مصطلح ويب 2.0 يعبر عن جيل جديد من المواقع والتطبيقات التي إختلفت في مفهومها وطريقة تعاملها مع مستخدميها عن طريقة التعامل القديمة التى كانت سائدة وقتا ما, ولكن الآن فمعظم المواقع التى نتعامل معها هى مواقع من الجيل الجديد ويب 2.0 , ويمكنكم أن تلاحظوا الفرق بين المواقع حاليا ومن عدة سنوات مضت. ولكي نعرف الإختلاف أحب أن أعرض أولا لمفهوم المواقع الثابتة والديناميكية. المواقع الثابتة: وهى المواقع التى تعرض جميع أنواع البيانات من نصوص وصور وفيديوهات وفلاشات ثابتة ومتحركة وأصوات, ولكنها تعرض هذه البيانات فقط دون أن يكون هناك تفاعل ما بين المستخدم والموقع, وهذه المواقع من جيل ويب 1.0 وغير منتشرة بكثرة حاليا. المواقع الديناميكية: وهي تعرض جميع أنواع البيانات مثل المواقع الثابتة ولكن يوجد بها تفاعل بينها وبين المستخدم, حيث تجد بها على سبيل المثال تسجيل المستخدم وتسجيل الدخول والخروج أو إضافة مواضيع وتعديلها وحذفها. وتعتمد في عملها على قواعد البيانات التى لا توجد في المواقع الثابتة. وأبسط مثال على ذلك هى مواقع الأخبار والمنتديات. وتتسم بتغير محتواها بإستمرار بخلاف المواقع الثابتة التى لا يتغير محتواها إلا من قبل مدير الموقع. وهذه المواقع تندرج تحت مصطلح ويب 1.5 وهي منتشرة بكثرة حاليا. أما مواقع الويب 2.0 فهى تعدت مجرد مفهوم المواقع الديناميكية, فهى مواقع تعتمد على المستخدمين بشكل أساسي, بداية من الإهتمام بثقافاتهم وهواياتهم والتعبير عن انفسهم, مرورا بإنشاء المستخدمين لقاعدة بياناتهم الخاصة داخل الموقع أو التطبيق, وإنتهاءا بأن يكون المستخدمين هم أصحاب محتويات الموقع الأساسية. وأكبر أمثلة على هذا المفهوم مواقع مثل فيس بوك وبلوجر وويكيبيديا. وتتسم الويب 2.0 أيضا بعدة خصائص تجعلها هي المواصفات القياسية لأي موقع جديد يسعى للنجاح حاليا والإستمرار بالمستقبل وهي: - الويب 2.0 يستخدم ذكائه في فهم المستخدمين, حيث تتسم مواقع الويب 2.0 بالقدرة على قراءة ما يهم المستخدم وما يبحث عنه بالضبط. كما تعتمد على المستخدم في تطوير خدماتها وتطبيقاتها بناء على ما يريده المستخدم, وبالتالي فهو يشارك في تطوير وتحديث الموقع وبالتالى ينعكس على المستخدم نفسه. وأوضح مثال على ذلك هو محرك البحث الذكي "جوجل" والذى لولا ذكائه ما تربع على عرش محركات البحث في العالم أجمع. - عدم الإلتزام بدورة إنتاج البرمجيات المعتادة, والتى تتكون عادة من الفكرة, ثم التصميم, فالتنفيذ, فالإختبار, ثم النشر والصيانه. في أحيان كثيرة يتم عدم التقيد بهذه الخطوات. فأحيانا تكون اول خطوة بعد الفكرة هى التنفيذ فورا, ثم التطوير والصيانة المستمرة وليست بعد نشر الموقع فقط, ومثال على هذا هو موقع الفيس بوك الذي بدأ بفكرة نفذها فورا وقتها مارك زوكيربيرج. - عدم التقيد بالموقع نفس في تقديم الخدمة, فمثلا من الممكن أن يقوم الزوار بإستخدام خدمات الموقع في مواقع أخرى بحيث تكون تقنيات الموقع في أي موقع آخر على شبكة الإنترنت. وأبسط مثال على ذلك خدمات مثل جوجل أدسنس وخرائط جوجل. - تتطور مواقع الويب 2.0 كلما زاد مستخدميها وزاد تفاعلهم, فالإعتماد الأكبر وربما الأوحد هو المستخدمين ومساهماتهم. وبدون المستخدمين ينهار الموقع وينتهي. وبالتالي فالموقع يثق في مستخدميه وفي مساهماتهم إلى أقصى مدى. ثم يأتى دور مراقبي الموقع لتنقيح المشاركات بما يتناسب مع الموقع إذا كان هناك ما يخالف سياساته. ومثال على ذلك موسوعة ويكيبيديا التى تعتمد على مساهمات مستخدميها بشكل اساسي. - من السمات الاساسية لمواقع الويب 2.0 , الإستفادة إلى أقصى مدى من التقنيات الحديثة, مثل الخلاصات RSS, و تقنية الأجاكس, وبروتوكولات الانترنت الحديثة. وأيضا تقنيات التصميم والتطوير الجديدة ومفاهيمها التى تتطور يوما بعد يوم. شيء اساسي أن تتابع مواقع الويب 2.0 أحدث التقنيات وأن تطبقها بأفضل الطرق, بحيث يكون الإبهار للمستخدمين في التصميم.. وطريقة التعامل مع الموقع. من الممكن لك إذا كنت مجرد زائر للمواقع أو مستخدم لها, أن تعلم أو لا تعلم كل ما سبق (وإن كان من الأفضل أن تعلم ولو على سبيل المعرفة والمعلومات الإضافية). ولكن إذا كنت مصمم أو مطور مواقع إنترنت أو تعمل في مجال تكنولوجيا المعلومات أو مهتم بها, فلزاما عليك أن تعرف الويب 2.0 بكل مفاهيمه وتقنياته. فالمستخدم يرى مفاهيم الويب 2.0 في معظم المواقع التي يزورها وإن كان لا يعلم, أي انه قد تعود على أنواع خدمات معينة وطرق معينة للتعامل مع المواقع, وأنت إن كنت مصمم أو مطور للمواقع فيجب عليك أن تقدم له على الأقل الخدمات والتقنيات التى تعود عليها إن لم يكن أفضل وأكثر تطورا. ولربما نسمع يوما ما عن مصطلح الويب 2.5 أو الويب 3.0 أو حتى الويب 10.0 , فعلى المصممين والمطورين والشركات تقديم أحدث التقنيات, وعلى المستخدمين الإستمتاع بهذه التقنيات.