترفضه المملكة جملة وتفصيلا." وقال المتحدث باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان باراست وفقا لما نقلته وكالة انباء الجمهورية الاسلامية الايرانية إن الحل لازمة البحرين هو ان تحقق المنامة المطالب المشروعة لشعبها. ونقلت الوكالة عنه قوله "الحل لأزمة البحرين هو الوفاء بمطالب الشعب المشروعة واي تدخل اجنبي... لن يفعل سوى تعميق الجراح في البحرين." وأثارت ايران حنق البحرين في وقت سابق حين قالت ان جزيرة البحرين التي تحكمها أسرة آل خليفة السنية هي تاريخيا جزء من أراضيها. وأرسلت السعودية التي تخشى امتداد الاضطرابات المطالبة بالديمقراطية التي يقودها الشيعة في البحرين الى اراضيها قوات الى المملكة العام الماضي لمساعدة حكومة المنامة على التصدي للمظاهرات. وتتهم المملكة ايران باذكاء الاضطرابات الشيعية وهو ما تنفيه الجمهورية الاسلامية. وبعد اجتماع الرياض يوم الاثنين قال وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل ان المحادثات بشأن الاتحاد المحتمل بين دول الخليج العربية الست تأجلت الى قمة لاحقة في العام الحالي. ونقل عن مستشار ملك البحرين لشؤون الاعلام قوله ان اجتماعا جديدا للتصديق على الاتحاد سيعقد في الرياض قبل موعد القمة الخليجية المقررة في المنامة في ديسمبر كانون الاول. ونقلت وكالة الانباء البحرينية عن المستشار الاعلامي نبيل الحمر قوله في تغريدة على تويتر "بشارتي لكم يا اهل الخليج.. اعلان اتحاد دول الخليج العربي قريب...وقريب جدا.. في قمة استثنائية في الرياض قبل قمة البحرين." وتقود الاغلبية الشيعية انتفاضة في البحرين منذ اكثر من عام تطالب باصلاحات ديمقراطية مما اثار مخاوف السعودية من تأثيرها على الشيعة في منطقتها الشرقية المنتجة للنفط. وقال وزير الخارجية السعودي في مؤتمر صحفي بعد القمة ان المحادثات بشأن إمكان إقامة اتحاد بين الدول الست الاعضاء بمجلس التعاون الخليجي تأجلت إلى الاجتماع القادم المقرر في البحرين في ديسمبر. وحث الوزير إيران على "عدم التدخل" إذا تم التوصل إلى اتفاق بشأن الاتحاد.